شيخ الدروز يهاجم حكومة الشرع ويدعو المجتمع الدولي لحماية المدنيين

دعا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، اليوم الخميس، المجتمع الدولي بالتدخل عاجل ومباشر لحماية المدنيين في سوريا.
وطالب الهجري، في بيان صحفي: "المجتمع الدولي بكافة منظماته وهيئاته ومؤسساته، يُبصر هذا التجاهل، والتعتيم على كل ما يحصل لنا من مصاب، نحن لسنا بحاجة لأقوالٍ، بل أفعالٍ، نحن لسنا دعاة انفصال، ولن نكون، بل دعاة مشاركة فعلية، وتأسيس مشروع دولة فدرالية ديمقراطية، تحفظ كرامتنا، وتضمن حرية الوطن والمواطن، وتحفظ الأمن".
وقال زعيم الدورز: "إننا لم نعد نثق بهيئة تدعي أنها حكومة لأن الحكومة لا تقتل شعبها بواسطة عصاباتها التكفيرية التي تنتمي اليها وبعد المجازر تدعي أنها عناصر منفلته ولا نثق بوجود عناصرها بيننا لأنهم مجرد لات قتل دموية وخطف وتزييف الحقائق أن طلب الحماية الدولية حق مشروع لشعب قضت عليه المجازر".
وأضاف: "هذا القتل الممنهج واضح ومكشوف وموثق ولا يحتاج للجان كالتي تم تشكيلها بالنسبة للجرائم التي ارتكبت في الساحل بل يلزم وبشكل فوري تدخل القوات الدولية لحفظ السلم ولمنع استمرار هذه الجرائم ووقفها بشكل فوري ، ونطلق هذا النداء العاجل للإسراع بحماية شعب بريء أعزل".
إسرائيل تتذرع بحماية الدورز
من جانبه، دعا وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر ، اليوم الخميس، المجتمع الدولي حماية دروز سوريا بعد الأشتباكات والتصعيدات الأخيرة.
ودعا ساعر المجتمع الدولي لتوفير الحماية للدروز في سوريا وذلك بعد يومين من اشتباكات طائفية في ريف دمشق خلفت عددا كبيرا من القتلى.
وقال ساعر في بيان بمناسبة ذكرى النكبة وقيام الدولة الصهيونية: "أدعو المجتمع الدولي للقيام بدوره في حماية الأقليات في سوريا وخاصة الدروز من النظام وعصابات الإرهاب التابعة له".
وطلب ساعر من المجتمع الدولي "أن لا يغض الطرف عن الأحداث الصعبة التي تحدث هناك مؤخرا".
ومن ناحية أخرى ، طالب وزير الداخلية الإسرائيلي ، موشيه أربيل، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، باتخاذ خطوات عسكرية ودبلوماسية عاجلة لحماية أبناء الطائفة الدرزية في سوريا، بسبب ما سماه "الدور التاريخي" لأبناء الطائفة في الدفاع عن إسرائيل في حرب غزة.
وفي رسالة رسمية بعث بها إلى نتنياهو ، اتهم أربيل جماعات متطرفة موالية للسلطات في دمشق، بارتكاب مجازر وحشية ضد الدروز في سوريا، بحسب ما نقلته وسائل إعلام عبرية.
وشدد أربيل على ضرورة "تقديم المساعدة الفورية لوقف المجازر، وإنقاذ أرواح الأبرياء"، محذراً من أن الوضع الحالي "يتطلب تدخلاً فورياً، وعدم الاكتفاء بالمواقف".
وأشار أربيل إلى الدور التاريخي الذي لعبه الجنود الدروز في الدفاع عن إسرائيل، قائلاً: "كان الدروز من أوائل من تصدّوا في هجمات السابع من أكتوبر، وبعضهم دفع حياته ثمناً في جميع حروب إسرائيل. واليوم، تواجه عائلاتهم في سوريا تهديداً داهماً يجب ألا نتجاهله".
وأوضح الوزير أن "تقارير ميدانية، ومقاطع مصورة من الأراضي السورية خلال الساعات الـ24 الماضية، تكشف عن عمليات قتل ممنهجة، وتعذيب، وخطف، تستهدف دروز سوريا في عدد من البلدات والقرى، وسط اتهامات بتعرضهم لتطهير عرقي على يد جماعات جهادية متطرفة" وفق تعبيره.
وبحسب لموقع "بحداري حريديم" العبري، فقد أورد أربيل في رسالته أن تلك الجماعات ترتكب جرائم حرب، محمّلاً النظام السوري المسؤولية عن تدهور الوضع.
التصعيدات الأخيرة
وفي السياق ذاته، أفادت مصادر سورية محلية بأن دورية إسرائيلية توغلت، مؤخراً، قرب بلدة حضر في ريف القنيطرة، بالتزامن مع استمرار تحليق طائرات إسرائيلية دون طيار في المنطقة التي تشهد المواجهات.
وحذّرت قيادات ورجال دين دروز لبنانيين من «مشروع فتنة» في سوريا بعد الاشتباكات التي حصلت في جنوب البلاد والدخول الإسرائيلي على خطها، فيما أبدى رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط الذي أجرى اتصالات بعدد من الجهات، استعداده للذهاب إلى دمشق.
وعقدت الهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، الأربعاء، اجتماعاً استثنائياً في دار الطائفة في بيروت، برئاسة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان، الشيخ سامي أبي المنى، وحضور جنبلاط وعدد من الوزراء والنواب والقضاة ورجال الدين الدروز. وخصص الاجتماع لمناقشة تداعيات الاعتداءات التي طالت أبناء الطائفة في جبل العرب، والتوترات الأخيرة في سوريا، بهدف «بلورة موقف جماعي يواكب المساعي السياسية والدينية الجارية لتطويق الأزمة ومنع انفلات الوضع الأمني»، وفق مصادر المجتمعين.
وشدد جنبلاط في تصريحات له عقب الاجتماع على ضرورة منع استغلال التوتر، قائلاً: «نرفض التدخل الإسرائيلي وأتباع الشيخ موفق طريف يريدون توريط دروز لبنان وسوريا لمحاربة كل المسلمين».
وأضاف: «نرفض استخدام دروز سوريا من قبل إسرائيل، وحفظ الإخوان يكون بإسكات بعض الأصوات في الداخل التي بدأت تستنجد بإسرائيل». ودعا إلى «التهدئة والحوار في ظل التطورات الأخيرة»، مطالباً السلطات السورية بـ«إجراء تحقيق شفاف بشأن أحداث جرمانا».
وفي موقف لافت، أعلن جنبلاط استعداده للتوجه إلى سوريا، مجدداً رفضه «لأي تدخل إسرائيلي في هذا البلد»، ومحذّراً من محاولات «استغلال الطائفة الدرزية لإشعال فتنة داخلية». ودعا إلى تشكيل لجنة للتواصل مع مختلف الأطراف السورية «بهدف العمل على حلّ الأزمة».