عاجل

تصاعد التوترات الطائفية يوقع 40 قتيلاً خلال يومين

دمشق تنشر قواتها في صحنايا بعد مواجهات دامية وإسرائيل تدخل على الخط

القوات السورية
القوات السورية

دفعت السلطات السورية، الأربعاء، بقوات أمنية إلى بلدة صحنايا قرب العاصمة دمشق لضمان "فرض الأمن والاستقرار"، بعد يومين من اشتباكات دامية ذات طابع طائفي أسفرت عن مقتل نحو أربعين شخصاً، في ظل تصعيد إسرائيلي مفاجئ شمل غارات على أطراف البلدة.

وأكدت الحكومة السورية في بيان رسمي التزامها الكامل بحماية جميع مكونات المجتمع السوري، بما في ذلك أبناء الطائفة الدرزية، منددة في الوقت نفسه بما وصفته بـ"التدخلات الخارجية" في الشؤون الداخلية للبلاد، دون أن تسمي إسرائيل صراحة.

ضربة إسرائيلية وموقف أممي رافض

الجيش الإسرائيلي أعلن أن رئيس أركانه إيال زامير أعطى تعليمات بالاستعداد لتنفيذ ضربات ضد أهداف سورية في حال استمرار ما وصفه بـ"الاعتداءات على السكان الدروز"، فيما أكد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أن قواته نفذت "ضربة تحذيرية" استهدفت مجموعة مسلحة في صحنايا كانت بصدد مهاجمة الدروز.

وبالتوازي، دان موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، أعمال العنف والضربات الجوية، واصفًا إياها بـ"غير المقبولة"، ومطالبًا بوقف فوري للهجمات الإسرائيلية.

اشتباكات في صحنايا وجرمانا على خلفية طائفية

تسببت تسجيلات صوتية منسوبة لشخص درزي – لم تُتحقق وكالة "فرانس برس" من صحتها – في توتر شديد بمدينة جرمانا ذات التركيبة السكانية المتنوعة، حيث اندلعت اشتباكات أودت بحياة 17 شخصاً. وامتدت المواجهات لاحقاً إلى صحنايا، لتسفر عن مقتل 22 شخصاً، بينهم عناصر أمن ومدنيون، وفق مصادر رسمية.

وأكدت وزارة الداخلية السورية مقتل 16 عنصراً من جهاز الأمن العام، في حين تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل ستة من المسلحين المحليين من أبناء الطائفة الدرزية، خلال مواجهات استخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة.

تحركات للتهدئة ولقاءات مع وجهاء الدروز

عقد ممثلون عن الطائفة الدرزية في السويداء اجتماعاً مع مسؤولين حكوميين في ريف دمشق، سعياً لاحتواء الأزمة. ودعا المفتي العام للجمهورية، أسامة الرفاعي، السوريين إلى "الابتعاد عن الفتنة والثأر"، مشددًا على ضرورة الحفاظ على النسيج الوطني.

من جهته، قال محافظ ريف دمشق عامر الشيخ إن القوات الأمنية "حيّدت المجموعات الخارجة عن القانون" التي كانت وراء التصعيد في صحنايا، مشيرًا إلى توقيف أغلب عناصرها ومصادرة أسلحتهم.

إسرائيل تلوّح بالحماية ولبنان يحذر من "حرب استنزاف"

في مؤشر لنية التصعيد، قامت إسرائيل بنقل ثلاثة مصابين دروز من سوريا للعلاج داخل أراضيها، مؤكدة استعدادها للتدخل لحماية ما أسمته "السكان الدروز". في المقابل، حذر الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط من محاولة إسرائيلية لجرّ الطائفة إلى "حرب لا نهاية لها"، على حد تعبيره.

ويرى محللون أن تل أبيب تسعى لتوظيف ورقة الأقلية الدرزية في جنوب سوريا، لتعزيز نفوذها الإقليمي في ظل المشهد السوري المتغير بعد إطاحة الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي، وتولي أحمد الشرع رئاسة البلاد.

تحديات السلطة الانتقالية وسط خريطة ميدانية معقدة

يواجه الرئيس الانتقالي أحمد الشرع اختبارًا معقدًا في بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي السورية، خاصة في ظل تنامي العنف الطائفي، وبقاء مناطق شمال شرق البلاد تحت سيطرة القوات الكردية، رغم الاتفاقات الثنائية معها.

وتحاول السلطة الجديدة استمالة مختلف الطوائف والمكونات عبر تعهدات بالحماية والمشاركة السياسية، في وقت يدعو فيه المجتمع الدولي إلى بناء مسار انتقالي جامع يحفظ وحدة سوريا وينهي سنوات من الحرب والانقسام.

تم نسخ الرابط