عاجل

الدروز - إسرائيل

«أداة هجوم سياسي» خبير يكشف نوايا نتنياهو تجاه الدروز في سوريا

خبير يكشف نوايا نتنياهو
خبير يكشف نوايا نتنياهو تجاه الدروز

في قراءة تحليلية لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول التزام إسرائيل بحماية الدروز في سوريا، كشف خبير سياسي نوايا رئيس الحكومة ووزير دفاعه إسرائيل كاتس.

وقدم قدم الدكتور يعقوب حلبي، الباحث المتخصص في شؤون الأقليات وبخاصة الطائفة الدرزية في الشرق الأوسط، من الكلية الأكاديمية للجليل الغربي، تلك القراءة التحليلية بمقابلة مع صحيفة معاريف العبرية.

 

خبير يكشف نوايا نتنياهو تجاه الدروز

يرى حلبي، أن تصريحات نتنياهو التي صدرت على مدار الشهرين الماضيين لم تكن بدافع الحرص الحقيقي على أمن الطائفة الدرزية، بل جاءت في إطار توظيف سياسي يخدم أهدافًا أوسع لنتنياهو، وعلى رأسها الإبقاء على سوريا دولة مفككة وضعيفة وخاضعة لحكم الشريعة. 

وأضاف أن هذه التصريحات لم تُنسق مع أي جهة من داخل المجتمع الدرزي، مما أثار شكوكًا حول نوايا نتنياهو الحقيقية.

<span style=
خبير يكشف نوايا نتنياهو تجاه الدروز

وأشار حلبي إلى أن الدروز في سوريا لا يثقون بسهولة بأي نظام حاكم جديد، خاصة بعد تجاربهم مع النظام السابق، وهم لا يندفعون لتسليم سلاحهم أو السماح بسهولة بانتشار قوات النظام الجديد في مناطقهم، مثل منطقة جبل الدروز جنوب سوريا. ولفت إلى أن بلدة جرمانا ذات الغالبية الدرزية، الواقعة جنوب شرق دمشق، شهدت في مارس اشتباكات بين عناصر من النظام السوري ومسلحين دروز، ما يعكس حالة التوتر وعدم الثقة المتبادلة.

 

صراع الدروز في سوريا 

وكشف الحلبي، أن الأمور ازدادت تعقيدًا في أواخر أبريل، بعد انتشار مقطع فيديو مثير للجدل يُزعم فيه أن رجل دين درزي أساء للنبي محمد، ما أشعل موجة عنف دامية ضد الطائفة في جرمانا، راح ضحيتها سبعة شبان دروز. 

وبحسب شهادات درزية، فإن الفيديو مُفبرك ويُرجّح أن نشره تم من قِبل جهات معادية تهدف إلى تأجيج الفتنة الطائفية وتحريض الأغلبية السنية ضد الأقلية الدرزية.

وتبع ذلك تدهور في الأوضاع داخل الجامعات السورية، حيث لجأ طلاب دروز إلى غرفهم خوفًا من هجمات محتملة، فيما فرّ آخرون إلى منازلهم. وتزامن كل هذا مع زيارة لرجال دين دروز من إسرائيل إلى مقام النبي شعيب في 25 أبريل، والتي بثتها وسائل الإعلام، ما فُسر على أنه استفزاز إضافي.

<span style=
خبير يكشف نوايا نتنياهو تجاه الدروز

وبحسب تحليل حلبي، فإن نشر الفيديو في هذا التوقيت قد يكون محاولة متعمدة لاختبار مدى التزام إسرائيل بتصريحات نتنياهو، وقياس مدى استعداده للتدخل. ويرجح أن من يقف وراء ذلك مرتبط إما بالنظام السوري السابق الذي يريد خلق فوضى داخلية، أو بجماعات جهادية تسعى لتصفية حساباتها مع الدروز.

ويرى حلبي أن تصريح نتنياهو، بدلاً من أن يحمي الدروز، وضعهم في مرمى الخطر، خاصة أن إسرائيل لا تنوي – وفق رؤيته – التدخل عسكريًا لحماية بلدة درزية منعزلة في محيط دمشق. 

ويعتبر أن الطائفة الدرزية تُستخدم كأداة في صراع سياسي أوسع هدفه زعزعة النظام الإسلامي الجديد في سوريا، دون نية فعلية لحمايتهم أو الدفاع عنهم.

 

انتقادات للطائفة الدرزية

وجه حلبي انتقادات إلى القيادة الدرزية داخل إسرائيل، مشيرًا إلى غياب الموقف الجريء والواضح من تداعيات تصريحات نتنياهو. 

وأعرب عن أسفه لما وصفه بانجرار المؤسسة الدينية الدرزية، بقيادة الشيخ موفق طريف، وراء الموقف الإسرائيلي الرسمي دون تقدير حقيقي لخطورة الوضع على دروز سوريا.

<span style=
خبير يكشف نوايا نتنياهو تجاه الدروز

وفي ختام حديثه، حذر الدكتور حلبي من تفاقم التوتر بين الدروز ومحيطهم السوري، خاصة في ظل نظرة الجماعات الجهادية التي تعتبر الدروز "كفارًا"، ما يجعلهم هدفًا مشروعًا في نظر هذه الجماعات.

 وفي المقابل، باتت الطائفة الدرزية تُحمل النظام السوري مسؤولية تقصيره في حمايتهم، وهو ما يزيد من عزلة الطائفة وانعدام ثقتها في محيطها.

ومن هذا المنطلق، دعا حلبي الحكومة الإسرائيلية إلى التوقف عن التدخل في الشؤون السورية بشكل عام، وفي قضايا الدروز بشكل خاص، محذرًا من أن استمرار هذا النهج سيؤدي إلى تعميق الفجوة وزيادة التوترات، بدلًا من تقديم أي حماية فعلية للطائفة.

تم نسخ الرابط