عاجل

خبير سوداني: السيطرة على الخرطوم لم تُترجم لاستقرار و4 شروط لانتهاء الحرب

آثار الحرب في السودان
آثار الحرب في السودان

كشف الخبير العسكري والاستراتيجي السوداني، العميد ركن دكتور جمال شهيد، عن آخر تطورات الأوضاع في السودان بعد السيطرة على العاصمة الخرطوم، كاشفًا على شروط انتهاء الحرب بشكل كامل.

وتشهد الساحة السودانية تحولات دراماتيكية منذ السيطرة العسكرية الكاملة على العاصمة الخرطوم ، فبعد عامين من الحرب الدامية التي عصفت بالبنية السياسية والاجتماعية للبلاد، ودخلت السودان مرحلة جديدة من الصراع، تتسم بتغير طبيعة المواجهة وتعدد أبعادها ، وفي ظل هذا الواقع، تزداد التساؤلات بشأن اقتراب الحرب من نهايتها، أم أننا نشهد بداية فصل أكثر تعقيدًا في الأزمة السودانية؟.

المشهد العسكري والسياسي بعد السيطرة على الخرطوم

وقال الخبير العسكري السوداني خلال تصريحاته لـ"نيوز رووم": "لقد مثلت السيطرة على الخرطوم تحولًا استراتيجيًا في موازين القوى، إلا أن هذا الإنجاز العسكري لم يُترجم إلى استقرار فعلي ، فالعاصمة، رغم السيطرة عليها، ما تزال تعاني من حالة من الانهيار المؤسسي الكامل، بينما تتوالى التقارير عن اندلاع مواجهات متفرقة في أطراف البلاد، خاصة في دارفور وكردفان".

وعلى الصعيد السياسي، أكد دكتور جمال شهيد أن السيطرة العسكرية لم تُفضِ إلى بناء سلطة شرعية قادرة على إدارة الدولة بفعالية فالفجوة بين الشرعية العسكرية والشرعية السياسية لا تزال قائمة، مما أدى إلى استمرار حالة الفراغ السياسي، وفتح الباب أمام مزيد من التدخلات الإقليمية والدولية.

مآلات الصراع ومؤشرات المستقبل

وأضاف الخبير الاستراتيجي: "يمكن رصد عدة سيناريوهات محتملة لمسار الأزمة خلال الفترة المقبلة، أولًا؛ استمرار الحرب بشكل جديد: حيث تتحول إلى صراع أطراف متعدد، تغذيه الصراعات القبلية والإثنية، والتدخلات الإقليمية، وصراع المصالح الاقتصادية".

وتابع: "ثانيًا؛ تآكل القوة العسكرية المسيطرة: بسبب الاستنزاف الطويل، والمقاومة الشعبية المتزايدة، والانشقاقات المحتملة داخل البنى العسكرية والأمنية، وثالثًا التوجه نحو تسوية سياسية: بدفع من المجتمع الدولي والإقليمي، شرط توفر إرادة سودانية حقيقية تضع مصلحة الوطن فوق الاعتبارات الفئوية والمناطقية".

متى تنتهي الحرب؟

وبشأن موعد انتهاء الحرب في السودان، قال دكتور جمال شهيد: "إن نهاية الحرب لن تكون مجرد لحظة عسكرية تُعلن فيها النهاية، بل هي مسار طويل وشاق، تتطلب تحقّق شروط موضوعية وأساسية، أهمها؛ بناء توافق وطني جامع يتجاوز ثنائية العسكر والمدنيين، ويرتكز على مشروع وطني سوداني خالص".

الشرط الثاني كما حدده الخبير العسكري السوداني هو تفعيل العدالة الانتقالية لمعالجة جرائم الحرب والانتهاكات بحق المدنيين، مضيفًا: "وذلك بجانب إعادة بناء المؤسسات السيادية والمدنية وفق مبادئ الشفافية والكفاءة والولاء للوطن فقط، وتحقيق شراكة إقليمية إيجابية مع دول الجوار، بعيدًا عن التوظيف السياسي للصراع السوداني".

وأشار الخبير الاستراتيجي السوداني إلى أنه بغياب هذه الشروط، ستستمر الحرب، وإن تبدلت أشكالها، من حرب مدن إلى حرب عصابات، ومن مواجهات عسكرية إلى حروب اقتصادية وإنسانية.

وواصل: "السودان، رغم كل الجراح، لا يزال يملك فرصة للانبعاث من رماده، شريطة أن يُعاد تعريف المشروع الوطني على أسس المواطنة والعدالة والحرية، وتتبنى القوى الوطنية برنامجًا انتقاليًا واضحًا، يضمن التمثيل العادل لكل مكونات السودان، ويتم إصلاح العلاقة بين المركز والأطراف بما يحقق عدالة توزيع السلطة والثروة، وتعزز جهود المصالحة المجتمعية، بما يداوي الانقسامات العميقة التي خلفتها الحرب".

واختتم الخبير العسكري تصريحاته الخاصة، قائلًا: "السودان لا يحتاج فقط إلى وقف إطلاق نار، بل إلى عقد اجتماعي جديد، يعيد بناء الثقة بين الدولة والمجتمع، وبين السودانيين أنفسهم.. إن من رحم المحنة قد تولد الفرصة، وإن مع العسر يسرًا".

تم نسخ الرابط