هل تلغي أمريكا العقوبات على سوريا ؟.. خبراء سوريون لـ«نيوز رووم»

كشف محللون سياسيون، عن الشروط التي وضعتها الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، لإلغاء العقوبات على سوريا، بعد زيارة وفد من الكونجرس الأمريكي لدمشق، ولعل أبرزها قدرة الرئيس السوري أحمد الشرع على توحيد الأقليات المختلفة وطرد المقاتلين الأجانب.
وفي أول زيارة لنائب أمريكي منذ رحيل نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، استقبل الشرع، بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، وفدًا ضم رئيس لجنة الشئون الخارجية في الكونجرس الأمريكي، ورئيس لجنة القوات المسلحة الأمريكية، كوري ميلز، ونائب حزب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مارلين ستوتزمان، بقصر الشعب بالعاصمة دمشق.
زيارة الكونجرس غير رسمية
وعلق المحلل السياسي السوري، الدكتور محمد هويدي، على هذه الزيارة ودلالاتها، قائلًا: "الزيارة إلى سوريا ليست زيارة رسمية، هذه الزيارات تندرج ضمن إطار شخصي، إذ أن لم يُمنح لهم تفويضًا رسميًا من قبل الحكومة، ولا تعبر هذه الزيارة عن أي موقف سياسي او دبلوماسي للإدارة الأمريكية أو الكونجرس".
ولفت المحلل السياسي السوري خلال تصريحاته الخاصة لـ«نيوز رووم»، أن هذه الزيارة تأتي في إطار شخصي منسق لها من قبل اللوبي السوري في الولايات المتحدة، مضيفًا: "لا يمكن أن يتم النظر إليها أو اعتبارها بأنها انفتاح أمريكي على سوريا
أوخطوة لرفع العقوبات".
شروط رفع العقوبات عن سوريا
وأوضح "هويدي"، أن رفع العقوبات عن سوريا مشروطًا بعدة شروط، منها طرد المقاتلين الأجانب، خاصة أن مسئول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد صرح قبل أيام لواشنطن بوست بأن الإدارة تتعامل مع سوريا بحذر شديد حتى يُثبت أحمد الشرع نجاحه في تطهير حكومته من المتشددين.
وأضاف: "هناك شروط أخرى من قبل واشنطن للنظر في رفع العقوبات، منها؛ أولًا قدرة أحمد الشرع على توحيد الأقليات المختلفة في سوريا، ثانيًا؛ منع عودة إيران وتنظيم داعش إلى سوريا، ثالثًا طرد المقاتلين الأجانب وإبعاد من تم منحه الجنسية السورية
أومناصب قيادية في المؤسسات أو الجيش، كما طلبت بإعلان حظر جميع الميليشيات والأنشطة السياسية المرتبطة بحركات فلسطينية، وطلبت أيضًا بترحيل هذه المجموعات، بجانب التزام سوريا بعملية العزم الصلب ضد الداعش".
ولفت هويدي، هذه الشروط إذا قام بتنفيذها أحمد الشرع سيُنظر في أمر رفع العقوبات، وبالتالي لا يمكن قراءة هذه الزيارة أو هذه الحالة الإعلامية التسويقية على أنها تمهيدًا لرفع العقوبات.
واختتم "هويدي" تصريحاته الخاصة قائلًا: "لا ننسى أنه تم تعديل تأشيرة الوفد السوري للولايات المتحدة من جي 1 إلى جي 3، وهذا يشير إلى أن أمريكا لا تتعاطى مع هذه الإدارة من خلال حُسن النوايا، بل تتعاطى معها بحذر شديد وتضع الشروط وبناء على هذه الشروط يتم اتخاذ الخطوات، وبالتالي لا أعتقد أن قرار إلغاء العقوبات قد يكون خلال الأيام أو الشهور أو السنوات المقبلة، دون تنفيذ شروط الولايات المتحدة".
انفراجة في ملف العقوبات
ومن جانبه، أكد المحلل السياسي السوري، الدكتور علاء الأصفري، خلال تصريحاته الخاصة لـ«نيوز رووم»، أنه يتوقع أن يكون هناك انفراج جزئي في ملف العقوبات على سوريا، كون أن النظام السابق قد رحل، وبالتالي رحلت معه كثير من أسباب قرار العقوبات.
وشدد المحلل السياسي السوري، على أن هناك مطالب أمريكية من أجل إلغاء العقوبات عن سوريا، جزء منها تعجيزي وجزء له علاقة بحقوق الإنسان وجزء آخر له علاقة بالسلم الأهلي، وأضاف: "أعتقد أنه سيتم إلغاء العقوبات تدريجيًا".
وواصل "الأصفري": "إذا كانت هناك تلبية للمصالح الأمريكية والغربية في سوريا، فنتوقع أن يكون هناك رفعًا تدريجيًا للعقوبات، ولكن سيبدأ الأمر جزئيًا برفع العقوبات عن البنك المركزي والبنوك والأخرى عن السويفت، والأهم هو السويفت، فنظام التحويل المالي هام حيث لم يُرفع عنه العقوبات وهذا أمر غير مبرر".
وأشار المحلل السياسي، إلى أن الجميع يعلم أن العقوبات الأمريكية والأوروبية على الشعب السوري، وليست على القيادات السورية سواء السابقة أو الحالية، مضيفًا: "أعتقد أنه يجب دعم سوريا ودعم استقرار سوريا، ولا ننسى أنه بإزالة العقوبات سوف تحدث انفراجة للاقتصاد السوري قليلًا وقد تتحسن الأمور الاقتصادية، وهذا يساهم أيضًا في السلم الأهلي مع تحقيق تدريجي للشروط الغربية والعالمية باستقرار الوضع الاجتماعي والسلم الأهلي في سوريا".
الطلبات الأمريكية لا تتعلق بسوريا فقط
وفي السياق ذاته، أكد رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال تصريحاته الخاصة لـ«نيوز رووم»، أن قرار إلغاء العقوبات على سوريا مرتبط بتنفيذ الطلبات الأمريكية، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن طلبات واشنطن لا تتعلق فقط بالجانب السوري، بل تتعلق بالإقليم.
وتابع مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان: "هل ستعلن الحكومة السورية موافقتها على إقامة علاقات مع إسرائيل؟.. لا نعلم، هل الحكومة السورية قادرة على ضبط المجموعات الإرهابية المتطرفة الأجنبية؟.. لا نعلم أيضًا، ولكن رفع العقوبات مرتبط بما طلبته الولايات المتحدة الأمريكية من سوريا، وذلك بجانب محاربة تنظيم داعش الإرهابي أيضًا".