الدروز - إسرائيل
مئات رجال الدين الدروز السوريين يزورون إسرائيل لأداء فريضة الحج

يتجه اليوم مئات من رجال الدين الدروز من سوريا إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، في رحلة دينية نادرة لأداء فريضة الحج إلى مقام النبي شعيب، الذي يُعد أقدس المواقع لدى أبناء الطائفة، في شمال إسرائيل.
وتعد هذه هي الزيارة الثانية من نوعها منذ الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
رجال الدين الدروز السوريين يزورون إسرائيل
وبحسب ما أفاد به مسؤول محلي سوري ومصادر إعلامية محلية، من المقرر أن يعبر الزوار الحدود بين البلدين سيرًا على الأقدام، رغم أن سوريا وإسرائيل لا تزالان رسميًا في حالة حرب.
وتُقام فريضة الحج السنوية إلى مقام النبي شعيب، الواقع في منطقة الجليل، في الفترة من 25 إلى 28 أبريل من كل عام، وتشهد مشاركة دروز من مناطق مختلفة.
وقال أبو يزن، أحد المسؤولين المحليين من بلدة حضر في مرتفعات الجولان السورية، إن نحو 400 رجل دين من بلدته ومن ضاحية جرمانا في دمشق قد حصلوا على الموافقة من السلطات الإسرائيلية للدخول والمشاركة في هذه الزيارة الدينية.

وطلب أبو يزن عدم الإفصاح عن اسمه الكامل، مشددًا على أن الرحلة "ذات طابع ديني بحت ولا تحمل أي أبعاد سياسية".
وفي السياق ذاته، ذكرت منصة "السويداء 24" – وهي وسيلة إعلامية تتابع أخبار محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية – أن قرابة 150 رجل دين درزي من المحافظة يشاركون أيضًا في هذه الرحلة.
وأشارت إلى أن المجموعة أبلغت الحكومة السورية بخططها، لكنها لم تتلقَ ردًا رسميًا بشأن مشاركتها.
الدروز يؤدون فريضة الحج
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة تأتي بعد زيارة مشابهة ولكن أصغر حجمًا تمت الشهر الماضي، غير أن ما يميز هذه الرحلة هو أن المشاركين سيقضون ليلتهم داخل الأراضي الإسرائيلية، على عكس الزيارة السابقة التي كانت ليوم واحد فقط.

وأوضح أبو يزن أنهم طلبوا من السلطات الإسرائيلية السماح لهم بالبقاء لمدة أسبوع بهدف زيارة المقام والتواصل مع أبناء طائفتهم من داخل الخط الأخضر، لكن الجانب الإسرائيلي وافق فقط على الإقامة لمدة ليلة واحدة.
ويُذكر أن الطائفة الدرزية تتوزع بشكل رئيسي بين سوريا وإسرائيل ولبنان، ويشكل الدروز حوالي 3% من سكان سوريا، ويتمركزون بشكل أساسي في الجنوب، ولا سيما في محافظة السويداء.
الدروز مرتفعات الجولان
وقد استولت إسرائيل على مساحة واسعة من مرتفعات الجولان السورية خلال حرب عام 1967، وأعلنت ضمها رسميًا عام 1981، في خطوة لم يعترف بها سوى الولايات المتحدة، بينما رفضها المجتمع الدولي برمته.
ومنذ سقوط نظام الأسد، كثفت إسرائيل ضرباتها الجوية داخل الأراضي السورية، مستهدفة مواقع عسكرية ومسلحين موالين لإيران. كما أرسلت قوات إلى المنطقة العازلة في الجولان على الجانب السوري من الحدود، تزامنًا مع تصاعد نفوذ الجماعات الإسلامية المسلحة هناك.
وفي خضم هذه التطورات، أبدت السلطات الإسرائيلية دعمها المتزايد للطائفة الدرزية داخل سوريا، في ظل ما تعتبره تهديدًا تمثله الفصائل الإسلامية المسلحة على الدروز، الذين يواجهون واقعًا أمنيًا وسياسيًا هشًا في مناطقهم.