عاجل

حرائق الغابات في إسرائيل

«20 منطقة».. إسرائيل تزعم: عمل إرهابي وراء اندلاع حرائق القدس

حرائق الغابات في
حرائق الغابات في إسرائيل

خيمت سحب الدخان ورائحة الحريق على الأجواء في إسرائيل، وسط ادعاءات إسرائيلية بأن سلسلة الحرائق التي اندلعت في أنحاء مختلفة قد تكون نتيجة عمل إرهابي. 

يأتي ذلك في وقت حرج، حيث أعربت السلطات عن خشيتها من تضرر موقع تاريخي بارز، هو متحف سلاح المدرعات في اللطرون، الذي يُعد رمزًا تذكاريًا للجنود الذين سقطوا في معارك إسرائيل.

 

حرائق الغابات في إسرائيل

واندلع حريق هائل اليوم الأربعاء في الغابات الكثيفة الواقعة بين إشتول واللطرون، إلى الغرب من القدس، ما استدعى عمليات إخلاء عاجلة وإغلاق عدد من الطرق الحيوية، بالتزامن مع تجمع آلاف الإسرائيليين لإحياء ذكرى "يوم الذكرى".

وامتدت النيران بسرعة كبيرة إلى مواقع متعددة في البلاد، بفعل الحرارة الشديدة، وانخفاض نسب الرطوبة، وهبوب رياح قوية، في مشهد دفع العديد إلى الاعتقاد بأن الحرائق مدبّرة ومقصودة.

وصرح إيلي بير، رئيس منظمة "يونايتد هتسلاه" للاستجابة للطوارئ، لصحيفة The Media Line  قائلاً: "هذا هجوم إرهابي على إسرائيل"، مشيرًا إلى اندلاع الحرائق في نحو 20 موقعًا مختلفًا. 

<span style=
حرائق الغابات في إسرائيل

كما أكد مصدر أمني للصحيفة ذاتها أن هناك شبهات قوية حول الطابع الإرهابي للحريق، مشيرًا إلى اعتقال عدد من الأشخاص على خلفية الحادث.

وفي الوقت نفسه، تداولت الأوساط الأمنية الإسرائيلية خريطة تُظهر مواقع الحرائق، وجميعها تقريبًا تقع على الجانب الإسرائيلي من الخط الأخضر، الفاصل بين إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة، بينما لم تُسجل حرائق مماثلة داخل المناطق الفلسطينية. 

في السياق ذاته، انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي التابعة لحركة "حماس" دعوات للفلسطينيين في الضفة الغربية وإسرائيل لحرق "ما يمكن حرقه من بساتين وغابات ومنازل المستوطنين" و"إشعال النار في سياراتهم". 

القبض على عدد من المشتبه بهم

أكدت الشرطة الإسرائيلية اعتقال عدة مشتبه بهم من القدس الشرقية، من بينهم رجل خمسيني من حي أم طوبا، قيل إنه حاول إشعال حريق في حقل مفتوح جنوب القدس. وأوضحت الشرطة أن الرجل حاول الفرار عند مواجهته، لكن أُلقي القبض عليه بعد مطاردة قصيرة، حيث عُثر بحوزته على ولاعة ومواد قابلة للاشتعال.

وصف وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير النقل إسرائيل كاتس، الوضع الراهن بأنه "حالة طوارئ وطنية". ومن جهته، دعا النائب عن حزب الليكود، دان إيلوز، عبر منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى "إغلاق فوري ليهودا والسامرة، والرد بقوة"، مؤكدًا أن "إسرائيل لا تنتظر الهجوم، بل تحبطه مسبقًا".

وبدوره، قال حاييم رافالوفسكي، منسق إدارة الكوارث في خدمات الطوارئ التابعة لنجمة داوود الحمراء، إن الوضع "بالغ الخطورة"، معربًا عن أمله في قدرة دائرة الإطفاء الوطنية على احتواء النيران ومنعها من التحول إلى كارثة شاملة.

<span style=
حرائق الغابات في إسرائيل

إغلاق الطرق وعمليات الإخلاء

شملت الاستجابة الطارئة إغلاق عدد من الطرق المركزية، أبرزها الطريق السريع رقم 1، الذي يربط تل أبيب بالقدس، والطريق السريع رقم 3. وشوهدت مشاهد مروعة لعدد من السائقين الذين تركوا سياراتهم وفروا على الأقدام هربًا من ألسنة اللهب المتصاعدة. 

ووصف بير هذه المشاهد بأنها أعادت إلى الأذهان أجواء هجمات 7 أكتوبر 2023، مضيفًا أن متطوعي المنظمة هرعوا بين السيارات المهجورة للتأكد من خلوّها من الركاب، معبرًا عن ارتياحه لعدم وجود مصابين في تلك المركبات.

وفي ظل توسع دائرة الخطر، قامت الشرطة بإخلاء ستة تجمعات سكنية ضمن دائرة نصف قطرها 30 كيلومترًا من مدينة القدس. وأوضح رافالوفسكي أن هذه الإخلاءات تُنفذ احترازيًا عند وجود تهديد فعلي. 

وساهمت منظمة "يونايتد هتسلاه" في إخلاء عدد من المدارس، منها مؤسسات تعليمية خاصة، كما تستعد لإخلاء دور لرعاية المسنين.

<span style=
حرائق الغابات في إسرائيل

متحف سلاح المدرعات في اللطرون

وفيما لا تزال المعلومات غير مؤكدة بشأن الأضرار التي لحقت بمتحف سلاح المدرعات في اللطرون، الذي يحمل رمزية عالية لدى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، عبر بير عن أمله في أن تكون الأضرار أقل مما يبدو، متمنيًا أن تنجح الجهود في حمايته.

شاركت 111 فرقة إطفاء في عمليات إخماد النيران، بالإضافة إلى عشر طائرات رش مياه، وطائرتين مروحيتين، وعدد من المركبات المتخصصة. وتم إنشاء مركز قيادة رئيسي في اللطرون لتنسيق جهود الطوارئ.

كما قدم أكثر من 400 متطوع من "يونايتد هتسلاه" الدعم الميداني، في حين يبقى أكثر من 7600 متطوع آخر على أهبة الاستعداد في جميع أنحاء البلاد.

ومن اللافت أن وحدات من قوات النخبة، مثل ماجلان وإيجوز، عرضت دعمها للمساعدة في عمليات الإخلاء، رغم أنها كانت في إجازة بسبب يوم الاستقلال. وقد تواصلت هذه القوات مع مركز "يونايتد هتسلاه"، مؤكدة استعداد مئات الجنود الذين أُعفوا من واجباتهم مؤقتًا للانخراط في جهود الإنقاذ.

<span style=
حرائق الغابات في إسرائيل

وأشار رافالوفسكي إلى أن السيطرة الكاملة على النيران لا تزال بعيدة المنال، خاصة مع توقع اشتداد سرعة الرياح إلى 100 كم/ساعة. وذكر أن إسرائيل طلبت من عدد من الدول الأوروبية إرسال طائرات إطفاء للمساعدة، نظرًا لعدم كفاية أسطول الطائرات المحلي لمواجهة هذا الحريق الهائل.

ووفقًا لنجمة داوود الحمراء، تم نقل 13 شخصًا إلى المستشفيات بسبب إصابات معظمها ناجمة عن استنشاق الدخان، بينما تلقى حوالي عشرة آخرين العلاج الميداني دون الحاجة إلى دخول المستشفى.

يُشار إلى أن إسرائيل تمتلك خبرة طويلة في التعامل مع حرائق الغابات، إذ تعود أسوأ حادثة إلى عام 2010 حين أسفرت حرائق جبل الكرمل عن مصرع 44 شخصًا. 

لكن رافالوفسكي يرى أن ما يميز حرائق هذه المرة هو طبيعتها المختلفة، قائلاً: "إنها تشتعل في قمم الأشجار وليس على الأرض كما هو معتاد، وهذا يجعلها أكثر فتكًا، لأنها تقفز لمسافات طويلة بسرعة فائقة".

تم نسخ الرابط