لقاء الرياض... هل يصبح بداية تقارب تاريخي بين موسكو و واشنطن؟

يجري وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، لقاءً مهماً في المملكة العربية السعودية، اليوم الثلاثاء 18 فبراير 2025، مع مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، بمن فيهم وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، لمناقشة إنهاء الحرب في أوكرانيا وإعادة العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة إلى مسارها الطبيعي.
تفاصيل اللقاء
وصل سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، إلى العاصمة السعودية الرياض في 17 فبراير 2025، حيث سيجتمع مع وفد أمريكي رفيع المستوى، ويعتبر هذا اللقاء أول اجتماع على هذا المستوى وفي هذا الشكل منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير 2022، ويهدف إلى محاولة إعادة بناء العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، التي شهدت تدهورًا حادًا في السنوات الأخيرة.
ومن الجانب الأمريكي، سيشارك في اللقاء وزير الخارجية، ماركو روبيو، الذي وصل إلى الرياض في اليوم السابق، بالإضافة إلى مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، والمبعوث الخاص للشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، أما الجانب الروسي، فسيكون ممثلاً من قبل سيرغي لافروف، ومستشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للشؤون الدبلوماسية، يوري أوشاكوف.
ويأتي هذا اللقاء بعد يوم من اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي في باريس، حيث قررت الدول الأوروبية اتخاذ موقف مشترك بشأن الأمن الأوروبي وضرورة مواصلة الضغط على موسكو.
ومن المتوقع أن يزور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العاصمة السعودية الرياض في وقت لاحق من هذا الأسبوع، حيث سيتم تبادل وجهات النظر بشأن مسار السلام في كييف، بينما يواصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جهوده لتقديم نفسه كطرف فاعل في الساحة الدولية.
القلق الأوروبي
أثارت هذه اللقاءات قلقًا في العواصم الأوروبية، التي تخشى أن يؤدي التقارب بين واشنطن وموسكو إلى تغييرات في التوازنات السياسية الدولية دون مشاورة الأطراف الأوروبية.
وقد قام الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بدعوة قادة دول أوروبية رئيسية إلى باريس في محاولة لتنسيق موقف مشترك بشأن الأمن الأوروبي، والتأكد من أن الدول الأوروبية لن تكون مجرد مراقب في هذه المحادثات.
ومن جانبه، صرح الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بأنه لن يقبل بأي اتفاق يتم التوصل إليه دون مشاركة أوكرانيا في المفاوضات، كما عبر عن أسفه لعدم إشراكه في التحضيرات المبدئية لهذه المحادثات في الرياض، مؤكدًا أن كييف لن تعترف بأي اتفاق بشأن الحرب دون أن يكون لها دور فاعل في صياغته.
هدف اللقاء والآفاق المستقبلية
يأمل المسؤولون الروس في أن يسهم اللقاء في إعادة بناء العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا بشكل عام، مع التركيز على بحث سبل الحل الممكن للنزاع الأوكراني وتحضير أرضية لقمّة محتملة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب، حيث يأمل الجانب الأمريكي أن يكون هذا اللقاء فرصة لاختبار مدى جدية موسكو في استئناف الحوار.
دور السعودية في الوساطة الدبلوماسية
تلعب المملكة العربية السعودية دورًا محوريًا في هذه الديناميكية الدبلوماسية كونها الدولة المضيفة، فهي تبرز كلاعب محايد في النزاع، مما يمنحها مكانة استراتيجية في هذه المحادثات المعقدة، وتأتي هذه الزيارة في وقت تسعى فيه الرياض لتعزيز دورها كوسيط دولي في قضايا الشرق الأوسط، بما في ذلك محاولات التطبيع مع إسرائيل التي لا تزال في مراحلها الأولى.
تعتبر هذه المحادثات خطوة هامة نحو تحريك المياه الراكدة في العلاقات الروسية-الأمريكية وتوفير فرصة لإيجاد حلول دبلوماسية للمسائل الشائكة في أوكرانيا والمنطقة، وفي حين أن التوقعات بشأن نتائج هذه الاجتماعات تبقى محدودة، لكن قد يكون لها تداعيات على الساحة الدولية في السنوات القادمة.