عاجل

طائرة روسية بدون طيار تضرب محطة تشيرنوبيل النووية وتشعل حريقاً

الغلاف الخارجي لتشير
الغلاف الخارجي لتشير نوبل

أصابت طائرة روسية بدون طيار تحمل رأسًا حربيًا شديد الانفجار غلاف الاحتواء الواقي لمحطة تشيرنوبيل للطاقة النووية في أوكرانيا بين عشية وضحاها، وفقًا للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وفقا لتقرير نشرته الجارديان، أثار الهجوم، الذي وقع قبل ساعات فقط من مؤتمر ميونيخ للأمن، مخاوف جديدة بشأن السلامة النووية والعدوان الروسي المستمر في المنطقة.

وتسبب الانفجار في أضرار جسيمة لغلاف الاحتواء وأشعل حريقًا، لكن المسؤولين الأوكرانيين أكدوا أن مستويات الإشعاع في المحطة ظلت مستقرة. وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الضربة لم تخترق غلاف الاحتواء الداخلي للمحطة، مما منع وقوع كارثة محتملة.

زيلينسكي يدين تصرفات روسيا

في بيان على تيليجرام، أدان زيلينسكي بشدة الهجوم، مؤكدًا أن "بوتين بالتأكيد لا يستعد للمفاوضات". ووصف تصرفات روسيا بأنها "تهديد إرهابي للعالم أجمع" ودعا إلى محاسبة موسكو.

وكتب زيلينسكي: "الدولة الوحيدة في العالم التي يمكنها مهاجمة مثل هذه المنشآت، واحتلال أراضي محطات الطاقة النووية، وإجراء أعمال عدائية دون أي اعتبار للعواقب هي روسيا اليوم".

أوكرانيا تقدم أدلة للولايات المتحدة

أعلن أندريه يرماك، رئيس المكتب الرئاسي الأوكراني، أن أوكرانيا تخطط لتقديم معلومات مفصلة للولايات المتحدة بشأن ضربة تشيرنوبيل. ويؤكد الحادث على الجهود الدبلوماسية المستمرة لأوكرانيا لضمان استمرار الدعم الغربي في الحرب ضد روسيا.

أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، رغم امتناعه عن توجيه اللوم، على المخاطر التي يفرضها النشاط العسكري المتزايد بالقرب من المنشآت النووية في أوكرانيا.

أشار إلى أن هجوم تشيرنوبيل والأعمال العدائية الأخيرة بالقرب من محطة زابوريزهيا النووية التي تحتلها روسيا تسلط الضوء على المخاطر المستمرة المتعلقة بالسلامة النووية.

روسيا تنفي مسؤوليتها

نفى الكرملين تورطه في الهجوم، حيث رفض المتحدث باسمه دميتري بيسكوف الاتهامات ووصفها بأنها "استفزاز" من قبل المسؤولين الأوكرانيين بهدف تقويض مفاوضات السلام المحتملة بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتن.

صرح بيسكوف، دون تقديم أدلة لدعم مزاعمه، "لا يفعل الجيش الروسي ذلك. إنهم لا يفعلون ذلك. هذا على الأرجح مجرد استفزاز آخر".

على الرغم من نفي موسكو، نشرت خدمات الطوارئ الأوكرانية صورًا تظهر محرك طائرة بدون طيار محترقًا في موقع الهجوم، مما يعزز اتهامات كييف لروسيا.

التداعيات الدبلوماسية والاستجابة الدولية

يعد توقيت الهجوم مهمًا بشكل خاص، حيث يتواجد زيلينسكي حاليًا في ميونيخ، حيث من المقرر أن يجري محادثات مع نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس. ومن المتوقع أن تلقي هذه المناقشات الضوء على نهج إدارة ترامب في التوصل إلى تسوية سلمية محتملة مع روسيا.

في غضون ذلك، تزايدت المخاوف في كييف في أعقاب المكالمة الهاتفية الأخيرة بين ترامب وبوتن وتصريحاته العامة التي عبر فيها عن ثقته في التزام الزعيم الروسي بالسلام. وقد أثار موقف الرئيس الأميركي قلق المسؤولين الأوكرانيين، الذين يخشون أن تؤدي المفاوضات المبكرة إلى تنازلات غير مواتية.

مخاوف متزايدة بشأن السلامة النووية

كانت محطات الطاقة النووية الأربع في أوكرانيا، وخاصة منشأة زابوريزهيا التي تحتلها روسيا ــ وهي الأكبر في أوروبا ــ بؤرة للمخاوف الأمنية طوال الحرب. وتضيف ضربة تشيرنوبيل طبقة أخرى من الإلحاح إلى الجهود الدولية الرامية إلى منع كارثة نووية محتملة.

مع انطلاق مؤتمر ميونيخ للأمن، سوف يراقب زعماء العالم عن كثب كيف تستجيب الولايات المتحدة وأوروبا لهذا التصعيد الأخير، الذي يؤكد مرة أخرى على المخاطر الجسيمة التي يفرضها الصراع الجاري.

تم نسخ الرابط