سيف الإسلام القذافي يخرج عن صمته..ماذا وراء تمويل ليبيا لحملة ساركوزي؟

في خطوة مفاجئة، خرج سيف الإسلام القذافي، نجل العقيد معمر القذافي، عن صمته لأول مرة منذ عام 2011، حيث اعترف بتفاصيل جديدة حول قضية التمويل الليبي المزعوم للحملة الرئاسية للرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزي في 2007.
وقدم سيف الإسلام روايته حول الأحداث، في مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية، أجريت عبر شخص يحظي بثقته، وقدم خلالها الابن الثاني للعقيد معمر القذافي تصريحاته في شكل رسالة مكتوبة.
وتأتي تلك التصريحات بالتزامن مع محاكمة نيكولا ساركوزي في باريس، ليعيد فتح النقاش حول الدور الذي لعبته ليبيا في تمويل الحملة.
التمويل الليبي لحملة ساركوزي
أكد سيف الإسلام القذافي أن ساركوزي تلقى مبلغ 2.5 مليون دولار من ليبيا لدعم حملته الانتخابية في 2007، مقابل تنفيذ اتفاقات ومشاريع لصالح ليبيا.
وقال إنه تم إرسال مبلغ آخر مماثل إلى دائرة ساركوزي، مع مطالب من السلطات الليبية بإنهاء التحقيقات في قضية تفجير طائرة "DC10" لشركة UTA عام 1989، والتي أسفرت عن مقتل 170 شخصاً، بينهم 54 فرنسياً.
وأوضح سيف القذافي أن الأموال تم تسليمها إلى مدير مكتب ساركوزي آنذاك، كلود غيان، بواسطة بشير صالح، أمين خزينة القذافي، عبر رجل الأعمال الجزائري ألكسندر دجوهري.
وتابع أن المبلغ تم إيداعه لاحقاً في حساب مصرفي في جنيف.
الضغط لتغيير الشهادة
وأوضح سيف الإسلام القذافي، في هذه الرسالة، أنه كان قد أرسل شهادته في عام 2018 إلى القاضي سيرج تورنير المكلف بالتحقيق في هذه القضية، مشيرا إلى أنه تم الضغط عليه من قبل الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، عبر وسطاء، ليتراجع عن شهادته أمام القضاء.
وقال نجل القذافي إن أول طلب لتغيير شهادته تم في عام 2021 عبر الوسيطة سهى البدري، المستشارة الإعلامية المقيمة في باريس، التي عرضت عليه نفي الدعم الليبي لحملة ساركوزي مقابل مساعدته في قضيته أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وأضاف: "ظهر وسيط جديد،في نهاية عام 2022، من طرف ساركوزي وهو، نويل دوبوس، رجل أعمال من كوت ديفوار، الذي حاول التأثير على شقيقه الأصغر، هانيبال القذافي، المعتقل في لبنان، من خلال وعد بالإفراج عنه إذا غير سيف الإسلام شهادته لصالح ساركوزي".
وأشار إلي أنه رغم أن هذه المحاولات لم تؤتِ ثمارها، لكن تمت محاولة أخرى في وقت لاحق عبر وسيط آخر لم يكشف عن هويته،
ردود الفعل على التصريحات
من جانبه، قال المحامي كريستوف إنغرين، الذي يترافع عن نيكولا ساركوزي، ردا على هذه التصريحات، إنها "خيالية ومبنية على فرضيات غير موثقة".
وأكد إنغرين أن هذه الادعاءات تهدف إلى إلحاق الضرر بساركوزي، مشيراً إلى أنه لم يتم تقديم أي أدلة تدعم هذه الاتهامات، وأن "المستندات" التي وعد بها سيف الإسلام القذافي لم يتم تقديمها.
ومن جهة أخرى، نفت سهى البدري أن تكون قد نقلت أي رسائل من هذا النوع إلى سيف الإسلام في 2021، مؤكدة أنه لا صحة لما ورد في تصريحاته.
التداعيات القانونية والمستقبلية
وتتم محاكمة ساركوزي و11 متهماً آخرين، في باريس، في قضية التمويل الليبي.
وتضيف تصريحات سيف الإسلام القذافي، فصلاً جديداً في هذه القضية المعقدة التي لا تزال تثير الجدل.
ويعد سيف الإسلام القذافي أحد المطلوبين من قبل المحكمة الجنائية الدولية، حيث تتهمه المحكمة بالتورط في ارتكاب جرائم حرب.