مفاوضات أوكرانيا.. هل يسير ترامب إلى "فخ بوتين"؟

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عن أن استراتيجية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب هي استخدام المفاوضات المحتملة بينهما، لكسب مزيد من الوقت وتوسيع رقعة الصراع داخل الأراضي الأوكرانية.

ووصفت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها نشرته، استراتيجية بوتين بـ"الفخ الذي يتعين على ترامب تجنبه"، واصفة وعد ترامب الانتخابي بأنه يمكنه إنهاء الحرب "في غضون 24 ساعة"، بأنه يصب في مصلحة روسيا، بيد أن بوتين قد يماطل واشنطن خلال المفاوضات، دون تقديم أي تنازلات مجدية، من أجل إضعاف القدرات الأوكرانية.

وبحسب التقرير، فقد يسعى الرئيس الروسي إلى زرع الخلافات بين أعضاء حلف الأطلنطى “الناتو”، مؤكدةً أن "بوتين لا يسعى للسلام".

شروط بوتين لتحقيق السلام فى أوكرانيا

وفي تصريحات له خلال العام الماضي، ذكر بوتين شروطه للسلام، وهي أنه يتعين على أوكرانيا التنازل عن أربع مناطق تسيطر روسيا جزئيًا عليها حاليا، والتعهد بالحياد إلى الأبد، وهي شروط غير مقبولة بالنسبة لكييف.

وقالت "واشنطن بوست"، إن: “تلك الشروط تعكس الهدف الرئيسي والحقيقي لبوتين، وهو السيطرة الكاملة على أوكرانيا، وهي شروط لن يتمكن ترامب من قبولها”.

ورأت الصحيفة الامريكية، أنه على الرغم من أن الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن قدم دعما كبيرا لأوكرانيا، فإن مخاوف مسئولي الأمن القومي من تصعيد الصراع، أدت إلى تأخير تسليم العديد من أنظمة الأسلحة، مثل الصواريخ بعيدة المدى، والتردد في الضغط من أجل فرض عقوبات دولية أكثر قوة على موسكو. وقد تركت هذه السياسات الحذرة، على الرغم من أنها تهدف إلى تجنب حرب أوسع نطاقا، أوكرانيا مع نفوذ أقل على طاولة المفاوضات.

هل يقع ترامب فى بوتين؟

واعتبرت "واشنطن بوست" أن التحدي الحقيقي أمام ترامب سيأتي بعد الموعد النهائي المحدد بـ 100 يوم، متسائلة: "هل سيضع ترامب المزيد من الضغوط على بوتين لإنهاء الحرب؟، أم أنه سوف يقع في فخ بوتين المألوف، المتمثل في المفاوضات التي لا نهاية لها، بينما يمضغ الروس أوكرانيا؟".

وأشارت الصحيفة الامريكية إلى أن التنازلات المبكرة التي قدمها ترامب، بما في ذلك تشكيكه في دور حلف “الناتو”، تخاطر بتكرار نفس أخطاء الرؤساء السابقين الذين حاولوا احتواء روسيا، مؤكدةً أن الطريقة الوحيدة لإجبار بوتين على تقديم التنازلات هي زيادة تكلفة عدوانه.

وخلص تقرير "واشنطن بوست" إلى أن هذا يعني زيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وفرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا، وتعزيز وجود حلف “الناتو” في أوروبا الشرقية، مشيرةً إلى أن ترامب قد يضطر إلى استخدام النفوذ الأمريكي بحكمة دون تهور.