إنذار ترامب لحماس .. هل ينهار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟

يترقب العالم، اليوم السبت، تداعيات الإنذار العلني الذي أطلقه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس" بإنه إذ لم تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين وفق الجدول الزمني المنصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار، فإن "أبواب الجحيم سوف تُفتح".
وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اجتماعًا مع كبار القادة الأمنيين في إسرائيل أول أمس، الخميس، لمناقشة ما سيجري السبت وإمكانية استئناف الحرب إذا لم تسلم حماس الأسرى، في حين أعلنت حركة حماس أنها مستمرة في موقفها تطبيق الاتفاق، وفق ما تم التوقيع عليه بما في ذلك تبادل الرهائن والسجناء تبعاً للجدول الزمني المحدد، بعد تأكيد الوسطاء في مصر وقطر متابعة كل ما يتعلق بإزالة العقبات وسد الثغرات.
وجاءت تصريحات ترامب بعدما أعلن المتحدث باسم حماس، أبو عبيدة، الأسبوع الماضي، تأجيل تسليم الأسرى الإسرائيليين الذين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت 15 فبراير، حتى إشعار آخر.
وأمس الجمعة، ذكرت كتاب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس في بيان لها عبر تطبيق "تليجرام" أنها قررت إطلاق سراح ثلاث أسرى إسرائيليين كانت قد احتجزتهم في السابع من أكتوبر 2023، وهم ساشا الكسندر تروبنوف، ساجي ديكل حن، يائير هورن.
أسباب التأجيل
الاثنين الماضي، قال القيادي في حركة حماس الفلسطينية، محمود مرداوي في تصريحات خاصة لـ"نيوز روم" إن "اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى يتعرض لنكسات من العدو الذي لا يطبق أجزاء مهمة من الاتفاق لها علاقة بالنازحين والمرضى وخروجهم والبروتوكول الإنساني وإدخال المساعدات والخيام والتذرع بأن تلك الخيام فيها حديد والمولدات وجزء مهم من الأدوية التي تحتاجها المستشفيات"، لافتًا إلى أن "أمورًا كثيرة يقوم العدو بعرقلتها وكلها يجب أن تنفذ".
وأضاف: "يوجد اتفاق مكتوب بدقة واستغرق أشهر و نحن نريد أن ننفذ الاتفاق كما هو ندفع ما علينا ونأخذ مالنا هذا هو المطلوب عندما أعلنا إمكانية عدم التسليم كان من أجل أن نعطي الأشقاء والوسطاء فرصة للتدخل من أجل عدم انهيار الاتفاق و تنفيذه بكل شفافية".
وأكد أن "أسباب عدم تسليم حركة حماس للأسرى يوم السبت هو مطالبة إسرائيل بتنفيذ ما عليها من الاتفاق نريد من العدو أن ينفذ كل البنود بحذافيرها العدو يتهرب ولا ينفذ جزء مهم من البنود له علاقة بعودة النازحين والبروتكول الإنساني والعائدين والمرضى و حتى المرحلة الثانية يريد أن يتنصل منها ويدخل تعديلات عليها بالتالي نريد أن نلزمه".
موقف صعب
ومع ذلك، إذا ظل ترامب غير راضٍ ودفع نحو تصعيد أوسع نطاقًا، فقد تنهار الهدنة الهشة، مما يؤدي إلى تجدد الأعمال العدائية، ففي الوقت الحالي، لا يزال الاتفاق الذي توسط فيه الرئيس السابق جو بايدن قائمًا، لكن عدم اليقين المحيط بالخطوة التالية لترامب ترك الحلفاء والخصوم على حافة الهاوية.
وبحسب صحيفة “جارديان” البريطانية، يضيف عدم القدرة على التنبؤ به طبقة أخرى من التعقيد إلى وضع متقلب بالفعل، وينتظر المجتمع العالمي نتيجة مقامرته عالية المخاطر بفارغ الصبر.
من جانب آخر، ذكرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، في تقرير لها أمس، أن فرص ترامب لإتمام صفقة كبرى بشأن قطاع غزة أصبحت ضئيلة تتضاءل بسبب إصراره على خطته، مشيرةً إلى أن موقف ترامب لم يؤد حتى الآن إلا إلى التعقيد في ما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن "خطته غير القابلة للتنفيذ في الواقع لا يُتوقع منها إلا أن تدفع نحو التفكير بجدية في اتجاه حل مشاكل سكان غزة".
لا استسلام
وأيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البداية موقف ترامب المتشدد، لكن حكومته ظلت غير ملتزمة بالتصرف بناءً على إنذار ترامب.
ونقلت مجلة “تايم” الأمريكية عن مصادر مسؤولة بالبيت الأبيض، قولها إن ترامب يعتقد أن تهديده سيضغط على حماس لتقديم المزيد من التنازلات، فيما يحذر محللون دبلوماسيون من أن حماس قد لا يكون لديها حافز كبير للاستسلام لمطالب ترامب المتطرفة.
وقال آرون ديفيد ميلر، الدبلوماسي المخضرم للمجلة إن حماس تحتجز أسراها كأقوى وسيلة ضغط لديها ومن غير المرجح أن تتخلى عنهم دون انتزاع تنازلات كبيرة.