عاجل

روسيا تعين سفيراً جديداً للولايات المتحدة مع تحسن العلاقات الدبلوماسية

السفير الروسي لأمريكا
السفير الروسي لأمريكا

أعلنت روسيا تعيين سفير جديد للولايات المتحدة، ما يمثل خطوة مهمة نحو تحسين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. 

ووفقا لصحيفة الجارديان البريطانية، تأتي هذه الخطوة بعد يوم واحد فقط من إجراء مسؤولين روس وأمريكيين مناقشات في اسطنبول بهدف تعزيز العلاقات بين موسكو وواشنطن. 

وتم اختيار ألكسندر دارتشييف، الدبلوماسي المحترف الذي يتولى حاليا قيادة قسم أمريكا الشمالية بوزارة الخارجية الروسية، لمنصبه في واشنطن. وقد وافقت الولايات المتحدة رسميا على تعيينه، وفقا لوزارة الخارجية الروسية.

منصب دبلوماسي شاغر منذ أكتوبر 2024

وظل منصب السفير الروسي في واشنطن شاغرا منذ أكتوبر 2024، مما يعكس العلاقات المتوترة بين البلدين. يجلب دارتشييف، 64 عاما، خبرة دبلوماسية واسعة النطاق إلى الدور، حيث عمل سابقا سفيرا لروسيا في كندا من 2014 إلى 2021 وشغل منصبا رفيع المستوى في السفارة الروسية في واشنطن في وقت سابق من حياته المهنية.

خلال محادثات اسطنبول، اقترحت روسيا أيضًا استعادة الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين، والتي تم تعليقها بعد غزو موسكو الكامل لأوكرانيا في فبراير 2022. 

كجزء من الاستجابة الغربية للغزو، فرضت دول بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات وقيودًا على المجال الجوي على الطائرات الروسية.

جهود إعادة بناء العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية

 

بالإضافة إلى التعيينات الدبلوماسية، اتخذت روسيا والولايات المتحدة خطوات لمعالجة التحديات اللوجستية التي تواجه سفاراتهما. 

صرحت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، أن المسؤولين "اتفقوا على خطوات مشتركة لضمان التمويل المستمر للبعثات الدبلوماسية في كلا البلدين وخلق الظروف المناسبة للدبلوماسيين للقيام بواجباتهم بشكل فعال".

تأتي هذه المناقشات بعد سنوات من الطرد المتبادل للدبلوماسيين، مما أدى إلى خفض مستويات موظفي السفارات بشكل كبير وساهم في الركود الدبلوماسي.

كان اجتماع اسطنبول بمثابة الأسبوع الثاني على التوالي من المناقشات رفيعة المستوى بين واشنطن وموسكو. في الأسبوع الماضي، التقى مسؤولون روس وأمريكيون في المملكة العربية السعودية لمناقشة العلاقات الاقتصادية التي تعطلت بسبب العقوبات الغربية. 

تشير الاجتماعات، التي بدأت بعد مكالمة هاتفية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق من هذا الشهر، إلى تحول كبير في التعامل الدبلوماسي بين البلدين.

بوتين يشيد بالتحول في السياسة الخارجية الأمريكية

في حديثه يوم الخميس، أشاد بوتن بإدارة ترامب لما وصفه بـ "البراجماتية ونظرة عالمية واقعية"، مضيفًا أن التفاعلات الأخيرة مع المسؤولين الأمريكيين "ألهمت درجة معينة من الأمل".

صرح بوتن خلال اجتماع مع قيادة جهاز الاستخبارات الروسي FSB: "هناك مزاج متبادل للعمل نحو استعادة العلاقات بين الحكومات وحل العدد الهائل من المشاكل النظامية والاستراتيجية التي تراكمت في بنية الأمن العالمي تدريجيًا".

المخاوف الأوروبية بشأن العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا

بينما رحبت روسيا بالتحول الدبلوماسي، أعرب القادة الأوروبيون عن مخاوفهم بشأن تحول ترمب نحو علاقات أوثق مع بوتين. التقى الرئيس الأمريكي بشكل منفصل مع زعماء المملكة المتحدة وفرنسا هذا الأسبوع، وحثه كلاهما على الحفاظ على الدعم لأوكرانيا وسط الصراع المستمر مع روسيا.

بدوره، اتهم بوتن بعض القوى الغربية بمحاولة تقويض المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة. وأكد: "نحن نتفهم أن ليس الجميع سعداء باستئناف الاتصالات الروسية الأمريكية. لا تزال بعض النخب الغربية عازمة على الحفاظ على عدم الاستقرار في العالم، وستحاول هذه القوى تعطيل أو المساس بالحوار الذي بدأ".

مع استمرار الجهود الدبلوماسية، فإن إعادة تعيين سفير روسيا في واشنطن يمثل لحظة حاسمة في العلاقات الأمريكية الروسية. وفي حين لا تزال هناك تحديات كبيرة، تشير التطورات الأخيرة إلى نقطة تحول محتملة في التعامل الدبلوماسي بين البلدين.

تم نسخ الرابط