ترامب يدافع عن إيلون ماسك وسط التمرد في الإدارة الأمريكية
تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للدفاع عن إيلون ماسك في مواجهة رد فعل متزايد داخل إدارته، بعد أن طُلب من بعض أعضاء حكومته، من الموظفين الفيدراليين، تجاهل مطالب ماسك بإرسال بريد إلكتروني يبررون فيه عملهم، وإلا سيواجهون الفصل.
وقالت صحيفة "الجارديانز" البريطانية، إن تدخل ترامب جاء وسط أول بوادر للانشقاق الداخلي، بشأن التأثير المزعزع لما يسمى بـ "إدارة كفاءة الحكومة"، التي منحها ترامب صلاحية تنفيذ عمليات فصل جماعية في القوى العاملة الفيدرالية، بهدف تقليل الفساد وإهدار المال العام.
تمرد ضد مطالب ماسك
وأضافت الصحيفة أن مسؤولين كبار، من بينهم مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كاش باتيل، ومديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي جابارد، أصدروا ٔوامر لمرؤوسيهم بعدم الامتثال لطلب ماسك المثير للجدل، والذي يقضي بإرسال بريد إلكتروني مفصل عن عملهم خلال الأسبوع الماضي بحلول منتصف ليل الإثنين، وإلا فسيتم فصلهم.
وذكرت الصحيفة أنه مع تصاعد المقاومة داخل الوكالات الحكومية، أصدرت "إدارة شؤون الموظفين الفيدراليين" بيانًا ينصح الموظفين بالرد، ولكن مع إلغاء التهديد بالفصل، ومنحت رؤساء الوكالات السلطة لاستثناء بعض الموظفين من الطلب.
وجاء في البيان: "يجوز لرؤساء الوكالات استثناء بعض الموظفين، وفقًا لتقديرهم، ويجب عليهم إخطار إدارة شؤون الموظفين الفيدراليين بفئات الموظفين المستثنين وأسباب ذلك. ويعود القرار بشأن الإجراءات المتخذة إلى قيادة كل وكالة".
مع تعرض ماسك للإحراج بسبب رفض العديد من المسؤولين الامتثال لمطالبه، استغل ترامب اجتماعه مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في البيت الأبيض يوم الاثنين، لإظهار دعمه الكامل له؛ حيث قال ترامب: "كل ما يفعله هو التساؤل: هل أنتم تعملون فعلًا؟ ثم، إذا لم تردوا، فأنتم شبه مطرودين أو مطرودين تمامًا، لأن هناك الكثير من الناس الذين لا يردون لأنهم في الأساس غير موجودين".
وأضاف: "أعتقد أن ذلك كان رائعًا، لأن لدينا موظفين لا يحضرون إلى العمل، ولا أحد حتى يعلم إن كانوا يعملون بالفعل في الحكومة أم لا".
رفض وزارة العدل والاستخبارات الأمريكية الامتثال
قالت الصحيفة إنه قبل إصدار بيان إدارة شؤون الموظفين الفيدراليين، أعربت وكالات الاستخبارات، ووكالة الأمن القومي، عن قلقها من أن الموظفين قد يكشفون عن معلومات سرية إذا امتثلوا لأوامر ماسك، كما واجهت الفكرة مقاومة من وزارة الأمن الداخلي والبنتاجون، رغم أنهما يديران مؤيدين بارزين لترامب ،مثل كريستي نويم وبيت هيجسيث، فقد أخبرت الوزارتان موظفيها بعدم الامتثال.
وذكرت أن وزارة العدل قد أبلغت موظفيها بأنهم ليسوا مضطرين للرد على الطلب، قائلة إنه "بسبب الطبيعة الحساسة والسرية لعمل الوزارة، لا ينبغي للموظفين الرد".
ولفتت الصحيفة إلى أن وزارة الصحة والخدمات الاجتماعية بلغت الموظفين بأنه يمكنهم أن يكونوا غامضين في إجاباتهم إذا أرادوا الرد.
وجاء في رسالة بريد إلكتروني أُرسلت للموظفين:
“افترضوا أن ما تكتبونه سيتم قراءته من قبل جهات خارجية معادية، وصيغوا ردودكم وفقًا لذلك”.
تمرد وزارة الإسكان والتنمية الحضرية
وأكدت الصحيفة أنه في علامة أكثر جرأة على التمرد، قامت وزارة الإسكان والتنمية الحضرية، بعرض لقطات تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي تُظهر ترامب وهو يمتص أصابع قدم ماسك، وذلك على شاشات التلفزيون داخل الوزارة. كما ظهرت عبارة "عاش الملك الحقيقي" فوق اللقطات.
وترى الصحيفة أن هذه الحادثة تعكس أجواء التمرد السائدة في العديد من الوكالات الحكومية، والتي تشهد أيضًا ارتفاعًا في عدد الدعاوى القضائية التي تطعن في شرعية القرارات.