ترامب يقود حملة جديدة ضد الصين.. هل يخرج الصراع عن المواجهة التجارية؟

تستعد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتشديد القيود على الاستثمارات الصينية والوصول إلى التكنولوجيا الأمريكية، وذلك بعد مرور أقل من شهر من فرضه رسومًا جمركية بنسبة 10% على وارداتها.
ووفقًا لما ذكرته صحيفة «نيويورك» الأمريكية، فإن التدابير التي اتخذها ترامب منذ توليه منصبه تشير إلى أنه يفكر في مجموعة أوسع من القيود الاقتصادية على بكين، فقد اقترحت إدارة ترامب حتى الآن توسيع القيود على الاستثمارات المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين.
فرض المزيد من القيود على الصين
وأوضحت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية الجديدة ضمت مسؤولين من المرجح أن يدفعوا باتجاه فرض المزيد من القيود على الاستثمارات الصينية ومبيعات التكنولوجيا للصين بسبب المخاوف الأمنية، حيث تشير تحركات ترامب إلى أنه مستعد لقطع العلاقات الاقتصادية مع الصين بشكل أكبر، بعد سنوات من تقليص التعاون بين البلدين.
وفي هذا الصدد قال سام ساكس، الباحث في «مركز بول تساي الصيني» التابع لكلية الحقوق بجامعة «ييل» لـ «نيويورك تايمز»: «إن المذكرة المتعلقة بتشديد القيود على الاستثمارات الصينية في القطاعات الاستراتيجية والتي وقعها ترامب الجمعة الماضية، تبدو وكأنها دعوة لاستكمال فك الروابط التجارية مع الصين».
وأضاف:« تصريحات ترامب قد تكون مجرد "أداة مساومة" لبدء المفاوضات مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، وإذا فشلت تلك المفاوضات، فقد تصبح هذه الإجراءات خطة لإنهاء فك الارتباط التجاري مع الصين».
العامل المتغير في كيفية تصعيد الولايات المتحدة لعلاقتها مع الصين يبدو أنه الرئيس ترامب نفسه، فهو يهتم ربما بعقد صفقة مع شي جين بينغ جزئياً بسبب فشل الصين في الوفاء بشروط اتفاق أبرمه الزعيمان في أوائل عام 2020.
وبحسب ما قاله مستشارون حاليون وسابقون في الإدارة الأمريكية لـ «نيويورك تايمز»، فإن ترامب يتبنى رؤية أكثر «نفعية» في التعامل مع قضايا مثل الاستثمارات الصينية مقارنة مع العديد من مستشاريه الأكثر تشدداً.
وأشار مستشارون لترامب في تصريحات للصحيفة – لم تذكر أسماؤهم – أن الرئيس الأمريكي قد يواصل الضغط على بكين لزيادة تنازلاتها، مما قد يؤدي إلى تصاعد التوترات التجارية في الأشهر القادمة.
يذكر أن ترامب الذي فرض رسوماً جمركية على الصين في ولايته الأولى، فرض هذا الشهر رسماً إضافياً بنسبة 10% على جميع الواردات الصينية بسبب عدم اتخاذ بكين خطوات كافية للحد من تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة .. وردت الصين بفرض رسوم جمركية على الواردات الأمريكية، كما فرضت قيوداً على تصدير بعض المعادن الحيوية وأطلقت تحقيقاً لمكافحة الاحتكار ضد شركة جوجل.
ومن خلال مذكرة تجارية وقعها في يومه الأول في المنصب، وجه ترامب مستشاريه لدراسة تدابير أخرى ضد الصين، مثل «إلغاء العلاقات التجارية الطبيعية الدائمة» التي منحتها الولايات المتحدة للصين قبل انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية، وفي يوم الجمعة، أعلنت مكتب الممثل التجاري الأمريكي أنه سيمضي قدماً في قضية تجارية تهدف لحماية صناعة بناء السفن الأمريكية من المنافسة الصينية.