الولايات المتحدة تتعهد بضمان أمني لأوكرانيا مقابل عائدات الموارد الطبيعية

يتوسط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بين روسيا وأوكرانيا لوضع حدٍ للحرب المستمرة منذ حوالي ثلاث سنوات.
ورغم مماطلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمحادثات الخاصة بالسلام التي تمت دون حضور أوكرانيا أو أيٍ من دول أوروبا، لكنهم في النهاية توصلوا إلى مسودة اتفاقية تُرضي جميع الأطراف؛ بمن فيهم أوكرانيا التي رفضت عدم ضمان الولايات المتحدة للأمن الأوكراني مستقبلًا.
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن الإشارة إلى الضمانات الأمنية في الاتفاقية جاءت غامضة، ولم تتضمن أي التزام أمريكي محدد بحماية أمن أوكرانيا، وتضمنت جملة تنص على أن الولايات المتحدة "تدعم جهود أوكرانيا للحصول على الضمانات الأمنية اللازمة لإرساء سلام دائم".
وأوضحت الصحيفة أن هذه العبارة لم تكن موجودة في المسودات السابقة، ولم يكن من الواضح ما إذا كانت المسودة التي تحمل تاريخ يوم الثلاثاء الماضي، هي المسودة النهائية.
وترى الصحيفة أن الاتفاقية تفتح الباب أمام استمرار الدعم الأمريكي المحتمل لأوكرانيا طوال فترة حكم ترامب، واء كمساعدات للمجهود الحربي أو كوسيلة لتنفيذ أي اتفاق لوقف إطلاق النار، وقد حظيت الاتفاقية بموافقة الطرفين.
صرّح الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، خلال حديثه للصحفيين في كييف يوم الأربعاء، بأن إدراج إشارة إلى الضمانات الأمنية كان أولوية بالنسبة له في المفاوضات، وكان ضروريًا لكي تعتبر أوكرانيا الاتفاق ناجحًا.
وأضاف: "كنت أرغب بشدة في ظهور عبارة ضمان أمني لأوكرانيا على الأقل في الوثيقة، والتي ظهرت في البند العاشر، ومن المهم أن تكون موجودة".
وأعرب زيلينسكي عن ارتياحه لأن الاتفاقية لم يتم تأطيرها على أنها سداد لمساعدات سابقة، مؤكدا على أهمية عدم تصوير الأوكرانيين على أنهم "مدينون" في الاتفاق.
وقال زيلينسكي اإن موعد لقائه مع ترامب في واشنطن غير محدد، رغم أن ترامب ذكر أن الاجتماع قد يُعقد يوم الجمعة المقبلة.
وتحدث رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميهال، عن العبارة الجديدة المتعلقة بالضمانات الأمنية، ملمحًا إلى أن الولايات المتحدة لم توافق على طلب أوكرانيا بإدراجها، لكنه أكد أن زيلينسكي والمسؤولين الأوكرانيين لن يوقعوا على الاتفاقية إذا حُذفت هذه العبارة، واصفًا إياها بـ"العنصر الأساسي" في الاتفاق الخاص بالمعادن.
خلفية الاتفاقية
أوضحت الصحيفة أن زيلينسكي اقترح العام الماضي صفقة تمنح الولايات المتحدة حق الوصول إلى الثروات المعدنية الأوكرانية، كإجراء احتياطي في حال فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية، لكنه رفض الشروط التي قُدمت له في وقت سابق من هذا الشهر بعد تولي ترامب منصبه، وضغط بقوة تم تضمين التزام واضح بحماية أمن أوكرانيا في الوثيقة، مقابل أن تقدم أوكرانيا نصف عائداتها المستقبلية من الموارد الطبيعية إلى صندوق يخضع لسيطرة أمريكية.
وأضافت الصحيفة أن إدارة ترامب رفضت هذا الطلب، حيث جادل المسؤولون الأمريكيون بأن الضمانات الأمنية ضمنية في حقيقة أن واشنطن سيكون لها مصلحة مالية في خامات المعادن الأوكرانية، والنفط، والغاز الطبيعي؛ حيث قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز إن "مشاركة الولايات المتحدة في الموارد الطبيعية الأوكرانية هي أفضل ضمان أمني يمكن أن يأمل به الأوكرانيون، وهو أكثر قيمة بكثير من مجرد شحنة جديدة من الذخيرة".
الدور الأوروبي
من المقرر أن يسافر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى واشنطن يوم الأربعاء لتقديم مبادرة أوروبية إلى ترامب، تهدف إلى نشر قوة حفظ سلام قوامها 30,000 جندي.
وقالت الصحيفة إن إن هذه القوة ستحتاج إلى دعم عسكري أمريكي مثل المراقبة عبر الأقمار الصناعية، والدفاع الجوي، أو الدعم الجوي الأمريكي.
وقف إطلاق النار
تطرق زيلينسكي خلال حديثه للصحفيين، في كييف، إلى محادثات وقف إطلاق النار التي أعلن ترامب نيته الدخول فيها مع روسيا؛ حيث قال إن الجيش الأوكراني سيواصل القتال ما لم يتضمن وقف إطلاق النار ضمانات أمنية واضحة، وشدد على أنه لن يقبل أي اتفاق دون مشاركة أوكرانيا المباشرة، لكنه لم يوضح سابقاً أن الجيش الأوكراني قد يستمر في القتال إذا لم يتم تحقيق شروطه في المفاوضات.