تحولات مفاجئة| ترامب يعيد تشكيل سياسة أوكرانيا.. قلق أوروبي و زيلينسكي يحذر

في تحول مفاجئ، أعادت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رسم معالم الصراع في أوكرانيا تزامنا مع اقتراب الذكرى الثالثة له، حيث فتحت قنوات التفاوض مع موسكو دون إشراك كييف بشكل مباشر، ما أثار قلق القادة الأوروبيين وأشعل تحذيرات من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، يواجه القادة الأوكرانيون معركة دبلوماسية جديدة للحفاظ على سيادتهم وسط ضغوط دولية متزايدة.
ومع اقتراب أوكرانيا من الذكرى الثالثة للحرب الروسية الواسعة النطاق، تعرض المسار الذي كانت تأمل أن يسلكه نحو سلام دائم ومُرضٍ لانتكاسة خلال أيام قليلة بسبب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
واستفادت كييف لسنوات من دعم قوي من حلفائها في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث قدموا لها دعماً عسكريا وماليا حاسما لمساعدتها في الدفاع ضد التوغلات الروسية المستمرة.
مكالمة مطولة بين بوتين وترامب
لكن عندما أجرى ترامب مكالمة هاتفية مطوّلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي – متراجعًا عن سياسة أمريكية استمرت لسنوات لعزل الزعيم الروسي– اعتُبر ذلك إشارة في كييف وعواصم أوروبية أخرى إلى أن تحالفهم لكبح موسكو بدأ يتفكك.
خلال مكالمتهما التي استمرت 90 دقيقة، اتفق ترامب وبوتين على بدء مفاوضات لإنهاء الحرب، وهي خطوة قوبلت بالابتهاج في روسيا، لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حذّر من أنها قد تكون "خطيرة للغاية" إذا تم استبعاد أوكرانيا من المحادثات.
ورغم أن ترامب تحدث مع زيلينسكي مباشرة بعد مكالمته مع بوتين، إلا أن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث صرّح في اليوم نفسه بأن عضوية أوكرانيا في الناتو، وهي خطوة تعتبرها كييف ضرورية لحماية البلاد وأوروبا من الهجمات الروسية المستقبلية، لم تكن خيارا واقعيا. كما اقترح أن على أوكرانيا التخلي عن آمالها في استعادة جميع أراضيها، وهو موقف يتوافق بشكل كبير مع رؤية موسكو.
لقد تركت السرعة المذهلة لتحويل ترامب للسياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا وروسيا العديد من الأوكرانيين المنهكين من الحرب يشعرون بأنهم قد تم استبعادهم من المحادثة حول مستقبلهم، ويخشون أن يؤدي الاتفاق الذي فرضته واشنطن وموسكو إلى خسارة الأراضي والضعف أمام العدوان الروسي في المستقبل.
صدمة أوروبية
وأتيحت الفرصة الأولى للقادة الأوروبيين للقاء أعضاء إدارة ترامب الجديدة في مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا، حيث كانوا يأملون في الحصول على توضيح حول نهج ترامب تجاه الحرب.
لكن القادة الأوروبيين صُدموا عندما وجّه مسؤولون أمريكيون كبار، بمن فيهم نائب الرئيس جي دي فانس، انتقادات حادة للدول الأوروبية، وأرسلوا إشارات متضاربة حول دعم كييف، وألمحوا إلى أن أوروبا لن تكون على طاولة المفاوضات بشأن أوكرانيا.
خلال المحادثات التي طال انتظارها بين فانس وزيلينسكي في ميونيخ، أخبر الزعيم الأوكراني فانس أن بلاده بحاجة إلى ضمانات أمنية كشرط أساسي مسبق للمشاركة في أي محادثات مع موسكو لإنهاء الحرب.
زيلينسكس يحذر وزارءه
وقال زيلينسكي أيضا إنه أمر وزراءه بعدم الموافقة على اتفاق مقترح يمنح الولايات المتحدة حق الوصول إلى المعادن النادرة الأوكرانية، وهو موضوع رئيسي في محادثاته مع فانس. وأوضح المسؤولون الأوكرانيون أن المقترح الأمريكي لم يقدم أي ضمانات أمنية محددة مقابل الوصول إلى الاحتياطيات الضخمة من المعادن الحيوية في أوكرانيا، والتي تُستخدم في صناعات الطيران والدفاع والطاقة النووية.
ووصف مسؤول كبير في البيت الأبيض رفض زيلينسكي بأنه "قصير النظر". وفي اليوم الأخير من المؤتمر، بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حشد الزعماء الأوروبيين لتعزيز دعمهم لأوكرانيا، حيث أعلن وزير خارجيته عن "اجتماع عمل" طارئ في باريس لتقييم الخطوات التالية للقارة.