بوتين يعرض المعادن النادرة على أمريكا.. هل يقدم لترامب صفقة أفضل من أوكرانيا؟

في خطوة مفاجئة، عرض الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بيع المعادن الأرضية النادرة لشركات أمريكية، بما في ذلك تلك الموجودة في الأراضي الأوكرانية، التي تسيطر عليها موسكو.
ويأتي هذا العرض في وقت تحاول فيه إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تأمين صفقة مع أوكرانيا للحصول على مواردها المعدنية الاستراتيجية، مقابل الدعم العسكري الذي قدمته واشنطن لكييف طوال سنوات الحرب.
بوتين: لدينا موارد أكثر من أوكرانيا
ووفقا لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، فإن بوتين أكد، خلال اجتماع غير معلن مع وزرائه ومستشاريه الاقتصاديين، أن روسيا تمتلك احتياطيات هائلة من المعادن الأرضية النادرة، مشيرا إلى أن بلاده على استعداد للتعاون مع الشركاء الأمريكيين.
وأضاف: "لدينا بلا شك موارد من هذا النوع أكثر بكثير من أوكرانيا". كما أشار إلى أن التعاون في هذا المجال يمكن أن يمتد إلى المناطق الشرقية من أوكرانيا التي تسيطر عليها روسيا منذ ثلاث سنوات.
ترامب يلمح إلى "صفقات اقتصادية كبرى" مع روسيا
وتزامن عرض بوتين مع تصريحات ترامب في واشنطن، حيث أشار إلى أن "تطورات اقتصادية كبرى" بين الولايات المتحدة وروسيا قد تحدث قريبا. وبعد هذه التصريحات، عقد بوتين اجتماعه لمناقشة تطوير صناعة المعادن النادرة في روسيا، مما أثار تكهنات حول تنسيق محتمل بين الجانبين.
موسكو تحاول التفوق على كييف في صفقة المعادن
ويأتي هذا العرض الروسي في وقت يواجه فيه ترامب صعوبات في التوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا بشأن الاستفادة من مواردها المعدنية؛ إلا أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، رفض مطالب الإدارة الأمريكية بمنح واشنطن حقوقا حصرية بقيمة 500 مليار دولار من الثروات المعدنية الأوكرانية، معتبرا أن الولايات المتحدة لم تقدم مساعدات مالية كافية في المقابل.
بوتين يعرض مزايا إضافية
ولم يقتصر عرض بوتين على المعادن النادرة فقط، بل شمل أيضا الألمنيوم، حيث قال إن موسكو مستعدة لتزويد السوق الأمريكية بحوالي مليوني طن من الألمنيوم بأسعار تنافسية.
وأضاف أن التعاون مع روسيا في هذا القطاع سيوفر أرباحا كبيرة للشركات الأمريكية، مع ضمان استقرار الأسعار في السوق المحلية.
هل تفتح أمريكا الباب أمام شراكة اقتصادية مع روسيا؟
وقد ذكرت "بوليتيكو" أن إدارة ترامب يبدو أنها ترى في هذه العروض فرصة اقتصادية مغرية، خاصة مع محاولتها تقليل الاعتماد على الصين في توريد المعادن النادرة. ومع ذلك، فإن أي اتفاق محتمل مع روسيا قد يثير انتقادات سياسية واسعة داخل الولايات المتحدة، لا سيما في ظل العقوبات المفروضة على موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا.
أوروبا تدخل على الخط بصفقة منافسة مع أوكرانيا
وفي ظل هذه التطورات، لم تقف أوروبا مكتوفة الأيدي، حيث أعلنت المفوضية الأوروبية عن عرض تعاون جديد مع أوكرانيا في قطاع المعادن الاستراتيجية.
وقال المفوض الأوروبي لشؤون الاستراتيجية الصناعية، ستيفان سيجورنيه، خلال زيارته إلى كييف: "القيمة المضافة التي تقدمها أوروبا هي أننا لن نطلب صفقة غير متوازنة".