بعد المشادة بين ترامب وزيلينسكي... كيف ستستغل روسيا الفرصة؟

قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية إن العالم وقف مندهشًا أمس أمام المشادة التي حدثت في البيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و الرئيس الأوكراني زيلينسكي، متابعًا أن هناك عدة عوامل أدت إلى هذا المشهد ومنها عوامل شخصية وعوامل متعلقة بالتغير في نهج وإدارة صنع القرار في أمريكا.
وأضاف “أحمد” خلال مداخلة هاتفية أذاعتها فضائية اكسترا نيوز، اليوم السبت، أن ترامب يرى زيلينسكي عقبة أمامه في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، متابعًا أن الرئيس زيلينسكي كان من الصعب أن يكون متوافقًا تماما مع الرئيس ترامب فيما طرحه من مقاربة لحل الأزمة الروسية الأوكرانية، أو فيما يتعلق باتفاقية المعادن التي لم تكن متكافئة من وجهة نظر زيلينسكي.
وأشار خبير العلاقات الدولية إلى أن عبارات الشكر التي وجهها زيلينسكي للجانب الأمريكي بعد الزيارة لكي يترك بابًا مواربًا ـ على حد تعبيره ـ لأنه يدرك تماما إذا انقطع الدعم العسكري الأمريكي عن أوكرانيا ستكون مكشوفة، وبالتالي هذه التصريحات هي محاولة للتهذيب.
وتابع أن المستفيد الأول من السجال هو روسيا، حيث سيتم توظيف هذا السجال للتأكيد على مقاربتهم وطرحم بأن زيلينسكي هو من يعيق السلام وأن روسيا ترغب في السلام، وأن العقبة الأساسية هي في الجانب الأوكراني.
وفي سياق متصل، تم إلغاء المؤتمر الصحفي المشترك بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشكل مفاجئ، مما يشير إلى تدهور حاد في مناقشاتهما.
وأكد مصدر في البيت الأبيض لرويترز أن زيلينسكي غادر البيت الأبيض قبل الموعد المقرر بعد مفاوضات متوترة.
وصرح ترامب لاحقًا أن زيلينسكي "ليس مستعدًا للسلام" واتهمه بعدم احترام الولايات المتحدة خلال اجتماعهما. كان رحيل الزعيم الأوكراني بمثابة تحول كبير في العلاقات الدبلوماسية، حيث كافح الجانبان لإيجاد أرضية مشتركة.
ترامب: "زيلينسكي لم يحترم الولايات المتحدة وليس مستعدًا للسلام"
وفي تحديث على وسائل التواصل الاجتماعي بعد الاجتماع، اتهم ترامب زيلينسكي باستغلال الدعم الأمريكي لتعزيز موقفه التفاوضي بدلاً من السعي إلى حل للحرب.
"يشعر أن مشاركتنا تمنحه ميزة كبيرة في المفاوضات. "لا أريد ميزة، أريد السلام"، صرح ترامب.
في تصعيد آخر للتوتر، زعم ترامب أن زيلينسكي "أهان الولايات المتحدة الأمريكية في مكتبها البيضاوي العزيز" وأعلن أن الرئيس الأوكراني لن يكون موضع ترحيب إلا عندما يكون "مستعدًا للسلام".
ترامب يؤكد التزام الناتو لكنه يحث أوروبا على "تكثيف الجهود"
على الرغم من تداعيات اجتماعه مع زيلينسكي، كرر ترامب التزامه بحلف شمال الأطلسي لكنه أكد على أن الحلفاء الأوروبيين بحاجة إلى المساهمة بشكل أكبر في التحالف.
صرح ترامب، مشيدًا بالمساهمات المالية لبولندا، "نحن ملتزمون بحلف شمال الأطلسي. لكن على الناتو أن يكثف جهوده، وعلى الأوروبيين أن يكثفوا جهودهم أكثر مما فعلوا". "بولندا في جوار صعب، وهم يقومون بعمل رائع لحلف شمال الأطلسي من خلال دفع أكثر مما كان عليهم أن يدفعوا".