تحول الموقف الأمريكي بشأن أوكرانيا.. حرب التصريحات تشتعل بين ترامب وزيلينسكي

في ظل استمرار الصراع الروسي الأوكراني الذي يدخل عامه الرابع، ودخول الولايات المتحده الأمريكية الصراع لتحقيق مكاسبها الخاصة على حساب إنهاء الأزمة.

تصاعدت حدة التوترات الدبلوماسية بين كييف وواشنطن، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقمة الرياض التي جمعت ممثلين رفيعي المستوى من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، وفي الوقت نفسه، تسعى أوكرانيا لحشد الدعم الدولي ضد روسيا.

زيلينسكي ينتقد موقف ترامب

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعيش في "فضاء التضليل الروسي" نتيجةً لمناقشات إدارته مع المسؤولين في الكرملين.

وأعرب زيلينسكي عن رغبته في أن يكون فريق ترامب أكثر صدقا.

جاءت هذه التصريحات قبيل لقاء زيلينسكي المرتقب مع كيث كيلوج، المبعوث الأمريكي الخاص لأوكرانيا وروسيا، الذي وصل إلى كييف الأربعاء، لإجراء محادثات مع الرئيس الأوكراني وكبار القادة العسكريين، في ظل تحول النهج الأمريكي.

ترامب: أوكرانيا تتحمل مسؤولية الحرب

وفي تصريح مثير للجدل الثلاثاء، أشار ترامب، إلى أن كييف تتحمل جزءا من المسؤولية عن اندلاع الحرب، وجاء هذا التصريح بالتزامن مع المحادثات التي جرت بين كبار الدبلوماسيين الأمريكيين والروس في السعودية، والتي استبعدت أوكرانيا وحلفاءها الأوروبيين من المفاوضات.

ماكرون يعتزم حشد قادة أوروبا

ومن جانبه، كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يعتزم عقد مؤتمر عبر الفيديو، حول أوكرانيا، في وقت لاحق يوم الأربعاء، بحضور قادة من أكثر من 15 دولة، معظمها أوروبية، وذلك بهدف جمع جميع الشركاء المهتمين بالسلام والأمن في القارة، بحسب بيان صادر عن قصر الإليزيه.

وعقد القادة الأوروبيون اجتماعًا طارئًا في باريس الاثنين الماضي، بعد أن شعروا بأن إدارة ترامب قد همّشتهم وتجاهلت دورهم في هذه القضية.

صدام ترامب وزيلينسكي

كما قال ترامب، خلال حديثه، أن نسبة تأييد زيلينسكي لا تتجاوز 4٪ فقط!.

وفي مؤتمر صحفي بالعاصمة الأوكرانية كييف، ردّ زيلينسكي قائلاً:" لقد رأينا هذا التضليل، ونحن ندرك أنه قادم من روسيا"، مضيفًا أن ترامب "يعيش في هذا الفضاء المضلِّل."

كما أشار ترامب إلى ضرورة أن تعقد أوكرانيا انتخابات، رغم أنها أُجلت بسبب الحرب وفرض الأحكام العرفية، وفقًا للدستور الأوكراني.

وفي سياق متصل، شكّك زيلينسكي في صحة الادعاءات بأن 90٪ من المساعدات التي تتلقاها أوكرانيا تأتي من الولايات المتحدة، موضحًا أن 34٪ من الأسلحة يتم تصنيعها محليًا، بينما يأتي أكثر من 30٪ من الدعم الأوروبي من، ونحو 40٪ من الولايات المتحدة.

هجمات روسية واسعة في الشرق

وفي ساحة المعركة، تواجه أوكرانيا تحديات كبيرة في الأشهر الأخيرة، حيث تشن روسيا هجوما شرسا في المناطق الشرقية، مما أدى إلى استنزاف القوات الأوكرانية وتراجعها في بعض النقاط على طول خط الجبهة الممتد لمسافة 1000 كيلومتر "600 ميل".

المبعوث الأمريكي يحاول تلطيف الأوضاع في كييف

من جانبه، أكد كيلوج، إن زيارته إلى كييف، فرصة لإجراء محادثات جادة ومثمرة.

 وكان من المقرر أن يسافر زيلينسكي إلى السعودية الأربعاء، لكنه أجل رحلته، في خطوة يراها بعض المحللين محاولة لإنكار الشرعية للمحادثات الأمريكية-الروسية، حول مستقبل بلاده.

وأشار المسؤولون الأمريكيون إلى أن تطلعات أوكرانيا للانضمام إلى حلف الناتو كوسيلة لردع روسيا بعد التوصل إلى اتفاق سلام محتمل، لن تتحقق. 
وفي المقابل، يؤكد زيلينسكي أن أي تسوية ستتطلب التزامات أمنية أمريكية لضمان حماية أوكرانيا من روسيا.

وقال كيلوج، في تصريحات نقلها التلفزيون الأوكراني:" نحن نفهم  تماما أهمية الحاجة إلى ضمانات أمنية".

وأضاف:" من الواضح جدًا بالنسبة لنا أهمية سيادة هذه الأمة واستقلالها .. جزء من مهمتي الأساسية هنا هو الجلوس والاستماع وتقييم الوضع".

وأكد كيلوج، أن ما سيجمعه خلال زيارته سيتم نقله إلى ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو، لضمان اتخاذ القرار الصحيح بشأن أوكرانيا.