حكم صلاة الجمعة خارج المسجد.. متى تجوز وما ضوابطها وشروطها؟
أجابت دار الإفتاء المصرية على مسألة حكم صلاة الجمعة في مكان خارج المسجد؟ وما هي الشروط التي يجب توافرها لصحتها؟
وقالت دار الإفتاء إن صلاة الجمعة هي فريضة عينية على كل مسلم بالغ عاقل ذكر قادر، ويجب أداؤها في المسجد مع الجماعة، وبينت شروط وضوابط حكم صلاة الجمعة خارج المسجد.
أدلة وجوب صلاة الجمعة في المسجد
استدلة دار الإفتاء على وجوب صلاة الجمعة في المسجد، بقوله تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ" (الجمعة: 9).
كما استدلت بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين" (رواه مسلم).
ضوابط إقامة الجمعة خارج المسجد
أشارت دار الإفتاء إلي اختلاف الفقهاء في جواز إقامة صلاة الجمعة خارج المسجد، سواء في الساحات أو غيرها.
وقالت رأى الجمهور (الحنفية والمالكية والشافعية)، أن صلاة الجمعة لا تصح إلا في المسجد الجامع، ولا يجوز إقامتها في أماكن أخرى إلا في حالات الضرورة القصوى. واستدلوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين لم يقيموا أكثر من جمعة واحدة في البلد الواحد.
فيما أجاز الحنابلة وبعض الفقهاء المعاصرين إقامة الجمعة خارج المسجد في حال وجود حاجة ماسة، مثل ضيق المسجد أو ظروف أمنية تمنع الاجتماع فيه، واستدلوا بأن الجمعة مرتبطة بالاجتماع وليس بالمسجد تحديدًا، مستشهدين بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "قد اجتمعت هذه الصلاة في رحالكم" (رواه البخاري ومسلم).
حالات يجوز فيها إقامة الجمعة خارج المسجد
أكدت دار الإفتاء أن هناك حالات يجوز فيها إقامة الجمعة خارج المسجد، وهى تعذر الوصول إلى المسجد، مثل حالات المرض، أو الظروف الأمنية، أو الكوارث الطبيعية.
عدم اتساع المسجد، لجميع المصلين، فيجوز إقامتها في ساحات واسعة أو قاعات كبيرة.
عدم وجود مسجد جامع، يجوز إقامة الجمعة في أي مكان تتوفر فيه شروطها.
شروط صحة الجمعة خارج المسجد
بينت دار الإفتاء حكم صلاة الجمعة خارج المسجد، وقالت هناك شروط يجب توافرها وهى "تجهيز المكان، بحيث يكون المكان معدًا لاستقبال المصلين، مثل ساحة واسعة أو قاعة مخصصة، واكتمال عدد المصلين لتحقيق شعيرة الجمعة، وإلقاء خطبة الجمعة.
وأكدت أن الأصل أن تؤدى الجمعة في المسجد، ولا يجوز إقامتها خارج المسجد إلا عند الضرورة أو الحاجة.
سنن وآداب يوم الجمعة
أوضحت دار الإفتاءسنن وآداب يوم الجمعة، وقالت يوم الجمعة هو أفضل الأيام عند الله، وقد وردت فيه العديد من السنن والآداب التي يُستحب للمسلم القيام بها، وهى "الاغتسال، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "غُسْلُ يوم الجمعةِ واجبٌ على كلِّ مُحتلِمٍ" (رواه البخاري ومسلم).
حكم صلا الجمعة خارج المسجد
التطيب ولبس أحسن الثياب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من اغتسل يوم الجمعة، وتطهر بما استطاع من طُهر، ثم ادّهن أو مسّ من طيب بيته، ثم خرج، فلم يفرّق بين اثنين، ثم صلى ما كتب له، ثم أنصت إذا تكلم الإمام، غُفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى" (رواه البخاري).
التبكير إلى المسجد، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من اغتسل يوم الجمعة غُسل الجنابة ثم راح، فكأنما قرّب بدنة" (متفق عليه).
قراءة سورة الكهف، قال النبي صلى الله عليه وسلم "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين" (رواه الحاكم والبيهقي).
حكم صلا الجمعة خارج المسجد
الإكثار من الصلاة على النبي، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي" (رواه أبو داود).
الدعاء في ساعة الإجابة، قال النبي صلى الله عليه وسلم "يوم الجمعة فيه ساعةٌ لا يوافقها عبدٌ مسلمٌ، وهو قائمٌ يُصلِّي، يسألُ اللهَ شيئًا، إلا أعطاه إيَّاه" (متفق عليه).
الإنصات للخطبة، قال النبي صلى الله عليه وسلم"إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة: أنصت، والإمام يخطب، فقد لغوت" (متفق عليه).
حكم صلاة الجمعة خارج المسجد
ختمت دار الإفتاء إجابتها في مسألة حكم صلا الجمعة خارج المسجد بأن الأصل في صلاة الجمعة هو أداؤها في المسجد مع الجماعة، ولكن يجوز إقامتها خارج المسجد في حالات الضرورة أو الحاجة، بشرط توافر الشروط اللازمة.
وقالت على المسلم أن يحرص على أداء هذه الفريضة في المسجد قدر المستطاع، طلبًا للكمال والخشوع في العبادة.
