عمدًا أو نسيانًا.. حكم قضاء الصلوات الفائتة وشروط التوبة لتارك الصلاة

الصلاة هي عماد الدين وأهم أركان الإسلام بعد الشهادتين. وفي حال التقصير، سواء بعمد أو نسيان، يفتح الإسلام باب التوبة على مصراعيه ويُوجب قضاء الفوائت كوسيلة لتعويض ما فات. على كل مسلم أن يستغل هذه الفرصة لتجديد العلاقة مع الله سبحانه وتعالى.
كما أن الصلاة هي الركن الأعظم في الإسلام بعد الشهادتين، وهي الصلة بين العبد وربه. ومع ذلك، قد يقع البعض في ترك الصلاة عمدًا أو نسيانًا بسبب غفلة أو ظروف معينة. فهل يجوز قضاء هذه الصلوات؟ وما هو الحكم الشرعي في هذا الأمر؟ في هذا التقرير، نستعرض رأي الشرع كما وضحه الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الجمهورية السابق، مع توضيح أهمية التوبة والقضاء.
حكم قضاء الصلاة الفائتة
أكد المفتي السابق أن قضاء الصلاة المفروضة واجب سواء فاتت بعذر مقبول مثل النوم أو النسيان، أو فاتت عمدًا دون عذر. وأوضح أن القضاء لا يسقط الإثم بشكل كامل، بل يجب أن يصاحبه توبة نصوح وإقلاع عن الذنب.
أهمية أداء الصلاة في وقتها
جعل الله للصلاة أوقاتًا محددة، كما قال تعالى: *﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾* [النساء: 103]. وامتدح المحافظين عليها في أوقاتها فقال سبحانه: *﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾* [المعارج: ١٩-٢٣].
وحذر القرآن الكريم من التهاون فيها، حيث قال تعالى: *﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾* [مريم: 59]، *﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾* [الماعون: 4-5].
حكم قضاء الصلاة بعذر (نسيانًا أو نومًا)
أجمع الفقهاء على وجوب قضاء الصلاة التي فاتت بعذر، استنادًا إلى الحديث الشريف: *"مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، لَا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ"* (رواه البخاري ومسلم). وبين العلماء أن العبد يجب أن يقضي الصلاة في أقرب وقت ممكن دون تأخير إلا لعذر شرعي.
حكم قضاء الصلاة المتروكة عمدًا
فيما يخص الصلاة المتروكة عمدًا، ذكر المفتي أن جمهور العلماء يرون وجوب القضاء مع التوبة الصادقة. وأوضح أن هذا الحكم يعتمد على قاعدة القياس بالأدنى، حيث إذا كان القضاء واجبًا على من ترك الصلاة نسيانًا، فهو أولى وأوجب على من تركها عمدًا.
شروط التوبة عن ترك الصلاة
١.الإقلاع عن الذنب: التوقف عن ترك الصلاة والالتزام بأدائها في وقتها.
٢.التوبة والاستغفار: الإقرار بالذنب والندم على التقصير.
٣.القضاء: أداء جميع الصلوات الفائتة بقدر المستطاع.
كيفية قضاء الصلوات الفائتة
يوصى بتخصيص أوقات يومية لقضاء عدد محدد من الصلوات.
يجب ترتيب القضاء إن أمكن، بأن تقضى الصلاة الفائتة الأولى أولًا ثم التي تليها.
يمكن تقسيم القضاء حسب القدرة، بحيث لا يُثقل على النفس، مع المداومة حتى الانتهاء.