مفتي الجمهورية يحذر من التكفير وآثاره الخطيرة على المجتمع في خطبة الجمعة

ألقى فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، خطبة الجمعة اليوم من مسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور وزير الأوقاف وعدد من الوزراء والمسؤولين.
وتمحورت الخطبة حول التحذير من خطورة التكفير وآثاره المدمرة، مستشهداً بآيات قرآنية وأحاديث نبوية تؤكد ضرورة التوقف عن إصدار الأحكام التكفيرية دون دليل.
واستهل مفتي الجمهورية خطبته بآية الله تعالى: "وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا"، مؤكداً أن المسلم يجب أن يتجنب إلقاء الاتهامات بالكفر أو الفجور دون برهان قاطع.
وأكد الدكتور عياد، أنه لا يجوز للمسلم أن يكفر أخاه أو يصفه بالكفر إلا بناءً على دليل قاطع، ويجب أن يكون الحكم على الشخص مستندًا إلى علم دقيق من خلال العلماء المتخصصين، مع مراعاة أن الجهل أو الخطأ أو الإكراه أو التأويل قد يكونوا موانع تحول دون إصدار حكم التكفير.
آثار التسرع في إصدار الأحكام التكفيرية
وأضاف فضيلته خلال خطبة الجمعة أن خطورة التكفير تكمن في الآثار السلبية التي قد تترتب عليه، وأبرزها:
ـ انتهاك حرمات المسلمين، وهو أمر حذر منه الإسلام بشكل واضح، مستشهداً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في بلَدِكُم هَذَا"، حيث لا يجوز الاعتداء على دم المسلم أو ماله أو عرضه دون حق.
ـ التسرع في إصدار الأحكام على الآخرين، مؤكدا أن هذا يؤدي إلى احتقار الناس والازدراء بهم، وهو ما يتعارض مع مبادئ الدين الإسلامي الذي يدعو إلى احترام الإنسان وكرامته، كما جاء في قوله تعالى: "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ".
ـ الإساءة إلى صورة الإسلام، من خلال عرض الدين بشكل مغلوط، مما يؤدي إلى تشويه صورة الإسلام أمام الآخرين، ويزيد من حالات الغلو والتطرف في بعض الأوساط.
ـ التسبب في الفرقة والاختلاف، وهو ما يؤدي إلى تفرقة المسلمين وزيادة النزاعات بينهم، مما يضعف الأمة الإسلامية ويمنح الفرصة لأعدائها للتمكين من تفرقتها.
مفتي الجمهورية يكد على ضرورة التريث والتمحيص
واستشهد فضيلته في خطبة الجمعة بتصريحات الإمام الأشعري الذي قال: "أشهدوا على أني لا أكفر أحداً من أهل القبلة"، مؤكداً أن التكفير ليس حلاً لأي خلاف بين المسلمين، بل يجب النظر في الخلافات باعتبارها اختلافات في العبارات والمفاهيم، وليس سببًا للطعن في إيمان الآخرين. كما أضاف الإمام الغزالي إلى هذه النقطة في دعوته إلى الحذر من التكفير ومن استباحة الأموال والأنفس.
ضرورة الحفاظ على مقاصد الإسلام
واختتم الدكتور عياد خطبة الجمعة اليوم، بالتأكيد على ضرورة أن نعي خطورة التسرع في إصدار الأحكام التكفيرية، مشدداً على أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى استباحة الأموال والأنفس والأعراض، وهي مقاصد كبرى في الشريعة الإسلامية لا يمكن أن تقوم الحياة بدونها.