عاجل

ما حكم ترك صلاة الجمعة بدون عذر شرعي؟.. دار الإفتاء تجيب

حكم ترك صلاة الجمعة
حكم ترك صلاة الجمعة

صلاة الجمعة فريضة عظيمة، ولها مكانةٌ كبيرة في الدين، ويوم الجمعة من أفضل الأيام التي أشار لها النبي صلى الله عليه وسلم، كما أمر بالتبكير فيها والسعي إليها وتقديمها على كل عمل.

حكم ترك صلاة الجمعة دون عذر

وعن ترك صلاة الجمعة قال مفتي الجمهورية السابق الدكتور شوقي إبراهيم علام: "إن ترك صلاة الجمعة بدون عذر شرعيٍّ من أعظم الذنوب، فهي فريضةٌ عظيمةٌ لها فضلٌ كبيرٌ عند الله عز وجل.  وقد حثّ النبيّ صلى الله عليه وسلمّ على أدائها،  وذكر عواقب تركها.  وإنّ  إهمالها  يدلّ  على  ضعف  الإيمان  وانقطاع  عن  روحانية  الدين.  وعلى  المسلمين  الاجتهاد  في  أدائها  بانتظامٍ،  والبحث  عن  الأسباب  التي  تُعيقهم  عن  ذلك  وإزالتها."  

وأضاف "علام" أنّ العلماء  أجمعوا  على  وجوب  صلاة  الجمعة  على  كلّ  رجلٍ  بالغٍ  عاقلٍ  قادرٍ  على  الحضور،  وأنّ  من  تركها  بدون  عذرٍ  شرعيٍّ  فقد  أخطأ  خطًأً  عظيمًا  يجب  التوبة  منه  والعزم  على  عدم  تكراره.

قد شدَّد الشرع الشريف على مَنْ تخلَّف عن أدائها ممَّن وجبت عليه، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَعَلَيْهِ الْجُمُعَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا مَرِيضٌ أَوْ مُسَافِرٌ أَوِ امْرَأَةٌ أَوْ صَبِيُّ أَوْ مَمْلُوكٌ، فَمَنِ اسْتَغْنَى بِلَهْوٍ أَوْ تِجَارَةٍ اسْتَغْنَى اللَّهُ عَنْهُ، وَاللَّهُ غَنِيُّ حُمَيْدٌ» رواه الدارقطني والبيهقي في "سننيهما".

وروى الإمام مسلم في "صحيحه" من حديث عبد الله بن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ».

وروى أبو داود في "سننه" عن أبي الجعد الضمري رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ».

خطورة ترك صلاة الجمعة بدون عذر شرعي

يُحذّرُ العلماءُ من خطورةِ تركِ صلاةِ الجمعةِ بدونِ عذرٍ  شرعيٍّ،  وأنّه  من  الذنوبِ  العظيمةِ  التي  يجبُ  التوبةُ  منها.  وقد  وصفت  بعضُ  الفتاوى  هذا  التقصيرَ  بأنّه  دليلٌ  على  ضعفِ  الإيمانِ  أو  الاستهانةِ  بأوامرِ  اللهِ  وتعاليمه.

وعلى  من  ترك  صلاة  الجمعة  بدون  عذرٍ  شرعيٍّ  أن  يتوب  إلى  الله  توبةً  نصوحاً،  ويُعزم  على  عدم  تكرار  ذلك. ويجبُ  أن  يكونَ  العذرُ  واقعيًا  ومُبرّرًا  شرعًا ومن الأعذار الشرعية لترك صلاة الجمعة المرض أو السفر،  أو الخوف من الخطر.

التبكير لصلاة الجمعة

وقد حثنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم على التَّبكير إليها، لننال عظيمَ الأجر في الآخرة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» متفقٌ عليه.

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا» أخرجه الإمام الترمذي في "سننه" من حديث أوسِ بن أوسٍ رضي الله عنه.

قال الحافظ العراقي في "طرح التثريب في شرح التقريب" (3/ 171، ط. دار إحياء التراث العربي): [فيه فضل التبكير إلى الجمعة لما دل عليه من اعتناء الملائكة بكتابة السابق وأن الأسبق أكثر ثوابًا لتشبيه المتقدم بمهدي البدنة والذي يليه بمهدي ما هو دونها وهي البقرة] اهـ.

وكما حذَّر مِن تأخير الحضور إلى الجمعة وكذا مِن التَّخلُّفِ عنها بغير عذرٍ؛ فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَعَلَيْهِ الْجُمُعَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ»، إلى أنْ قال: «فَمَنِ اسْتَغْنَى بِلَهْوٍ أَوْ تِجَارَةٍ اسْتَغْنَى اللهُ عَنْهُ، وَاللهُ غَنِيُّ حُمَيْدٌ.. الحديث» أخرجه الإمامان: الدارقطني والبيهقي في "السنن".

وعن أَبي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا، طَبَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِهِ» أخرجه الأئمة: أبو داود والدارمي في "السنن"، وابن خزيمة وابن حبان في "الصحيح"، والحاكم في "المستدرك"

تم نسخ الرابط