حكم اعتكاف المرأة في المنزل.. الأزهر يجيب

مع اقتراب شهر رمضان الكريم وسباق الجميع للنيل من بركاته والتزود من أعمال الخير .. تتزايد الأسئلة حول حكم الشرع في بعض هذه الأعمال .. ومن هذه الأسئلة حكم اعتكاف المرأة في المنزل، هل يجوز أم أنه لا يصح إلا في المسجد؟.

دار الإفتاء المصرية أوضحت أن الاعتكاف لا يصح إلا في المسجد، سواء للرجل أو المرأة، مستندة إلى قوله تعالى:" وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ". (البقرة: 187).

وأشارت إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه وصحابته لم يعتكفوا في البيوت، بل كان الاعتكاف دائمًا في المساجد، حيث ورد في صحيح البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أراد الاعتكاف، وجد أن بعض زوجاته أقمن خيامًا في المسجد، فقال:" آلبر تقولون بهن؟!" ثم انصرف، فلم يعتكف حتى اعتكف عشرًا من شوال».

آراء الفقهاء حول اعتكاف المرأة

أشارت دار الإفتاء المصرية إلي أن المذاهب الفقهية، ومنها المالكية، الشافعية، والحنابلة، اتفقت على أن الاعتكاف لا يصح إلا في المسجد، سواء للرجل أو المرأة.

استدل جمهور العلماء على حكم اعتكاف المرأة في المسجد بنص القرآن الكريم الذي قرن الاعتكاف بالمساجد، مما يدل على أنه لا يكون إلا فيها.

بالإضافة إلى عدم وجود دليل شرعي على اعتكاف النساء في البيوت، ولو كان جائزًا لفعله النبي صلى الله عليه وسلم أو أقره لزوجاته.

وقول الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنه، عندما سُئل عن امرأة نذرت الاعتكاف في مسجد بيتها، فقال:" لا يصلح، لتعتكف في المسجد" (رواه الأثرم).

متى يجوز للمرأة الاعتكاف في بيتها

على الجانب الآخر، قالت دار الإفتاء ذهب الحنفية إلى جواز اعتكاف المرأة في بيتها، بشرط أن يكون ذلك في مكان مخصص للصلاة داخل المنزل، معتبرين أن ذلك أستر لها. ومع ذلك، فإن هذا الرأي ليس هو المعتمد في الفتوى عند جمهور العلماء.

يرى العلماء أن الاعتكاف عبادة مرتبطة بالصلاة، ومن شروطها أن تكون في المسجد، حيث لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف في غيره.

البديل لمن لا تستطيع الاعتكاف

أشارت دار الإفتاء إلي أنه بالنظر إلى أن الاعتكاف في المنزل لا يُعد اعتكافًا شرعيًا، فإنه يمكن للمرأة التي لا تستطيع الذهاب إلى المسجد أن تجتهد في الطاعات داخل بيتها، مثل "الإكثار من الصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء والتسبيح وقيام الليل والاجتهاد في العبادات، وبذلك، يمكنها تحقيق روح الاعتكاف عبر التفرغ للعبادة، حتى وإن لم يكن اعتكافًا شرعيًا بالمفهوم الفقهي.