بين الترعة والعشة.. خطر سير جريمة هزت الخزندارية بسوهاج وكيف توصلت الشرطة

في قرية هادئة تقع شرقي مجرى نهر النيل بطهطا في محافظة سوهاج، لم يتخيل أحد أن مشهداً مأساوياً سيقلب السكينة إلى صدمة لا تُنسى، البلاغ كان بسيطاً في بدايته، حيث الطفل مالك أشرف رشاد، في سنواته الأولى، اختفى دون أثر من أمام منزل أسرته بناحية قرية الخزندارية شرق، وبدأت الأسرة رحلة البحث، وانضم إليهم الجموع من الجيران والأقارب، يملأهم الأمل في العثور عليه سالماً.
رعب بعد العثور على جثته في مكان مهجور
لكن الأمل انقلب رعباً بعد يومين فقط، حيث عثر على جثة مالك وُجدت ملقاة داخل عشة مهجورة خلف منزله، جسده مغطى بالطين، وعليه آثار اعتداء واضحة عبارة عن جروح وكدمات وسحجات متفرقة بالجسد، كان الصمت يطبق على المكان، وكأن القرية بأكملها توقفت عن التنفس.
انتقلت الأجهزة الأمنية على الفور إلى مكان البلاغ، وتولى فريق بحث مكثف بإشراف اللواء محمود طه مدير مباحث المديرية كشف ملابسات الجريمة.
المشتبه في ارتكابهم الجريمة لم يكونوا من الغرباء، بل من سكان المنطقة نفسها، يتحركون بين الناس بثقة، أحدهما شارك في البحث عن الط، وذرف دموع التماسيح أمام أسرته، والآخر كان يراقب الوضع بصمت من بعيد.
خطة خبيثة لتنفيذ الجريمة
تبين أن الجريمة بدأت بخطة خبيثة لابتزاز أسرة مالك مقابل فدية مالية، تم استدراجه إلى مكان مهجور بعيد عن أعين المارة، وأُخفي هناك لساعات، فيما ظل أحد الجناة يراقب الوضع ويحاول دفع الأسرة للبحث في الاتجاه الخاطئ.
لكن الخطة انهارت بعد فشل محاولاتهم في الحصول على المال من أسرة مالك، عندها قرر الجناة التخلص من الطفل، فقتلوه بدم بارد، ثم نقلوا جثته في جنح الليل إلى العشة المهجورة، محاولين طمس معالم الجريمة.
كشف غموض الواقعة
وكشفت الأجهزة الأمنية بسوهاج غموض العثور على طفل في العقد الأول من العمر مقتولا في عشة مهجورة ، بنزلة الهريف بناحية قرية الخزندارية شرق دائرة مركز شرطة طهطا شمالي المحافظة.
وتوصلت جهود فريق البحث بعد حوالي أسبوع إلى أن وراء ارتكاب الجريمة البشعة طفلان في العقد الثاني من العمر يقيمان بذات الناحية وأنهما أقدما على تنفيذ مخططهما بدافع طلب فدية مالية من والد ابضحية، وأن أحد المتهمين أخفى الطفل على حافة الترعة بذات الناحية "مكان بعيد عن المارة" وظل معه لعدم تمكنه من الهروب، وظل الآخر يبحث مع أسرة المجني عليه عن؛ في محاولة منه لإعادة الشبهة عنه، وعند فشلهما في الحصول على مبلغ الفدية من أسرة الطفل المختطف أنهيا حياته، وفي ساعة متأخرة من الليل نقلا جثة المجني عليه في عشة مهجورة خلف مسكن أسرته.
وتمكنت قوات الشرطة بمركز شرطة طهطا من ضبط المتهمين، وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة، ومثلا الجريمة البشعة.
تعود تفاصيل الواقعة بتلقي اللواء صبري صالح عزب، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج إخطارًا من مركز شرطة طهطا بورود بلاغًا بتغيب الطفل مالك أشرف رشاد في العقد الأول من العمر ويقيم نزلة الهريدي بناحية قرية الخزندارية شرق دائرة المركز عن منزل أسرته.
وفي وقت لاحق وبعد يومين من واقعة تغيب الطفل المذكور تم العثور عليه مقتولا في عشة مهجورة بذات الناحية "خلف مسكن أسرته"، وبه جروح وكدمات وسحجات متفرقة بالجسد، وملطخ جسده بالطين، انتقل إلى مكان الواقعة مأمور وضباط مركز شرطة طهطا، وتم إخطار النيابة العامة التي أمرت بنقل الجثة لمشرحة مستشفى طهطا العام.