البرميل الذي بلع البراءة.. جزار يقتل ابنه ويخفي جثته انتقامًا من طليقته بسوهاج

في إحدى قرى محافظة سوهاج الهادئة، وبين جدران منزل ريفي بقرية "الإخيضر"، انكشفت واحدة من أبشع الجرائم التي أصبحت حديث الجميع، جريمة لا ترتكبها إلا يد تجردت من كل معاني الأبوة والإنسانية.
ففي نوفمبر من عام 2023، توجهت "عائشة"، سيدة في أواخر الثلاثينات، إلى مركز شرطة المراغة بوجه شاحب وعينين تغرقهما الدموع، تبلغ عن اختفاء ابنها "عبدالمعز" ابن العشر سنوات، والذي لم يعد إلى المنزل، وكانت الأم منفصلة عن والده، "بخيت"، تاجر المواشي المعروف في القرية، ولديها حكم قضائي بحضانة الطفلين، عبدالمعز وأخيه إبراهيم.

بدأ ضباط المباحث تحرياتهم، لكن شيئاً ما لم يكن طبيعياً، فالطفل لم يترك أثراً، ولم يشاهده أحدًا يغادر المنطقة، فوجّهت الشكوك نحو الأب، بخيت، الذي لم يكن يخفي رغبته في ضم طفليه إليه بالقوة بعد انفصاله عن زوجته.
وبالفعل، وبعد مواجهة الأب بما توصلت إليه التحريات اعترف بجريمته، وقال إنه في إحدى ليالي نوفمبر، جاء إليه عبدالمعز خلسة، دون علم والدته، وظل معه عدة أيام، وحاول إقناعه بالبقاء، لكن الطفل رفض بإصرار، وطلب العودة إلى أمه، لحظة من الغضب أعمته، فانهال عليه بالضرب حتى فقد وعيه، ثم كتم أنفاسه بيديه، وأنهى حياته ببرود لا يعرف الرحمة ولا الإنسانية.
أسقط جثة ابنه الصغير
الجريمة البشعة لم تتوقف عند حد القتل، بل تجاوزتها إلى محاولة الإخفاء، حيث حفر بخيت حفرة داخل المنزل، وضع فيها برميلًا بلاستيكيًا كبيرًا، وأسقط فيه جثة ابنه الصغير، وغطاه بطبقة من التراب، ثم صب الخرسانة فوقه حتى امتلأ البرميل، وساوى الأرض ليبدو المكان كما كان، وبعدها سافر إلى الإسكندرية، مدعيًا البحث عن عمل، حتى عاد قبل رمضان وكأن شيئاً لم يكن.
وعند استجوابه، أرشد عن مكان الجثة، وتم استخراجها في حالة تحلل، ونقلها إلى المشرحة، وبعد تحقيقات النيابة، أحيلت القضية إلى محكمة الجنايات، التي لم تتردد في إصدار حكمها بإعدام المتهم، جزاءً لما اقترفته يداه من جريمة هزت القلوب، ودفنت البراءة في برميل من الخرسانة.
وقضت محكمة استئناف سوهاج، اليوم السبت، بإحالة أوراق تاجر مواشي إلى فضيلة مفتي الجمهورية لأخذ رأيه في إعدامه شنقًا، في اتهامه بقتل ابنه ودفنه داخل برميل ووضع خرسانة عليه في باطن الأرض بمنزله، بقرية الإخيضر دائرة مركز شرطة المراغة.