عاجل

باكستان: رئيس الوزراء أكد لروبيو عزم باكستان على الدفاع عن سيادتها

الهند وباكستان
الهند وباكستان

قالت حكومة باكستان ، اليوم الخميس، أن رئيس الوزراء شريف شهباز أكد باتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عزم باكستان على الدفاع عن "سيادتها وسلامة أراضيها" .

ولفتت الحكومة الباكستانية، أن روبيو أكد في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء على ضرورة تعاون باكستان والهند بشكل وثيق لتهدئة الوضع.

وأكدت حكومة باكستان، أن ملتزمون بحماية أرواح المدنيين والوئام الإقليمي، مضيفة أن هناك عدة طائرات هندية مسيرة انتهكت المجال الجوي الباكستاني.

وتشتعل الحدود بين الهند وباكستان مجددًا على خلفية الهجوم الدامي في كشمير، وتبرز ملامح أزمة تتجاوز أبعادها الإقليمية لتتداخل مع خرائط التنافس الجيوسياسي العالمي، إذ باتت كشمير اليوم ساحة اختبار لتعقيدات العلاقة الثلاثية بين نيودلهي وواشنطن من جهة، وإسلام آباد وبكين من جهة أخرى، فبينما تتبادل القوتان النوويتان الضربات المحدودة، ويتصاعد القصف وتسقط الطائرات، تلوح في الأفق ملامح تصعيد محسوب تحت مظلة الردع النووي، وسط صمت أمريكي لافت، وقلق دولي متصاعد، وتحذيرات من تحول الأزمة إلى صراع استنزاف طويل.

وبينما تسعى الهند لتثبيت موقعها في تحالفات المحيطين الهندي والهادي، وتوظف قوتها الاقتصادية والعسكرية لردع خصومها، تتمسك باكستان بعلاقتها الاستراتيجية مع الصين كورقة توازن أمام تمدد الهند الإقليمي، لتتشكل بذلك ملامح صراع تتشابك فيه المصالح النووية، والتوازنات الاستراتيجية، والخطوط الحمراء التي لا تزال حتى اللحظة تحت السيطرة.

وفى هذا السياق، قال اللواء الدكتور الأردنى، صالح لافي المعايطة، لـ"نيوز رووم"، إن أزمة باكستان والهند لم تعد محصوره في نطاقها الإقليمي بل تشابكت مع التنافس الاستراتيجي والجيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين من خلال الحقائق والمعطيات منها أن الهند ترتبط بعلاقات وتعاون اقتصادي وعسكري وأمني مع الولايات المتحدة على امتداد منطقة المحيطين الهندي والهادي، ففي عام 2016 وقعت الهند مذكرة تفاهم للتبادل اللوجستي مع الولايات المتحدة والتي تتيح للجيش الأمريكي استخدام المنشآت العسكرية الهندية.

علاقة باكستان بالصين

وأضاف أن باكستان ترتبط بعلاقات استراتيجية مع الصين، حيث تعتبر باكستان ركيزة أساسية في استراتيجية الصين الإقليمية والدولية من خلال مبادرة الحزام والطريق والممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني Cpec الذي تم توقيعه عام 2015.

وأكد أن الصين ترى أن لها مصلحة في إشغال الهند عند حدودها ومنع توسعها في منطقة الباسفيك.

سيناريوهات الازمة

وأشار لافى إلى أن هناك سيناريوهان لهذه الأزمة، وهى حرب استنزاف وتوتر دائم، أو تصعيد عسكري يؤدي إلى تهدئة. 

الأسلحة النووية:

قال دكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن باكستان والهند يمتلكون أسلحة نووية منذ عام 1998، وهذا يمنعهم من دخول أى حرب نووية، لكن كانت تحدث من الحين للآخر اشتباكات، وعادت التوترات مجددا فى إقليم كشمير، الإقليم المتنازع عليه، في سلسلة من الاشتباكات الحدودية المحدودة، بعد هجوم إرهابي استهدف سائحين هندوس في المنطقة.

وأضاف أن كشمير تريد أن تستقل وتقوم بضرب الهند لتتخلى عنها الهند، كشمير أرض محتله جزء منها يتبع باكستان وجزء يتبع الهند وجزء بيد الصين، الصين وضعها مستقر، مشكلة كلها تكمن فى كاشمير الهندية، كل حين تظهر حركات فى كاشمير تقوم بعمليات كالعملية الأخيرة التى ضربت السائحين الهندوس فى كاشمير، والحكومة الهندية تتهم دائما الحكومة الباكستانية بأنها تدعم هذه الحركات الارهابية، وكل فترة يحدث اشتباكات بينهم على الحدود وينتهى.

تصعيد محسوب

وأكد صادق، أن أمريكا لم تبد أى اهتمام ولم ترسل وزير خارجيتها لأنهم يعلمون أن هذه المشاكل تثار من الحين للآخر ويصدر تصريحات عسكرية، وأن كل نظام يريد أن يظهر أمام شعبه، فيقوم بعمليات محددة، لم يقوموا بضرب الجيوش لم يتم ضرب نودلهى أو ضرب لاهور أو إسلام أباد، لكن كل ما يتم ضربه أماكن معينة على الحدود.

وقال أستاذ علم الاجتماع: "هذه المرة، الهند تصرح بغلق الماء وهذا موضوع صعب لكن هناك وساطات ستدخل وتحاول تهدئة الأوضاع، والوضع لن يتصعد عن هذا، وإذا تصعد سيتصعد بأسلحة تقليدية، ولم يدخله سلاح نووى على الإطلاق".

وأكد أنه من المفترض أن الهند ثالث اقتصاد فى العالم، فأى ارتباك فى الأوضاع والدخول فى مشكلات الحرب يؤثر على النمو الاقتصادى للهند.

التأثيرات السياسية:

وأضاف أنه لا يوجد حدث ضخم حتى الآن ليؤثر على دول أخرى، "باكستان أغلقت مجالها الجوى يومين يمكن أن تخسر السياحة والأعمال بين الدول لمدة يومين.. ليست كارثة.. لا توجد توقعات أن الحدث يصل إلى خسائر ضخمة".

وأكد الهند ضربت 9 مواقع فى كاشمير وليست فى باكستان، مواقع أو معسكرات إرهابيين ولم يضربوا الجيش الباكستانى، الضربات محددة.

ردود الفعل الدولية

وتابع: "العالم متعاطف مع الهند أول من تحدث مع رئيس وزراء الهند "مودى" بعد الهجوم الإرهابي كان الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولم يتصل بباكستان، دائما ينظر لباكستان أنها دولة متطرفة، خرج منها طالبان، وقتل فيها أسامة بن لادن" 

وأضاف أن أغلب الدول العربية علاقتها الاقتصادية مع الهند أقوى من باكستان، بينهم تجارة والهنود رقم واحد فى العالم فى تحويلات الأموال للهند ،العمالة رقم واحد فوق الـ100 مليارأو أكثر، فلا يوجد تعاطف مع باكستان مقارنة بالهند 

وقال: "الحكومات متعاطفة مع الهند والجماعات متعاطفة مع باكستان "

وتبادلت الهند وباكستان القصف المدفعي العنيف فجر الأربعاء، في تصعيد خطير أسفر عن سقوط 38 قتيلاً على الأقل، بينهم 26 في الجانب الباكستاني و12 في الهندي، في أخطر مواجهة عسكرية بين القوتين النوويتين منذ نحو عقدين.

ويأتي التصعيد بعد هجوم دامٍ وقع في 22 أبريل في كشمير الهندية وأودى بحياة 26 شخصاً، ما فاقم التوترات بين البلدين اللذين يخوضان نزاعًا طويلًا على إقليم كشمير منذ تقسيم الهند في 1947.

وبحسب وزارة الدفاع الهندية، شنت القوات المسلحة ضربات جوية وصفتها بأنها "دقيقة" استهدفت تسعة معسكرات لـ"جماعات إرهابية" في الجانب الباكستاني، مؤكدة أنها اختيرت بعناية لتفادي وقوع خسائر في صفوف المدنيين.

من جهتها، نفت باكستان أي علاقة لها بهجوم باهالغام، واتهمت نيودلهي بتنفيذ "اعتداء غير مبرر"، أسفر عن مقتل 26 مدنياً وإصابة 46 آخرين، إضافة إلى أضرار لحقت بسد "نيلوم-جيلوم" لتوليد الطاقة، وفق المتحدث باسم الجيش الباكستاني اللواء أحمد شودري.

تم نسخ الرابط