رانيا جول: تثبيت الفائدة الأمريكية نقطة تحول في الأسواق العالمية

في خطوة وصفت بالمفصلية، أكدّت الخبيرة الاقتصادية رانيا جول أن قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتثبيت أسعار الفائدة يمثل نقطة تحول مؤثرة في مسار الأسواق العالمية، وعلى رأسها سوقا الذهب والدولار، مشيرة إلى أن أهمية القرار لا تكمن فقط في تثبيت الفائدة ذاتها، بل في اللهجة التي حملها خطاب رئيس الفيدرالي، "جيروم باول"، والتي تحمل إشارات حذرة وترقبًا لمسار الاقتصاد العالمي.

تثبيت الفائدة يدعم الدولار 

وفي تصريحات أدلت بها عبر برنامج "أرقام وأسواق" المذاع على قناة أزهري، أوضحت جول أن تثبيت الفائدة الأمريكية من شأنه أن يمنح الدولار دفعة إيجابية على المدى القريب، مما يعزز مكانته أمام العملات الرئيسية الأخرى، لكنها حذّرت في الوقت ذاته من أن هذه القوة قد تمثل ضغطًا على بعض الأصول الأخرى، لا سيما الأصول ذات العوائد المنخفضة، التي قد تفقد جاذبيتها مع ارتفاع العائد على الدولار.

وأشارت إلى أن الأسواق تترقب أيضًا إشارات من الفيدرالي حول توجهاته المستقبلية، وهو ما يجعل المستثمرين أكثر حساسية لأي تغييرات في الخطاب الرسمي، خاصة فيما يتعلق بمخاوف التضخم والنمو الاقتصادي.

الذهب يحتفظ بجاذبيته 

وفيما يخص سوق الذهب، أكدت جول أن المعدن الأصفر لا يزال يحتفظ بجاذبيته كملاذ آمن، رغم الضغوط التي قد يتعرض لها على المدى القصير بفعل قوة الدولار، فضًلا عن أن حالة التوترات التجارية العالمية وعدم اليقين الجيوسياسي تساهم في تعزيز الطلب على الذهب، إذ أنه يبقى خيارًا استثماريًا مفضلًا لدى الكثير من المؤسسات والمستثمرين الباحثين عن التحوط من المخاطر.

وتوقعت جول أن تعاود أسعار الذهب مسارها الصاعد خلال النصف الثاني من العام الجاري، مستفيدة من تراجع شهية المخاطرة لدى المستثمرين وزيادة الطلب المؤسسي، لتتراوح الأسعار بين 3400 و3700 دولار للأوقية. وأضافت أن هذه التوقعات تستند إلى استمرار الضبابية في المشهد الاقتصادي العالمي، مما يدفع المستثمرين للبحث عن أصول آمنة ومستقرة.

رسائل الفيدرالي

وشددت على أن الأسواق لا تركز فقط على القرار المتخذ، بل على الرسائل الضمنية في تصريحات رئيس الفيدرالي، جيروم باول، معتبرًا أن نبرة الخطاب تعطي مؤشرات للمستثمرين حول التوجهات المستقبلية للسياسة النقدية الأمريكية، سواء نحو الاستمرار في التشديد أو الميل للتيسير.