عاجل

الهند - باكستان

«125 مليون في أسبوع» خسائر سيناريو الحرب النووية بين الهند وباكستان

الهند وباكستان: سيناريو
الهند وباكستان: سيناريو الحرب النووية المفترضة

في خضم التصاعد العسكري بين الهند وباكستان، يثير قلق العالم التصارع بين قوتين نوويتين قد يتم إنزلاقهما إلى حرب نووية مدمرة عند نقطة ما في هذا التصعيد الذي يصفه الخبراء العسكريين بأنه “خطير”. 

والواقع، بأن هذا التفكير منطقي في ظل امتلاك البلدين بالمجمل ما يقرب من 400 رأسًا نوويًا قادرة على تدمير كم هائل من البشر ومحو المدن الكبرى من الوجود. 

 

الهند وباكستان: سيناريو الحرب النووية المفترضة  

في عام 2019، نشرت دورية "نشرة علماء الذرة" (The Bulletin of the Atomic Scientists) ورقة بحثية تضمنت سيناريو افتراضيًا يحاكي احتمالية اندلاع صراع نووي شامل بين الهند وباكستان في عام 2025. ورغم الطابع النظري لهذا السيناريو، إلا أنه يستند إلى معطيات واقعية تعكس هشاشة منظومة الردع النووي في جنوب آسيا، خاصة في ظل التوترات المزمنة بين البلدين الجارين وغياب آليات فعالة لضبط التصعيد.

يفتتح السيناريو الافتراضي بهجوم "إرهابي" يستهدف البرلمان الهندي، يؤدي إلى اغتيال عدد من القادة السياسيين البارزين، ما يُحدث هزة عنيفة في البنية السياسية والمؤسسية للهند. 

<span style=
الهند وباكستان: سيناريو الحرب النووية المفترضة  

وفي ظل هذا الاضطراب، تتولى المؤسسة العسكرية الهندية زمام المبادرة وتتخذ قرارًا بالرد الميداني الحاسم، فتشن هجومًا بريًا باستخدام الدبابات على الأراضي الباكستانية، وخصوصًا في إقليم كشمير المتنازع عليه.

هذا الهجوم المفاجئ يُربك القيادة العسكرية الباكستانية التي تدرك أنها تواجه اختلالًا واضحًا في ميزان القوى التقليدية لصالح الهند. وإزاء غياب خيارات دفاعية تقليدية فعالة، تلجأ باكستان إلى تفعيل عقيدتها النووية القائمة على "الردع من خلال الاستخدام الأول"، وتقرر استخدام أسلحة نووية تكتيكية كخيار دفاعي عاجل لكبح التقدم الهندي.

 

الأسبوع الأول من الحرب النووية 

في اليوم الأول من اندلاع الحرب النووية المفترضة، تستخدم باكستان عشرة رؤوس نووية تكتيكية تبلغ قوة كل منها نحو 5 كيلوطن (أي ما يعادل أقل من نصف قوة قنبلة هيروشيما)، وتوجهها نحو تجمعات مدرعة هندية داخل كشمير. وتفجر هذه القنابل على ارتفاع منخفض، في محاولة للحد من الأضرار الجانبية والتركيز على الأهداف العسكرية بشكل مباشر.

في اليوم الثاني، وبعد تنفيذ باكستان لـ15 ضربة تكتيكية إضافية، تتخلى الهند عن سياسة التريث وتفعل عقيدتها النووية القائمة على "الرد الانتقامي الموثوق"، فتوجه 20 ضربة نووية استراتيجية باستخدام رؤوس نووية ذات قدرة تدميرية أكبر، بهدف شل القدرات العسكرية الباكستانية بالكامل. 

وتشمل هذه الضربات أهدافًا حيوية مثل مدينة بهاولبور، التي تعد مقرًا رئيسيًا للقوات الباكستانية، إضافة إلى المطارات والمخازن النووية.

<span style=
الهند وباكستان: سيناريو الحرب النووية المفترضة  

ويُبرز هذا التصعيد الفرق الجوهري بين الأسلحة النووية الاستراتيجية والتكتيكية؛ فبينما تُستخدم الأسلحة النووية الاستراتيجية لتوجيه ضربات شاملة تستهدف مدنًا كبرى أو منشآت حيوية بهدف إحداث شلل كامل، تُستخدم الأسلحة التكتيكية لتحقيق أهداف محدودة في ميدان المعركة، كالقضاء على تشكيلات عسكرية أو تحصينات ميدانية.

في اليوم الثالث من الحرب، تدخل المواجهة مرحلة حرجة من التصعيد النووي؛ إذ ترد باكستان بإطلاق 30 صاروخًا نوويًا استراتيجيًا، يُوجه 20 منها نحو مدن هندية كبرى، بينما تستهدف العشرة المتبقية منشآت عسكرية في مناطق حضرية. وإلى جانب ذلك، تطلق 15 رأسًا نوويًا تكتيكيًا إضافيًا على القوات الهندية المتقدمة. 

وفي ذروة هذه المرحلة، تُنفذ الهند هجومًا نوويًا جويًا جديدًا يستهدف 10 مواقع باكستانية حيوية تضم قواعد جوية وبحرية وعسكرية، جميعها تقع ضمن مناطق آهلة بالسكان.

 

125 ضحية بشرية 

عند هذه النقطة، يصبح التصعيد غير قابل للسيطرة، إذ يعم الغضب والذعر والفوضى في كلا الجانبين. وخلال الأيام الثلاثة التالية، تطلق باكستان ما تبقى من ترسانتها النووية الاستراتيجية، والتي تُقدر بـ120 رأسًا نوويًا، لتدمير المدن الهندية الكبرى، بينما ترد الهند باستخدام 70 سلاحًا نوويًا، وتحتفظ بـ100 رأس نووي في ترسانتها لردع أي تهديد محتمل من قبل الصين.

تُقدّر الدراسة أن هذا التسلسل التصعيدي الكارثي قد يُسفر عن مقتل ما بين 50 إلى 125 مليون إنسان في غضون الأسبوع الأول فقط، حسب قوة الأسلحة المستخدمة. كما سيؤدي إلى دمار هائل للمدن الكبرى في البلدين، وتحويلها إلى أماكن غير صالحة للسكن، مع انهيار شبه كامل للبنية التحتية.

في هذا السياق، تشير الورقة البحثية إلى أن حرائق المدن الناتجة عن التفجيرات النووية ستُطلق ما بين 16 إلى 36 مليون طن من الكربون الأسود في الغلاف الجوي. 

<span style=
الهند وباكستان: سيناريو الحرب النووية المفترضة  

وسيرتفع هذا "السخام" إلى طبقة الستراتوسفير، ما يؤدي إلى حجب أشعة الشمس، وانخفاض شديد في درجات الحرارة العالمية. وقد يُسفر هذا التغير عن ظاهرة "الشتاء النووي"، التي تقصر مواسم الزراعة، وتقلل من معدلات هطول الأمطار، مسببة أزمة غذائية عالمية تؤدي إلى مجاعات حتى في دول لا علاقة لها مباشرة بالصراع.

ورغم أن هذا السيناريو يظل افتراضيًا ويُعتبر احتمال وقوعه ضئيلًا، إلا أن مجرد وجوده يُثير قلقًا بالغًا على المستوى الدولي. فالهند وباكستان خاضتا أربع حروب تقليدية (أعوام 1947، 1965، 1971، و1999)، بالإضافة إلى مناوشات حدودية متكررة خلفت مئات القتلى، مما يعزز من احتمالية تكرار السيناريو، ولو بجزء منه، في ظل أي تصعيد مفاجئ أو خطأ في الحسابات. 

وفي حال سيطر الغضب أو التعصب القومي على قادة الدولتين، فإن لحظة اتخاذ القرار قد تأتي سريعًا، وحينها لن يكون هناك مجال لإيقاف الزمن أو التراجع عن الكارثة.

تم نسخ الرابط