«حرب واسعة النطاق».. تركيا تدين الهجوم الهندي على باكستان

أعربت وزارة الخارجية التركية عن قلقها العميق بشأن التطورات الأخيرة بين الهند وباكستان، مشيرة إلى أن الهجمات الصاروخية التي نفذتها الهند مساء أمس الثلاثاء تشكل خطرا جسيما بإشعال حرب واسعة النطاق.
وأدانت الوزارة الهجوم الهندي الليلي (6 مايو) ، قائلة إنه يشكل خطر اندلاع حرب واسعة النطاق، ونددت أنقرة بشدة بالأعمال الاستفزازية والاعتداءات التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية.
وقالت الوزارة في بيان رسمي اليوم الأربعاء: "ندين مثل هذه الأعمال والهجمات الاستفزازية التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية".
كما أعرب البيان عن دعمه لدعوة باكستان لإجراء تحقيق في الهجوم الإرهابي الذي وقع في 22 أبريل.
وتراقب تركيا عن كثب التطورات الأخيرة بين باكستان والهند بقلق ، حسبما أفاد مراسل APA في اسطنبول ، نقلا عن تصريح وزير خارجية جمهورية تركيا.
وقتل ما لا يقل عن 26 شخصا وأصيب عشرات آخرون في أعقاب ضربات صاروخية شنتها الهند داخل الأراضي الباكستانية، وفقا لمتحدث باسم الجيش الباكستاني.
ودعا البيان الطرفين إلى ممارسة ضبط النفس وتجنب الخطوات أحادية الجانب.
وتأمل تركيا في أن يتم اتخاذ التدابير اللازمة على الفور لتهدئة التوترات في المنطقة، وإنشاء آليات - بما في ذلك التعاون في مكافحة الإرهاب - لمنع تكرار حوادث مماثلة.
كما أعرب البيان عن كامل دعمه مطلب باكستان بإجراء تحقيق في الهجوم الإرهابي الذي وقع في 22 أبريل .
وفي هذا السياق، تفاعل قادة العالم منذ فجر اليوم الأربعاء مع التصاعد العسكري بين الهند وباكستان في أعقاب شن نيو دلهي، عملية عسكرية جديدة تحمل اسم "عملية سندور"، استهدفت من خلالها عدة مواقع داخل الأراضي الباكستانية وفي الجزء الخاضع لإدارة باكستان من إقليم كشمير.
وتزعم الحكومة الهندية أن هذه المواقع تُستخدم كمراكز تدريب لجماعات تصفها بـ"الإرهابية". فيما جاء الرد الباكستاني سريعًا، إذ أعلنت القوات المسلحة في إسلام آباد عن شن هجمات مضادة استهدفت مواقع عسكرية هندية، كما أكدت إسقاط عدة طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الهندي، ووصفت الضربات الهندية بأنها "عمل حربي كامل".
قادة العالم يتفاعلون مع الأحداث
وبحسب مصادر رسمية، قُتل خلال هذا التصعيد ما لا يقل عن 26 شخصًا داخل باكستان، بالإضافة إلى 10 قتلى في الجزء الخاضع للسيطرة الهندية من كشمير، ما يثير المخاوف من انزلاق البلدين النوويين إلى مواجهة شاملة.
فيما يلي أبرز ردود الفعل الدولية على هذا التصعيد:
مصر
تُتابع مصر بقلق بالغ التطورات الراهنة بين جمهورية الهند وجمهورية باكستان، والتي شهدت أمس تبادل القصف مما أسفر عن وقوع عدد من الضحايا والمصابين، وتؤكد علي أهمية بذل كافة المساعي لتحقيق التهدئة ونزع فتيل الأزمة، تفادياً لانزلاق المنطقة إلي مزيد من التطور والتصعيد.
كما تدعو جمهورية مصر العربية الهند وباكستان إلى ممارسة أعلى درجات ضبط النفس، وإعلاء لغة الحوار عبر القنوات الدبلوماسية، وتؤكد علي أهمية اللجوء إلى الحلول السلمية بما يحقق تطلعات وآمال الشعبين الصديقين في تحقيق الهدوء والاستقرار.
الولايات المتحدة الأمريكية
من جهته، علق الرئيس الأمريكي على الأحداث بالقول: “إنه لأمر مؤسف. سمعت للتو عن ذلك. أعتقد أن الناس كانوا يعلمون أن شيئًا ما سيحدث بناءً على بعض أحداث الماضي. إنهم يقاتلون منذ زمن طويل. إنهم يقاتلون منذ عقود طويلة. آمل أن ينتهي هذا الأمر بسرعة كبيرة”.
وأشار ترامب إلى الطبيعة الممتدة للصراع بين البلدين، معربًا عن أمله في احتواء الموقف قبل أن يتدهور أكثر.
وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو
كما أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانًا أكدت فيه أنها تراقب الوضع عن كثب. ومن جهته، نشر روبيو تغريدة على حسابه في منصة X قال فيها: “أتابع الوضع بين الهند وباكستان عن كثب. وأؤيد تصريحات الرئيس الأمريكي @POTUS في وقت سابق اليوم، آملاً أن ينتهي هذا الوضع سريعاً، وسأواصل العمل مع القيادتين الهندية والباكستانية للتوصل إلى حل سلمي”.
الأمم المتحدة
أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان رسمي، عن قلق بالغ إزاء العمليات العسكرية عبر خط السيطرة، مشددًا على ضرورة تفادي المزيد من التصعيد.
وقال: “يشعر الأمين العام بقلق بالغ إزاء العمليات العسكرية الهندية عبر خط السيطرة والحدود الدولية. ويدعو كلا البلدين إلى أقصى درجات ضبط النفس العسكري”. وأضاف: “لا يمكن للعالم أن يتحمل مواجهة عسكرية بين الهند وباكستان”.
فرنسا
دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، في مقابلة تلفزيونية أجراها مع قناة TF1، إلى تهدئة الأوضاع، قائلاً:
“نحن نتفهم رغبة الهند في حماية نفسها من آفة الإرهاب، لكننا ندعو الهند وباكستان إلى ضبط النفس لتجنب التصعيد، وبالطبع لحماية المدنيين”.
واعتبر بارو، أن استمرار التوتر بهذا الشكل يمثل أسوأ موجة عنف تشهدها المنطقة منذ أكثر من عقدين، الأمر الذي يتطلب تدخلًا دبلوماسيًا عاجلًا.
اليابان
وأدانت اليابان الهجوم الذي وقع في كشمير بتاريخ 22 أبريل، واعتبرته عملاً إرهابيًا مدانًا بشدة. وفي بيان رسمي، قال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيماسا هاياشي: “بلادنا تدين بشدة هذا العمل الإرهابي. كما نعرب عن قلقنا العميق إزاء احتمال أن يؤدي التصعيد العسكري بين الهند وباكستان إلى اندلاع صراع شامل”.
وأكد هاياشي، أن السلام والاستقرار في جنوب آسيا يتطلبان ضبط النفس من الطرفين والانخراط في حوار مباشر لحل النزاع.
الإمارات العربية المتحدة
عبر وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء عبد الله بن زايد آل نهيان عن قلقه إزاء التوترات المتزايدة، داعيًا الطرفين إلى التهدئة. وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الإماراتية: “تدعو دولة الإمارات كلا من الهند وباكستان إلى ضبط النفس وخفض حدة التوتر، ومنع المزيد من التصعيد”.
وأكد عبد الله بن زايد أن “الدبلوماسية والحوار يمثلان السبيل الأمثل لحل الأزمات، وتحقيق تطلعات شعوب المنطقة في السلام والاستقرار والازدهار”.