مشروبات الطاقة.. عبوة واحدة تعادل 8 أكواب من القهوة وتحمل مخاطر جسيمة

في ظل ازدياد شعبية مشروبات الطاقة بين فئات الشباب والمراهقين، أطلق الأطباء وخبراء الصحة في مختلف أنحاء العالم تحذيرات متكررة بشأن الأخطار الصحية الجدية المرتبطة بتناول هذه المشروبات بشكل مفرط.
خاصة أنها تُستهلك غالبًا دون وعي حقيقي بمكوناتها وتأثيراتها المباشرة على الجسم، وخصوصًا على القلب والجهاز العصبي.
قنبلة كافيين في عبوة واحدة
أحد أخطر الأمور المتعلقة بمشروبات الطاقة هو احتواؤها على كميات مرتفعة جدًا من الكافيين، قد تصل في بعض المنتجات إلى ما يعادل محتوى ثمانية أكواب من القهوة في عبوة واحدة فقط. وهذه الكمية تُعد هائلة مقارنةً بالحدود الصحية الموصى بها يوميًا، خصوصًا للأشخاص الذين لا يعتادون على تناول الكافيين بشكل منتظم.
هذا الارتفاع المفاجئ في نسبة الكافيين داخل الجسم يؤدي إلى تحفيز مفرط للجهاز العصبي المركزي، مما قد يتسبب في سلسلة من الأعراض غير المريحة والخطيرة في بعض الحالات، مثل:
زيادة معدل ضربات القلب بشكل غير طبيعي.
ارتفاع ضغط الدم المفاجئ.
رجفان أو اضطرابات في نظم القلب.
نوبات من القلق والتوتر المفرط.
أرق مزمن أو صعوبة شديدة في النوم.
صداع حاد وآلام عضلية.
وفي حالات نادرة، خصوصًا لدى الأفراد الذين يعانون من أمراض قلبية سابقة أو لديهم تاريخ عائلي بأمراض القلب، قد يصل الأمر إلى حدوث نوبة قلبية مفاجئة أو سكتة قلبية.
المراهقون والشباب في دائرة الخطر
تكتسب مشروبات الطاقة رواجًا كبيرًا بين المراهقين والشباب، خاصة مع التسويق المكثف الذي يربطها بـ"التركيز العالي" و"الطاقة السريعة" و"الأداء الرياضي الأفضل". إلا أن الدراسات العلمية الحديثة تشير إلى أن قلوب وأجهزة المراهقين العصبية لا تتحمل هذه الجرعات العالية من المنشطات. ومع التكرار، قد تؤدي هذه المشروبات إلى مشاكل في نمو الدماغ، واضطرابات في السلوك، وزيادة احتمالات الإدمان النفسي على الكافيين والمنشطات.
كما أظهرت بعض الدراسات ارتباطًا بين استهلاك مشروبات الطاقة المتكرر وزيادة احتمالات الإصابة بالاكتئاب، واضطرابات النوم، والانفعالات الزائدة، إضافة إلى تغيرات في الشهية وزيادة احتمالات السمنة أو فقدان الوزن غير الصحي.
البدائل الصحية.. الطريق الآمن للطاقة
بدلاً من اللجوء إلى مشروبات الطاقة للحصول على دفعة من النشاط، يوصي الأطباء باتباع وسائل طبيعية وصحية تساعد على تعزيز الطاقة بشكل آمن، مثل:
النوم الكافي ليلًا، بمعدل 7 إلى 9 ساعات.
ممارسة الرياضة بانتظام لتحفيز الدورة الدموية ورفع مستوى الطاقة.
تناول أطعمة متوازنة تحتوي على فيتامينات ومعادن تدعم النشاط البدني والذهني.
الإكثار من شرب الماء للحفاظ على الترطيب والطاقة العقلية.
استهلاك المكسرات والفواكه الطازجة كمصدر طبيعي للطاقة.

رسالة تحذيرية للأهل والشباب
مشروبات الطاقة ليست مشروبات بريئة أو آمنة كما يبدو في الحملات الإعلانية. هي في الحقيقة عبوات مليئة بالكافيين والمنشطات والسكر، تمثل خطرًا صحيًا حقيقيًا قد لا يظهر مباشرة، لكنه يتراكم بصمت حتى يُحدث أضرارًا جسيمة في القلب والجهاز العصبي والمناعي.
لذا، من الضروري نشر التوعية بين الشباب والمراهقين، وتشجيعهم على التفكير في العواقب قبل فتح العبوة التالية من مشروب الطاقة. فالصحة ليست أمرًا يمكن تعويضه بسهولة، وقرار صغير اليوم قد يعني فرقًا كبيرًا في جودة الحياة مستقبلاً.