"ضبط النفس انتهى".. إسرائيل تتوعد الحوثيين بعد الهجوم على اليمن

بعد يوم ونصف من انفجار صاروخ حوثي لأول مرة داخل مطار بن جوريون ، أو كما زعمت إسرائيل أن "فترة ضبط النفس انتهت" ، عادت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي لمهاجمة اليمن، في عملية أطلق عليها "مدينة الميناء".
وتركزت الهجمات الإسرائيلية على ميناء الحديدة ومصنع آخر في المنطقة، في نمط مماثل للهجمات التي نفذها الجيش الإسرائيلي في اليمن في الماضي.
وأكدت إسرائيل أن جيش الاحتلال هو الذي يقف وراء الهجوم، مشيرة إلى أنه "هجوم واسع النطاق نفذ بالتنسيق مع الولايات المتحدة".
الضربات الأمريكية الإسرائيلية على اليمن
نقلت صحيفة "يديعوت آحرونوت" عن مصدر أمني إسرائيلي إن "الهجوم نفذ بالتزامن مع هجوم أمريكي". وقال: "ألقينا 50 قذيفة. دمّرنا ميناء الحديدة ومصانع الخرسانة التي كانت تُستخدم لإنتاج مصانع الأسلحة.
وأكدت المسؤول الإسرائيلي أن" هذا هجوم قوي جدًا ولن يكون الأخير"؛ مضيفا: "انتهت اللعبة".
وفي وقت سابق اليوم، قال نتنياهو في مقطع فيديو نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، إنه كان عليه الوصول إلى قاعدة "كيريا"، وأشار إلى أنه لا يستطيع التوسع في الموضوع.

إسرائيل تهاجم مواقع اقتصادية في اليمن
نقلت وسائل إعلام عن المكتب السياسي للحوثيين إن "إسرائيل هاجمت مواقع اقتصادية لأنها لم تتمكن من الوصول إلى المواقع العسكرية" .
وأضاف الحوثيون أن الهجمات الأمريكية الإسرائيلية على اليمن "كانت تهدف إلى خلق استياء شعبي. وقد تكبدت إسرائيل خسائر فادحة جراء هجومنا على مطار بن جوريون".
كما أفادت التقارير، مساء اليوم، أن أكثر من 30 طائرة إسرائيلية تشارك في الضربات التي استهدفت تسعة أهداف حوثية، بينها "مصنع الأسمنت في باجل" شرقي الحديدة.
وأفاد تقرير في اليمن بسقوط قتلى وجرحى في مصنع الأسمنت.
وفي وقت سابق، أفادت تقارير بشن هجمات أمريكية إضافية في صنعاء، في ظل العملية العسكرية ضد الحوثيين.
وأعلنت شركة النفط اليمنية في صنعاء، عقب الهجمات العديدة التي شهدتها البلاد، أنها "فعلت خطة طوارئ في جميع محطاتها والمحطات العاملة معها، لإدارة المخزون المتوفر حالياً".
الصاروخ اليمني على مطار بن جوريون
الصاروخ الذي انفجر أمس في مطار بن جوريون جاء بعد أكثر من 25 عملية إطلاق صاروخ وطائرة مسيرة في غضون أسابيع قليلة.
وأشارت "يديعوت آحرونوت" إلى أن" إسرائيل امتنعت عن الرد المباشر ضد الحوثيين، ويرجع ذلك أساساً إلى الهجمات الأمريكية في اليمن، ولكن أيضاً بسبب الطلب الذي نقلته واشنطن إلى القدس بعدم الرد و"تركهم" للتعامل معهم".
لكن الآن تغيرت المعادلة، فلم ينفجر صاروخ حوثي على الأراضي الإسرائيلية فحسب، بل انفجر لأول مرة داخل المطار الرئيسي في تل أبيب، مما أدى أيضاً إلى سلسلة من إلغاء الرحلات الجوية إلى إسرائيل من قبل شركات الطيران الأجنبية.
وفي أعقاب الهجوم الذي أدى إلى إصابة خمسة أشخاص بجروح متوسطة وطفيفة، قرر اجتماع أمني عقد في إسرائيل أمس أن "فترة ضبط النفس قد انتهت".
ووجّه نتنياهو رسالة تهديد للحوثيين في مقطع فيديو نشره، قائلاً: "نحن نتحرك ضدهم، لقد تحركنا في الماضي، وسنتحرك في المستقبل، ولا أستطيع الإدلاء بتفاصيل. والولايات المتحدة، بالتنسيق معنا، تتحرك ضدهم أيضًا".
وأكدت رئيس الوزراء الإسرائيلي أنها ليست "ضربة وانتهى الأمر. ولكن سيكون هناك ضحايا".

الهجوم الإسرائيلي على الحوثيين
منذ العدوان على قطاع غزة، هاجمت إسرائيل اليمن أربع مرات، وكان الهجوم الأخير في ديسمبر من العام الماضي، والذي اعتبر الأكبر، أثناء خطاب متلفز ألقاه زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي.
وخلال العملية، تم مهاجمة عدة مناطق وأنواع عديدة من البنية التحتية في وقت واحد. ومن بين الأشياء الأخرى التي تعرضت للهجوم مطار صنعاء، بما في ذلك برج المراقبة المعطل عن العمل وطائرات مدنية في خدمة حكومة الحوثيين.
كما تعرض ميناء الحديدة ومحطة توليد الكهرباء للهجوم أيضاً.
وأبلغت إسرائيل الأمريكيين مسبقا بالهجوم الذي شاركت فيه نحو 25 طائرة، بينها مقاتلات واستطلاع وطائرات تزويد بالوقود.
ومنذ بدء العملية الأمريكية ليلة 15-16 مارس، نفذت إدارة ترامب عددا من الغارات الجوية ضد الحوثيين يفوق ما نفذته إدارة بايدن خلال 13 شهرا.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن أكثر من 800 هدف حوثي تعرضت للهجوم في العملية، وأسفرت عن مقتل مئات الإرهابيين وكبار المسؤولين.
كما زعمت الولايات المتحدة أن إطلاق الصواريخ الباليستية انخفض بنسبة 69%، والهجمات بطائرات بدون طيار بنسبة 55%.
وبحسب مشروع "ACLED"، الذي يجمع بيانات عن الصراعات العسكرية، نفذ الجيش الأمريكي ما لا يقل عن 351 ضربة في ستة أسابيع، وهو أعلى رقم له في شهر واحد منذ عام 2017. ومع ذلك، لم يتحقق الهدف الرئيسي من العملية وهو وقف عدوان الحوثيين على إسرائيل والبحر الأحمر.