الولايات المتحدة تبحث إلغاء العقوبات المفروضة على سوريا... بشروط

تُعد العقوبات المفروضة على سوريا من اكثر المشاكل التي تواجه الإدارة الجديدة في دمشق تعقيداً ؛ رغم أن الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، يحاول طمئنة العالم بتأكيده أن سوريا لن تكون مصدر ازعاج لأحد، بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الاسد، لكن الغرب يتمسك بشروطه.
وقام رئيس لجنة السياسة الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، جيم ريش، بتحديد شروط الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات على سوريا، حيث أعلن الأسبوع الماضي عن قائمة التوقعات بالنسبة للحكومة الانتقالية السورية بقيادة الشرع.
الشروط الامريكية لإلغاء العقوبات المفروضة على سوريا
شملت القائمة أربع نقاط، منها القضاء على نفوذ روسيا وإيران داخل الأراضي السورية، خصوصًا مع محاولة الحكومة الانتقالية تحسين علاقتها مع موسكو.
وقالت صحيفة "ذا ناشونال" الأمريكية، إن القائمة تضمن أيضًا تقديم أدلة على أن الحكومة المؤقتة لن تسمح لسوريا بأن تُصبح منصة إطلاق لهجمات ضد الولايات المتحدة وشركائها، وتدمير مخزون نظام الأسد من الكبتاجون، ومعرفة مصير الأميركيين الذين اعتقلهم نظام الرئيس السابق بشار الأسد، بما في ذلك الصحافي أوستن تايس.
وناشد ريش إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن تعالج هذه المسألة في أقرب وقت ممكن، ودمج مطالبها في سياستها الناشئة بشأن سوريا، قائلًا: "دعونا نرى كيف ستتصرف الحكومة المؤقتة الجديدة في سوريا، الوقت هو جوهر المسألة، وإذا حدث ذلك، فسوف نستمر في رفع تلك العقوبات".
وشددت الحكومة الأمريكية في شروطها لرفع العقوبات عن سوريا، على ضرورة محو النفوذ الروسي في سوريا، رغم العلاقات الوثيقة التي تجمع البلدين، حتى أنه منذ سقوط نظام الأسد، وكل التحركات تشير إلى أن دور موسكو في دمشق قد يتحول، لكنه لن يتلاشى.
وأتت هذه المطالب السياسية بعد إجراء الحكومة الجديدة في دمشق أول مقابلة لها مع مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، منذ سقوط الأسد؛ حيث أعلن الكرملين، الأربعاء، أن بوتين أجرى اتصالًا هاتفيًا مع الشرع، في الوقت الذي تحاول فيه موسكو الاحتفاظ باستخدام قواعدها البحرية والجوية في سوريا.
تأثير تجميد المساعدات الأمريكية
وترى قناة "العربية" أن سوريا ستضطر للتوجة شرقًا بعد تجميد إدارة ترامب للمساعدات الأمريكية، خصوصًا وأن المساعدات الأمريكية كانت توجه إلى مشاريع إنسانية يمكن أن تساعد سوريا في تحقيق بعض المطالب الجديدة للولايات المتحدة.
وأضافت القناة أن هناك مخاطر أخرى تحيط بسوريا؛ إذ أنه من الممكن أن تفتح عناصر من قوات "سوريا الديموقراطية" بوابة معسكر "الهول" للاعتقال في الشمال الشرقي من سوريا، حيث يعيش عشرات الآلاف من الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال المرتبطين بمقاتلي داعش، منذ سنوات.
وذكرت القناة أن تجميد المساعدات قد أدى بالفعل إلى عاقة الجهود الأمنية في معسكرات وسجون داعش في شمال شرق سوريا، حيث رفض الحراس العمل، حتى أصدر وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، إعفاءًا طارئًا، أطلق بموجبه رواتبهم.
وختمت القناة بشهادة زميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط، مايكل سينج، حيث قال إنه حتى مع استئناف المساعدات، فإن تخفيف العقوبات هو "الأداة الأكثر قوة" التي تمتلكها واشنطن في تعزيز الاقتصاد السوري المتعثر.