الجيش الإسرائيلي يتوسع لاحتلال سوريا... يقطع الغابات لربط مواقعه ويمنح أخشابها للسكان

يعمل الجيش الإسرائيلي على تحسين المواقع العسكرية السورية التي سيطر عليها، محولًا إياها إلى مواقع إسرائيلية حديثة، حيث أضاف إليها مباني ومنظومات تكنولوجية متطورة لضمان إقامة طويلة الأمد في المنطقة العازلة.
أفاد التقرير الذى نشرته صحيفة "معاريف" أن الجيش الإسرائيلي فتح طرق تربط بين السياج الحدودي والمواقع العسكرية السورية السابقة، بهدف تقليل الاحتكاك مع السكان المحليين. كما أزال الغابات في بعض المناطق، ما سمح بتحسين الرؤية وتعزيز السيطرة الميدانية.
لاحظ الجيش الإسرائيلي تحركات لقوات النظام السوري الجديد في القرى والبلدات القريبة من الحدود، لكنه لم يسجل أي مواجهات مباشرة بين قواته وقوات النظام حتى الآن.
السيطرة على موقع قودنا وتغيير معالمه العسكرية
كان موقع قودنا أحد الحصون التي بناها الجيش السوري قبل حرب أكتوبر 1973، حيث حاول الجيش الإسرائيلي السيطرة عليه خلال الحرب لكنه لم ينجح. هذا الموقع، الذي كان يوجه عملياته الهجومية نحو إسرائيل، أصبح الآن تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، وتم تعديل بنيته الدفاعية بحيث تكون المواجهة موجهة نحو سوريا بدلًا من إسرائيل.
تمكن الجيش الإسرائيلي من الوصول إلى الموقع عبر التحرك شرقًا، وعبور الوادي الممتد حتى القنيطرة، مرورًا بقرية قودنا، ليتم في النهاية السيطرة عليه من الجهة السورية. خلال أسابيع، تم تعديل هيكل الموقع، وفتح مسار جديد يربطه بالجانب الإسرائيلي، مع إغلاق الممرات الشرقية لمنع اقتراب السكان المحليين من القوات العسكرية.
دعم السكان المحليين وتحسين البنية التحتية
قبل أيام، زار مجموعة من الوجهاء المحليين الموقع العسكري وطلبوا من قائد كتيبة الدبابات 74، المقدم "أ"، المساعدة في حل أزمة المياه التي يعانون منها منذ أسابيع. بعد الاستفسار، تبين أن المضخة الرئيسية للبئر قد تعطلت منذ شهور، حتى قبل سيطرة الجيش الإسرائيلي على المنطقة، وكانت تقع في ساحة الموقع العسكري.
في ظل تحكم النظام السوري السابق بإمدادات المياه عبر المضخات العسكرية، تدخل الجيش الإسرائيلي سريعًا، حيث استدعى فريقًا هندسيًا من قسم اللوجستيات، وتم إصلاح المضخة خلال ساعات، ما أعاد تدفق المياه إلى القرى المجاورة.
كما واجه الجيش الإسرائيلي تحديًا غير متوقع عند اقتلاع غابة كبيرة من أشجار الأوكالبتوس خلال عمليات إزالة الأحراش. في سوريا، كان اقتلاع الأشجار يُعاقب عليه بالإعدام، وسرعان ما انتشرت الأخبار، ما دفع مئات العائلات المحلية إلى جمع الأخشاب بتنسيق مع الجنود لاستخدامها في التدفئة خلال الشتاء. رغم محاولته تجنب الاحتكاك المباشر، يدرك الجيش الإسرائيلي أن الوضع قد يتصاعد، لذا يحافظ على جاهزية عالية في المنطقة.
تحسين ظروف الجنود في المواقع العسكرية
وإلى جانب العمليات الميدانية، أطلق الجيش الإسرائيلي مشروع بناء مكثف خلال الأسابيع الماضية لتعزيز راحة جنوده في المواقع العسكرية، وهو مشروع يُتوقع أن يُدرّس في الأكاديميات العسكرية العالمية. تم تعديل هيكلة المواقع السورية بحيث يتم توجيه الدفاعات نحو سوريا، مع إنشاء مرافق محصنة تضم حاويات معيشية، وغرف عمليات، ومعدات تكنولوجية حديث