عاجل

فصل جديد في العلاقات بين سوريا وتركيا .. الشرع يلتقي أردوغان في أنقرة

الشرع وأردوغان
الشرع وأردوغان

وصل الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، اليوم إلى تركيا بدعوة من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في أول زيارة لمسؤول سوري رفيع المستوى منذ عام 2009، حيث كانت العلاقات شبه منقطعة بين أردوغان والرئيس السوري السابق بشار الأسد.

أجندة الزيارة

تعمل تركيا على فتح صفحة جديدة مع سوريا، بعد ظلام سياسي دام لأكثر من 15 عامًا، حيث استقبل أردوغان نظيره السوري لمناقشة عدة قضايا، تتضمن رسم العلاقة المستقبلية بين البلدين، والملف الكردي، واللاجئين السوريين في تركيا، التي تطمح أنقرة إلى عودتهم إلى سوريا، بالإضافة إلى بحث إقامة قواعد عسكرية تركية في سوريا.

من جهته فقد أكد رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين أنطوان، عبر منصة "إكس":" نؤمن بأن العلاقات التركية السورية، التي عادت إلى طبيعتها بعد استعادة سوريا لحريتها، سوف تتعزز وتكتسب بُعدًا جديدًا مع زيارة أحمد الشرع والوفد المرافق له إلى أنقرة". 

مضيفًا أنه سيتم خلال اللقاء تقييم الخطوات المشتركة التي يتعين على البلدين اتخاذها لتحقيق التعافي الاقتصادي، والاستقرار المستدام، والأمن في سوريا.

وقالت وكالة "فرانس برس" الفرنسية إن الرئاسة التركية أكدت أن أردوغان والشرع سيناقشان آخر التطورات في سوريا، والدعم المحتمل من تركيا للحكومة الانتقالية السورية.

وأشارت الوكالة إلى أن تركيا بادرت بالتواصل مع الإدارة السورية الجديدة، بعد سنوات من التوتر في ظل نظام الأسد، حيث زار وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، دمشق في 22 ديسمبر الماضي، تبعها زيارة وزير الخارجية السوري، أسعد شيباني، أنقرة في 15 يناير الماضي.

تركيا تشارك في صياغة الدستور السوري

واستشهدت الوكالة برؤية الكاتب والمحلل السياسي التركي، علي الأسمر، لتأكيد أن زيارة الشرع إلى تركيا تحمل أبعادًا كثيرة، على غرار البعد السياسي، والأمني، والدبلوماسي.

وأكد الأسمر أن دمشق وأنقرة ستقومان بتأسيس العلاقات المستقبلية بينهما، وأكد أيضًا أن تركيا يمكنها تقديم استشارات مهمة حول صياغة الدستور السوري القادم، فضلًا عن دورها في إنجاح الانتخابات التي ستُنظم بعد أربع أو خمس سنوات من الآن، كون تركيا تمتلك خبرة وتقاليد طويلة في هذا المجال.

وذكر الأسمر أن هناك جزءًا من السوريين يجب عليهم مغادرة تركيا، في مقدمتهم الذين لا يملكون منازل، ولم يحصلوا على الجنسية التركية، ولديهم فقط أوراق إقامة مؤقتة.

ملف الطاقة والإعمار على مائدة المفاوضات

أما عن البعد الاقتصادي، فأوضحت الوكالة أن زيارة الشرع لأنقرة ستفتح آفاقًا استثمارية جديدة، فتركيا ستمد العديد من المدن السورية بالكهرباء، وستشارك بشركاتها في إعمار سوريا، مما سيخلق جوًا اجتماعيًا إيجابيًا، وفرص عمل جديدة للسوريين، وسيرفع من مستوى معيشتهم، لكن كل هذا سيتطلب قبل كل شيء رفع العقوبات الدولية المفروضة على سوريا إبان نظام الأسد، مما سيسمح للدول العربية، والخليجية، والغربية أيضًا بالاستثمار. 

ويرى الأسمر أن تركيا، بحكم موقعها الجيوسياسي، ولأنها عضو نشط في حلف الأطلسي، فهي قادرة على التأثير على الدول الغربية، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية، وإقناعها بأهمية رفع العقوبات المفروضة على سوريا بسبب تصرفات نظام الأسد.

خارطة الطريق والملف العسكري

أما عن الملف الأمني والعسكري، فيعتقد الأسمر أن تركيا تريد القضاء على قوات سوريا الديمقراطية، التي لا تزال تسيطر على الحدود بينها وبين سوريا، وعلى مواقع نفطية عديدة، لذا فهي تحتاج إلى الدعم من السلطات الجديدة في دمشق.
وأضافت الوكالة أن الجانب السوري عرض خارطة الطريق الخاصة بالمرحلة الانتقالية، فضلًا عن بحث كيفية تعزيز موقف القيادة السورية الجديدة إقليميًا ودوليًا.

مخاوف إسرائيلية

من جهة أخرى فقد قال موقع "سورجيم" العبري إن إسرائيل تراقب بقلق التعاون بين سوريا وتركيا، حيث إنه من المتوقع أن يمنح هذا التعاون سيطرة واسعة لأردوغان على الحدود السورية، بما في ذلك المجال الجوي.

وأضاف أن الاتفاقية تتضمن إنشاء قواعد جوية تركية وسط سوريا، بالإضافة إلى تولي تركيا دورًا قياديًا في تدريب الجيش السوري الجديد.

وذكر الموقع أن هذه القواعد الجوية ستمنح تركيا المقدرة على حماية المجال الجوي السوري في حال وقوع هجمات مستقبلية من جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف الموقع أن التعاون التركي-السوري سيؤدي إلى تصاعد المنافسة بين تركيا والدول العربية والخليج، ويشكل تحديًا استراتيجيًا لإسرائيل، مما يدفعها إلى موقف أكثر حدة وتعقيدًا على المستوى الإقليمي.

تم نسخ الرابط