اتصال هاتفي بين وزيري خارجية إيران وقطر
قطر تؤكد استعدادها لدعم المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة

أعرب وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم بن جبر آل ثاني، عن استعداد بلاده لتقديم أي دعم مطلوب للمساعدة في إنجاح المفاوضات غير المباشرة الجارية بين إيران والولايات المتحدة، وذلك خلال مكالمة هاتفية أجراها مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، أمس الإثنين.
دعم قطري للمسار الدبلوماسي
وخلال الاتصال، ثمّن الوزير القطري استمرار المحادثات بين الجانبين الإيراني والأمريكي، مؤكدًا أن الدوحة ترى في هذا المسار فرصة لتعزيز الاستقرار الإقليمي وتخفيف التوترات المرتبطة بالملف النووي الإيراني. كما جدد التزام بلاده بسياسة الوساطة الإيجابية والانفتاح على جميع الأطراف.
جولات تفاوض في مسقط وروما
وكانت الوفود التفاوضية من إيران والولايات المتحدة قد عقدت جولتين من المحادثات غير المباشرة خلال الأسبوعين الماضيين، الأولى في العاصمة العمانية مسقط، والثانية في العاصمة الإيطالية روما، بهدف التوصل إلى تفاهم مشترك بشأن البرنامج النووي الإيراني ورفع العقوبات المفروضة على طهران.
اجتماعات مرتقبة في عُمان
واتفق الجانبان على مواصلة الحوار عبر اجتماعات فنية على مستوى الخبراء تُعقد في سلطنة عمان يوم 23 أبريل، على أن يعقبها لقاء رسمي لكبار المفاوضين في 26 من الشهر ذاته، ما يشير إلى استمرار الزخم التفاوضي رغم تعقيدات الملف.
قطر ودور الوساطة الإقليمي
تسعى قطر، التي اكتسبت سمعة دبلوماسية متنامية في السنوات الأخيرة، إلى ترسيخ مكانتها كوسيط موثوق في ملفات معقدة، بدءًا من المصالحة الخليجية وصولًا إلى الأزمات الإقليمية الكبرى.
ويُنظر إلى الدوحة على أنها تحتفظ بعلاقات متوازنة مع كل من طهران وواشنطن، مما يمنحها قدرة خاصة على تسهيل الحوار غير المباشر بين الطرفين.
أهمية التوقيت
تأتي هذه التحركات في ظل مؤشرات دولية متزايدة على ضرورة خفض التصعيد في الخليج، لا سيما مع تعثّر جهود إحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
كما تزامن الإعلان عن الجولات المقبلة في عُمان مع تصعيد ميداني في البحر الأحمر والمجال الإقليمي، مما يضفي على التفاهمات المحتملة طابعًا استراتيجيًا يتجاوز البُعد النووي.
هل تنجح الوساطة؟
رغم الأجواء الإيجابية التي أحاطت بالجولات التفاوضية الأخيرة، يرى مراقبون أن الطريق لا يزال محفوفًا بالتحديات، في ظل الضغوط الداخلية على الإدارة الأمريكية، والتشدد في بعض الدوائر الإيرانية.
ومع ذلك، فإن الدعم الإقليمي من دول مثل قطر قد يشكّل عنصرًا محفزًا لتخفيف حدة الخلافات ودفع الطرفين نحو تسويات مرحلية على الأقل.