عاجل

إيران تفتح الباب أمام التفاهم

الرئيس الإيراني: مستعدون لاتفاق مع واشنطن شريطة احترام مصالحنا الوطنية

الرئيس الإيراني،
الرئيس الإيراني، مسعود پزشكيان

أكد الرئيس الإيراني، مسعود پزشكيان، استعداد بلاده لإبرام اتفاق مع الولايات المتحدة ضمن إطار المفاوضات غير المباشرة الجارية، شرط أن يتم ذلك على "أساس من الندية وحماية المصالح الوطنية".

وجاء ذلك خلال اجتماع مع المحافظين الإيرانيين في مقر وزارة الداخلية بطهران.

تعامل قائم على الاحترام المتبادل

وشدد پزشكيان على التزام حكومته بتوسيع علاقات إيران مع الدول الأخرى في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية، لا سيما مع الدول الإسلامية ودول الجوار، مؤكدًا أن السياسة الخارجية لبلاده تقوم على "التفاعل البنّاء والاحترام المتبادل".

لا تفاؤل ولا تشاؤم

وحول جولتي التفاوض غير المباشر اللتين عُقدتا في مسقط وروما مؤخرًا، أوضح الرئيس الإيراني أن بلاده منفتحة على التوصل إلى اتفاق "ضمن إطار محدد يراعي السيادة والمصالح"، لكنه شدد على أن إيران ستواصل مسارها "إذا اختار الطرف الآخر عدم التفاوض بندية". وأضاف: "لسنا متفائلين ولا متشائمين، بل واقعيون في التعامل مع هذه المفاوضات"، في إشارة إلى تصريحات سابقة للمرشد الأعلى علي خامنئي.

مفاوضات متواصلة في عُمان

وكانت إيران والولايات المتحدة قد اتفقتا على استئناف المفاوضات الفنية على مستوى الخبراء في سلطنة عُمان يوم 23 أبريل، على أن يُعقد لقاء رسمي بين كبار المفاوضين يوم 26 أبريل. وتأتي هذه الخطوة في إطار مساعٍ متواصلة لإحياء الاتفاق النووي والتفاهم بشأن العقوبات المفروضة على طهران.

رسالة مزدوجة

تأتي تصريحات الرئيس پزشكيان في توقيت حساس داخليًا وخارجيًا، إذ تزامنت مع تصاعد الترقب الإقليمي والدولي حول مستقبل المفاوضات النووية.

ويُنظر إلى الرسالة الإيرانية على أنها مزدوجة: فهي من جهة تفتح الباب أمام التفاهم، ومن جهة أخرى ترسم خطوطًا حمراء لا يمكن تجاوزها في أي اتفاق محتمل، خاصة في ما يتعلق بحماية السيادة والكرامة الوطنية.

موقف ينسجم مع التيار الإصلاحي

ينتمي الرئيس پزشكيان إلى التيار الإصلاحي المعتدل، والذي يؤيد عودة إيران إلى الساحة الدولية عبر التفاهمات الدبلوماسية، دون التفريط في الثوابت.

ومن شأن تصريحاته أن تعزز من صورته كرجل دولة قادر على الجمع بين الانفتاح والحزم، وهو ما قد يُكسبه مزيدًا من الدعم في الداخل، لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجهها البلاد.

اختبار مصداقية واشنطن

ترى طهران أن نجاح المفاوضات يعتمد بالدرجة الأولى على ما إذا كانت الإدارة الأمريكية مستعدة للتخلي عن ما تصفه إيران بـ"المطالب القصوى" و"الضغوط السياسية المتكررة".

وفي هذا السياق، فإن حديث الرئيس الإيراني عن الندية ليس مجرد خطاب رمزي، بل يُعد اختبارًا حقيقيًا لمدى استعداد واشنطن للتعامل مع إيران كشريك متكافئ في عملية تفاوضية طويلة ومعقدة.

تم نسخ الرابط