نجاح المحادثات رهن بالمواقف الأمريكية
إيران: روسيا تلعب دورًا محوريًا في مفاوضاتنا النووية مع واشنطن

أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، أن روسيا تؤدي دورًا مهمًا في المفاوضات النووية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، مشيرة إلى أن التعاون النووي الوثيق بين طهران وموسكو يُعزز من مكانة روسيا كطرف مؤثر في المحادثات الجارية.
وخلال مؤتمر صحفي عُقد الثلاثاء، تطرقت مهاجراني إلى الجولتين الأخيرتين من التفاوض بين الجانبين في مسقط وروما، مشددة على أن هناك قضايا تُعد "خطوطًا حمراء" بالنسبة لإيران ولا يمكن إدراجها على طاولة المفاوضات.
إزالة العقوبات مقابل إجراءات ثقة
أوضحت المتحدثة أن محور المحادثات يتركز على رفع العقوبات بشكل فعال عن إيران، مقابل اتخاذ خطوات إضافية لتعزيز الثقة فيما يخص البرنامج النووي الإيراني. وأكدت أن المفاوضات "تسير بشكل جيد حتى الآن"، وأن إيران تسعى إلى "اتفاق جيد يحقق مصالح الشعب ويحافظ على السيادة".
رفض للمماطلة ومحادثات الاستنزاف
قالت مهاجراني إن طهران لا ترغب في الدخول في "محادثات استنزاف"، بل تسعى لتحقيق نتائج ملموسة في فترة قصيرة، شرط احترام الثوابت الوطنية. وعبّرت عن تفاؤلها بإمكانية التوصل إلى اتفاق مجدٍ خلال فترة قريبة إذا ما تم احترام مصالح إيران الأساسية.
جولات مقبلة في عُمان
وبحسب المتحدثة، فإن الجانبين اتفقا على عقد اجتماع تقني على مستوى الخبراء في سلطنة عُمان يوم 23 أبريل، يتبعه لقاء بين كبار المفاوضين يوم 26 أبريل، في إطار الجهود المستمرة للتوصل إلى تفاهمات بشأن البرنامج النووي ورفع العقوبات الأمريكية.
موسكو كضامن استراتيجي
ترى طهران في روسيا ليس فقط شريكًا نوويًا، بل أيضًا ضامنًا سياسيًا يُعوّل عليه في أي تفاهم دولي حول ملفها النووي. فبحكم عضوية موسكو الدائمة في مجلس الأمن، وعلاقاتها المتشابكة مع واشنطن وأوروبا، فإنها تملك القدرة على التأثير في مسار القرارات الدولية، لا سيما تلك المتعلقة بالعقوبات ومراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
موقف إيراني متماسك تحت الضغط
رغم الضغوط الاقتصادية والسياسية التي تواجهها إيران، لا تزال تُظهر تماسكًا في خطابها التفاوضي، وتؤكد رفضها لأي اتفاق لا يُحقق لها مكاسب اقتصادية حقيقية. وتأتي تصريحات مهاجراني لتؤكد أن أي تسوية محتملة يجب أن تنطلق من احترام "السيادة الوطنية"، وأن البرنامج النووي السلمي لا يمكن أن يكون ذريعة لفرض الشروط أو توسيع نطاق التفاوض ليشمل ملفات غير ذات صلة.
نجاح المحادثات رهن بالمواقف الأمريكية
يبقى نجاح جولات عُمان وروما مرهونًا باستعداد الولايات المتحدة لتقديم ضمانات تُقنع طهران بإمكانية الاستفادة الاقتصادية من أي اتفاق جديد. كما أن تصريحات المسؤولين الإيرانيين تعكس قناعة بأن العودة إلى اتفاق 2015 بصيغته القديمة لم تعد كافية، وهو ما يجعل المرحلة المقبلة اختبارًا حاسمًا للنيات الأمريكية ومصداقية العروض الغربية.