عاجل

ما حكم دفن الميت ليلا …وهل نهى النبي عنه ؟دار الإفتاء تجيب

الإفتاء تجيب.. ما حكم دفن الميت ليلًا وهل نهى النبي عنه؟

دفن الميت ليلا
دفن الميت ليلا

دفن الميت هو أحد الأحكام الشرعية في الإسلام التي نُظمت بتوجيهات نبوية حرصًا على تكريم الإنسان بعد وفاته، وقد يتساءل البعض عن حكم دفن الميت في الليل، وهل هناك نهي صريح عن ذلك في السنة النبوية؟ للإجابة على هذا السؤال، ينبغي النظر في النصوص الشرعية وأقوال العلماء.

جواز دفن الميت ليلاً


أجمع العلماء على جواز دفن الميت ليلًا إذا دعت الحاجة أو توفرت مصلحة معتبرة، مثل الخوف من تغير الجثمان أو تعذر الدفن نهارًا، وقد ثبت في صحيح البخاري أن النبي ﷺ علم أن رجلًا من الصحابة دُفن بالليل ولم يُخبروه، فقال لهم: “ما منعكم أن تعلموني؟” فقالوا: “كان الليل شديدًا، فكرهنا أن نوقظك،” فلم يُنكرعليهم الدفن ليلًا، بل ذهب إلى القبر وصلّى عليه.

كذلك، ورد أن عائشة رضي الله عنها دفنت أبا بكر الصديق رضي الله عنه ليلًا، ولم يُنكر ذلك أحد من الصحابة.

متى يُكره الدفن ليلاً؟


رغم الجواز، يُكره دفن الميت ليلًا إذا كان ذلك يؤدي إلى تضييع بعض حقوق الميت، كأن يُدفن دون صلاة جماعة عليه، أو يُتعجل في تجهيز الجثمان دون إتمام الغسل والتكفين بشكل لائق، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:
“لا تُدفنوا موتاكم بالليل إلا أن تُضطروا إلى ذلك” (رواه ابن ماجه).
وهذا النهي ليس للتحريم، بل هو كراهة تنزيهية إذا لم تكن هناك ضرورة.

الحكمة من تفضيل الدفن نهارًا


• كثرة المشيعين: ما يزيد من الدعاء للميت وطلب الرحمة له.
• إتقان تجهيز القبر: لضمان دفن الميت بطريقة شرعية سليمة.
• الصلاة الجامعة: حيث يتاح لأكبر عدد من المسلمين المشاركة في صلاة الجنازة.

وبناءًا على ذلك: 
فإن دفن الميت ليلًا جائز في الإسلام، ولا بأس به عند الضرورة أو الحاجة، مع استحباب الدفن في النهار إن تيسر ذلك، فالإسلام دين يحرص على التكريم والتيسير، ولا يضيق على الناس في ظروفهم. لذا، إن كان دفن الميت ليلًا أرفق بأهله وأحفظ لكرامته، فلا حرج في ذلك، مع الحرص على أداء حقوقه الشرعية كاملة.

ما يقال عند دفن الميت

 
عند دفن الميت في الإسلام، هناك بعض الأذكار والأدعية المأثورة التي يُستحب قولها، اتباعًا لسنة النبي ﷺ، في كل مرحلة من مراحل الدفن وهي:

1. عند إنزال الميت في القبر: يُستحب أن يقول من يضع الميت في القبر:  “بِسْمِ اللهِ وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ”

وفي رواية أخرى: “بِسْمِ اللهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ”.

2. بعد تسوية القبر: بعد دفن الميت وتسوية القبر، يُستحب الوقوف عند القبر والدعاء له بالثبات، اقتداءً بقول النبي ﷺ: “اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ، وَاسْأَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ، فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ”.
3. الدعاء للميت: يمكن الدعاء بأدعية متنوعة، ومن أفضلها:

“اللهم أغفر له، وارحمه، وعافه، واعفُ عنه، وأكرم نُزُله، ووسّع مُدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقِّه من الخطايا كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدَّنس، اللهم أبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وزوجًا خيرًا من زوجه، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار”.
(رواه مسلم).

أو تقول: “اللهم اجعل قبره روضةً من رياض الجنة، ولا تجعله حفرةً من حفر النار، اللهم أفسح له في قبره، ونوِّر له فيه”.

4. تلقين الميت بعد الدفن (عند بعض العلماء): ذهب بعض العلماء إلى استحباب تلقين الميت بعد الدفن، بأن يُقال: “يا فلان بن فلانة، أُذكر ما خرجت عليه من الدنيا: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وأنك رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ نبيًا”.
مع أن التلقين بعد الدفن مسألة خلافية، إلا أن الثابت هو الدعاء للميت بالثبات والرحمة.

5. الدعاء لأهل الميت: كما يُستحب تعزية أهل الميت والدعاء لهم بالصبر والسلوان، مثل: “إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، أحسن الله عزاءكم، وغفر لميتكم، وجبر مصابكم”.
أو تقول:  “اللهم اجبر مصيبتهم، واخلف لهم خيرًا منها”.

تم نسخ الرابط