خبير عسكري: إيران تتبع استراتيجية "عدم اليقين" والغموض حيال قدراتها النووية

أكد الفريق قاصد محمود، الباحث السياسي ، ونائب رئيس هيئة الأركان الأردنية الأسبق، أن المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن تشهد تقدماً، لكنها لا تزال تواجه عقبات جوهرية، أبرزها ملف التخصيب النووي الإيراني واحتمال امتلاك طهران لقدرات تسمح بتصنيع أسلحة نووية.
وأوضح في مداخلة هاتفية لقناة " القاهرة الاخبارية " أن التصعيد الإعلامي من الجانبين الأمريكي والإيراني يعكس محاولة كل طرف ممارسة الضغط على الآخر، مشيراً إلى أن إيران تسعى للحفاظ على مكتسباتها النووية، بينما تحاول الولايات المتحدة الحد من تقدم البرنامج النووي الإيراني، خاصة فيما يتعلق بكميات اليورانيوم المخصب بنسب عالية.
التخصيب النووي الإيراني
و أشار الفريق محمود إلى أن إيران تمتلك كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهو ما يكفي نظرياً لتصنيع عدة رؤوس نووية إذا ما قررت طهران ذلك، مضيفًا ان المشكلة الحقيقية هي أن الولايات المتحدة تريد سحب هذه الكميات من إيران، بينما تريد طهران الاحتفاظ بجزء منها لتكون ورقة ضغط في المفاوضات.
وأوضح أن إيران قد تكون قادرة تقنياً على تصنيع سلاح نووي في غضون أسابيع إذا اتخذت القرار السياسي بذلك، مستشهداً بتصريحات مسؤولين إيرانيين سابقين، بما في ذلك تصريح مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) قبل عام والذي أكد أن إيران قريبة من امتلاك القنبلة النووية.
و رغم القدرات التقنية، أكد الفريق محمود أن القرار النهائي بامتلاك السلاح النووي يبقى سياسياً بيد المرشد الإيراني الأعلى، الذي يلتزم دستورياً بعدم السعي لامتلاك أسلحة الدمار الشامل، مشيرا إلى أن إيران تتبع استراتيجية "عدم اليقين"، حيث تترك الغموض حول قدراتها النووية دون إعلان صريح، مما يمكنها من تجنب استهداف مباشر من المجتمع الدولي.
وأضاف: "إيران تدرك أن الإعلان عن امتلاك سلاح نووي سيعرضها لعقوبات واستهداف أكبر، خاصة من إسرائيل التي تعتبر أي تقدم نووي إيراني تهديداً وجودياً لها".
التهديدات الأمريكية والإسرائيلية
فيما يتعلق بالتصعيد العسكري الأمريكي، بما في ذلك نشر طائرات قاصفة في المنطقة، رأى الفريق محمود أن واشنطن تستخدم هذه الخطوات كأداة ضغط على إيران، لكنها لا تسعى بالضرورة للحرب، مشيراً الي الرئيس الأمريكي الذي يريد إبرام صفقة تظهر انتصاراً دبلوماسياً، بينما إيران تريد رفع العقوبات دون التخلي عن كل أوراقها النووية.
كما تطرق إلى التحالف الإيراني الباكستاني، واعتبر أن التلويح بهذا التحالف قد يكون جزءاً من استراتيجية طهران لتعزيز موقعها التفاوضي، خاصة في ظل امتلاك باكستان للسلاح النووي، مؤكدًا أن إيران تسعى لمشروع توسعي إقليمي، لكن الضغوط الاقتصادية الداخلية والقيود الدولية تحد من قدرتها على المغامرة بعمل عسكري كبير، موضحًا ان الوضع المعيشي الصعب في إيران يضعف النظام، مما يجعله أكثر حرصاً على تجنب صدامات كبرى.
و اختتم الفريق محمود حديثه بالتأكيد على أن المفاوضات النووية ستستمر في إطار معقد، حيث تحاول إيران الحفاظ على مكتسباتها، بينما تسعى أمريكا لتحقيق انتصار دبلوماسي، مشيراً إلى أن خطر الضربة العسكرية على المنشآت النووية الإيرانية يبقى قائماً، لكن القرار النهائي سيعتمد على حسابات سياسية معقدة من جميع الأطراف.