هل تغيرنا الأغاني الشعبية؟ تأثيرها الحقيقي على المجتمع

صباح الموسيقى والمزاج الشعبي! نسمعها في السيارات، في المحلات، وحتى في حفلات الزفاف: الأغاني الشعبية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من يومنا، إيقاعها السريع، وكلماتها التي تتراوح بين الفرح والعتاب، تمنحها القدرة العجيبة على التأثير في مشاعرنا وسلوكياتنا، ولكن… هل تساءلت يومًا عن الأثر الحقيقي لهذه الأغاني على حياتنا اليومية والمجتمع من حولنا؟

من الميكروفون إلى الشارع: كيف تنتقل الرسالة؟
وفقًا لتقرير نشره موقع Psychology Today، فإن الموسيقى، وخاصة الشعبية منها، لا تؤثر فقط في الأذواق، بل تمتد لتشكّل سلوكيات اجتماعية وأنماط حديث بين الشباب، الأغاني التي تتكرر فيها مفردات الغضب أو العنف أو حتى التفاخر بالماديات قد تُغرس في اللاوعي وتؤثر على الطريقة التي ننظر بها إلى الحياة والعلاقات.
ومع انتشار تطبيقات مثل “تيك توك” و”ريلز إنستغرام”، أصبحت الأغاني الشعبية تتصدر المشهد وتنتشر كالنار في الهشيم. وهنا تبدأ الثقافة في التغير: الكلمات تصبح تعبيرًا يوميًا، والإيقاع يتحكم في الحالة المزاجية، والأبطال في هذه الأغاني يصبحون رموزًا يُحتذى بها.
الإيجابي في القصة
لكن من جهة أخرى، لا يمكننا إنكار الجانب الإيجابي. فالأغاني الشعبية، برغم بساطة كلماتها، تعبّر أحيانًا عن هموم الناس، وتعكس واقع الشارع، وتخلق حالة من التنفيس الجماعي، وهي أيضًا وسيلة لتعزيز الانتماء، حيث تُوحّد الناس من خلفيات مختلفة على إيقاع واحد، كما أن كثيرًا من الفنانين يستخدمونها للتعبير عن قضايا اجتماعية بطريقتهم الخاصة.
هل نُحمّل الأغاني أكثر مما تحتمل؟
الخبراء يحذرون من التعميم، ليست كل الأغاني الشعبية سطحية أو سلبية، ولكن الأمر يتوقف على نوع الرسالة التي تحملها، ومدى وعي المستمع، فهناك فنانين شعبيين نجحوا في تقديم محتوى فني متوازن وراقي، بينما انحدر البعض نحو الكلمات السطحية والمبتذلة لجذب الجمهور.

في الختام: بين اللحن والكلمة.. اختر وعيك، الأغنية الشعبية ليست مجرد موسيقى تُسمع، بل ثقافة تنتقل وتتشكل في العقول. وهنا يأتي دورنا كمستمعين: هل نختار فقط ما يُطرب آذاننا، أم نفكر في ما يُغذّي عقولنا؟ قد لا نملك التأثير على ما يُنتَج، لكننا بالتأكيد نملك حرية الاختيار لما نُشغّل في الصباح، وما نُردد طوال اليوم.