عاجل

من أعرق عائلات الشرقية.. عائلة "نجم" تصدت للحملة الفرنسية واستضافت الخديوي عباس

عائلة نجم
عائلة نجم

محافظة الشرقية واحدة من أبرز المحافظات في مصر من حيث التاريخ والثقافة، فهي تحتضن العديد من العائلات التي لها تاريخ طويل في المنطقة.

 ومن بين هذه العائلات التي لها دور بارز في المجتمع المحلي والدور الاجتماعي والاقتصادي "عائلة نجم"، وتتواجد هذه العائلة في عدة مناطق داخل المحافظة، وتعتبر واحدة من العائلات التي تشتهر بتاريخها العريق والسمعة الطيبة.

قبيلة السواركة

يرجع أصل عائلة "نجم" إلى رجل اسمه نجم من قبيلة السواركة، التى جاءت إلى مصر مع عمرو بن العاص ضمن 12 قبيلة أخرى، وإليها يرجع نسب سيدنا سعد بن عكاشة.

عائلة نجم في فلسطين 

سكنت العائلة حدود مصر مع فلسطين لكن أصابهم الفقر فى عام 1703م، فرحل أربعة إخوة منهم إلى محافظة الشرقية بمصر، كان منهم رجلا يسمى "نجم" سكن منطقة العباسة فى أبوحماد وسكن باقى أخوته فى الحسينية وفى منطقة المنجاة.

يعود تاريخ عائلة نجم في محافظة الشرقية إلى عدة قرون مضت، حيث يقال إن أجداد هذه العائلة كانوا من الشخصيات البارزة في المجتمع المحلي في عهد الدولة العثمانية.

العلم والوعي الاجتماعي

 كانت العائلة تتسم بالعلم والوعي الاجتماعي، وقد تميز أفرادها بقدرتهم على إدارة شؤون القرية وحل مشاكل الناس في إطار من التعاون والاحترام المتبادل.

كان لأفراد العائلة دور في إدارة المحاكم المحلية في بعض الأحيان، بالإضافة إلى مساهماتهم في مجال التعليم والمهن الأخرى.

الحملة الفرنسية

عند مجىء الحملة الفرنسية، ودخولها منطقة الصالحية، تصدى لهم نجم وأخوته، ولما أبلوا بلاءً حسنا فى الدفاع عن المدينة، منحهم الوالى المصرى 10 آلاف فدان، فى زمام منطقة الحسينية، كما منحهم أرض فاقوس، وكانت تسمى خرايب أبونجم، وهو الاسم المسجل فى هيئة المساحة، حتى الأن وهى أرض لم تزرع لقلة المياه، إلا بعد إنشاء ترعة الإسماعيلية.

ومع مرور الزمن، توسع نطاق تأثير العائلة ليشمل العديد من الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة، كانت عائلة نجم معروفة بتقديم الدعم والمساعدة للفقراء والمحتاجين، حيث كان يُنظر إليها على أنها مصدر للحكمة والمشورة، وتلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على التقاليد والموروثات الثقافية.

ورحل كثير من أبناء العائلة إلى منطقة العباسة لتسمى بعد ذلك بكفر نجم وأرض الملاك، فعمل أبناء العائلة باستصلاح الأراضى المحيطة بهم، وكانت عبارة عن أراض جبلية، فامتلكوا حوالى 3000 فدان فى المنطقة.

أقطاب مولد أبومسلم

ومن المواقف التي عاشتها عائلة نجم الكبير "كان قطبا من أقطاب مولد أبومسلم، حيث كان يذهب مع العائلات الكبيرة، ويقيم الخيام ويذبح الذبائح، مصطحبا موكبه، وفى مرة كان راكبا فرسه وحوله الخفر والمماليك تجرى أمامه ووراءه، فخرجت طلقة أصابت نجم، فقتل عن طريق الخطأ، فقامت العائلات بعمل قعده كبيرة للثأر من المملوك القاتل، وأعطوا الابن الكبير محمد نجم فرصة القصاص لوالده، إلا أنه مسك السيف ووضعه على رقبة الجانى، ثم أطلقه لوجه الله".

تُعتبر عائلة نجم من العائلات التي لها دور مهم في الحياة الاجتماعية في محافظة الشرقية، فقد ساهمت العائلة في مجال التعليم من خلال تأسيس العديد من المدارس والمراكز التعليمية في القرى التي تنتمي إليها، كما أن العديد من أبناء العائلة قد تم تعيينهم في وظائف حكومية ومهنية مرموقة، مما ساعد في تعزيز مكانتها في المجتمع.

عائلة عسكرية

ينحدر من عائلة نجم ما يقرب من 26 لواء فى القوات المسلحة، 17 لواء شرطة أبرزهم عصام نجم وكيل الأمن العام وأكثر من 30 طبيبا، كما خرج منهم أول عمدة فى منطقة العباسة، وظهرت له قدرة على حل المشاكل، فتزعم الجلسات العرفية، التى كان يستضيفها فى بيته، وكانت له سطوة وكلمة لا يراجعه فيها أحد، تولى العمودية من بعده ابنه محمد، والذى كان فارساً وماهراً بركوب الخيل، حارب العثمانيين الأتراك وجنودهم الانكشارية - فرقة عسكرية من المشاة العثمانيين - عند حدود منطقة الشرقية.

المجال الاقتصادي

أما في المجال الاقتصادي، فقد كانت العائلة تُعرف بتجارة الأراضي الزراعية، حيث تملك العديد من الأراضي في الريف المصري، خاصة في مناطق مثل "بلبيس" و"أبو حماد".

 ساعد هذا النشاط الزراعي العائلة على تأمين دخل جيد لأفرادها، بالإضافة إلى تعزيز علاقاتها مع المزارعين المحليين، كما أن أفراد العائلة شاركوا في تطوير القطاع الزراعي من خلال تطبيق تقنيات حديثة وأساليب مبتكرة في الزراعة.

رموز عائلة نجم

ومن رموز عائلة "نجم" الشوادفى بك نجم كان رجلاً مفكراً ومتعلماً، فلا تعرض عليه أية مشكلة، إلا ويجد لها حلا، فلا تتدخل الحكومة فى أى من أمور الناس، رغم أن عموديته كانت على منطقة كبيرة، تبدأ من أول القصاصين بالإسماعيلية حتى بساتين أبوالأخضر فى الزقازيق.

وأخذ الشوادفى نجم الباهوية من الخديوى عباس بعد أن زاره الخديوى بعد تعطل الياخت الملكى الدهبية فى ترعة الإسماعيلية، فصمم الشوادفى على استضافته هو والحاشية الملكية، لحين إصلاح الدهبية، واستجاب الخديوى وأقام 3 أيام فى منطقة أرض الملاك كفر نجم ثم منحه النيشان الملكى بعد الباكوية.

كما كان للشوادفى مواقف وطنية فبعد قطع الإمداد عن جيش عرابى عند كوبرى العباسة، استضافهم وأرسل إليهم المؤن التى تلزمهم.

وتولى محمد نجم العمودية من بعد الشوادفى، لمدة أربعين سنة منذ 1895، وحاصر الإنجليز فى منطقة التل الكبير، فأوى الفدائيين فى بيته فى منطقة كفر أبونجم، وقام بتمويلهم فلم يستطع الانجليز دخول المنطقة من قوة وسطوة محمد أبونجم.

الأنشطة الثقافية والدينية

لقد كانت عائلة نجم من العائلات التي تولي اهتمامًا كبيرًا بالأنشطة الثقافية والدينية، وتقلدت العديد من الشخصيات البارزة في العائلة مناصب دينية في المساجد، سواء كان ذلك من خلال الأئمة أو القائمين على التعليم الديني في المنطقة، وهذا يبرز الدور الديني للعائلة في المجتمع المحلي.

كما كان لعائلة "نجم" دور مؤثر مع حركة المقاومة الشعبية فى منذ عام 1949، حيث كانت معسكرات الجيش الانجليزى تعسكر فى التل الكبير، فكانت تخرج صوانى الطعام لجنود المقاومة المشكلة من الطلبة والعمال، والذين جاءوا من القاهرة متخذين من القرية مخبأ لهم، وليلا تقوم بمهاجمة المعسكرات الانجليزية.

شهداء عائلة نجم

وقدمت عائلة "نجم" لمصر شهداء منهم فاروق نجم، الذى استشهد فى عملية داخل سيناء فى وقت الاحتلال الإسرائيلى، فسميت على اسمه مدرسة فاروق نجم بالحجاجية فاقوس، كما حصل على نجمة سيناء العسكرية وسميت إحدى قاعات الكلية الحربية باسمه.

واحتفظت إسرائيل بجثته مدة شهر، لكن  تمت مبادلته عن طريق الصليب الأحمر، وقامت كل وحدات الجيش بإرسال مندوب لها فى العزاء، حتى أن اللواء سعد الدين الشاذلى رئيس الأركان، وقتها، كان يستقبل المعزين بنفسه.

تنتشر العائلة فى الكثير من بلدان الشرقية، وسمى كفر نجم فى أبوحماد، على اسم الجد نجم الكبير، وفى عزبة نجم التى سميت على اسم عطية نجم، وفى عزبة آل نجم فى فاقوس، وعزبة فاضل نجم، وعزبة أبونجم فى صان الحجر، بمركز الحسينية وينتشر باقى العائلة فى الزقازيق والإسكندرية والقاهرة وفى قطاع غزة بفلسطين.

تتميز عائلة نجم بهيكل اجتماعي منظم حيث يلتزم أفراد العائلة بالعديد من القيم العائلية التي تحافظ على الترابط الاجتماعي، يعد الترابط الأسري من أهم القيم التي تميز هذه العائلة، حيث يحرص أفرادها على مساعدة بعضهم البعض في الأوقات الصعبة. تتسم العلاقات الأسرية في العائلة بالاحترام المتبادل والمساندة في مختلف مجالات الحياة.

الشراكة العائلية

ومن خلال الشراكة العائلية، يتم اتخاذ قرارات هامة تتعلق بمستقبل العائلة، سواء كان ذلك في ما يتعلق بالأمور الاقتصادية أو الاجتماعية أو حتى السياسية، تساهم هذه الروح الجماعية في الحفاظ على استقرار العائلة وتعزيز مكانتها في المجتمع.

"بنات نجم لا يتزوجن إلا من العائلة"، ميثاق عرف عن العائلة قديما، وشدد عليه محمد بك الشوادفى مع عطية نجم، ونص على "ألا تتزوج بناتهم إلا إلى أولادهم". فك هذا الارتباط منذ وقت قريب.

 وقديما كانت مدة الفرح 15 يوماً، ثم يأتى العريس فى اليوم الموعود راكباً حصان وتركب العروسة الجمل، فيأخذ عروسته ويذهبان إلى بيت الزوجية، وأفراح نجم أحيتها أم كلثوم فى سنة 1921، بعد أن قام الشوادفى نجم بتزويج ولد وبنتين له، فأقامت أم كلثوم فى دوارهم فى عزبة أبونجم 3 أيام، وتم ذبح أكثر من 17 عجلاً وأكثر من 40 خروفاً، أما المأتم فيكون 40 يوما يتم فيه ذبح العجول والخرفان للضيوف المعزين.

المجال السياسي

لم تقتصر تأثيرات عائلة نجم على الجانب الاجتماعي والاقتصادي فحسب، بل كان لها أيضًا دور بارز في المجال السياسي على مر العقود، فقد شارك العديد من أبناء العائلة في الانتخابات المحلية وكان لهم تأثير كبير في توجيه الرأي العام في محافظة الشرقية، علاوة على ذلك، ساهم العديد من أفراد العائلة في شغل مناصب مرموقة في الحكومة المصرية، مما جعل لهم حضورًا قويًا في مجالات السياسة والإدارة.

ومن رموز وقامات عائلة "نجم"، محمد المرسى نجم مدير عام السكك الحديدية وعبد الفتاح الشوادفى نجم مستشار فى الإذاعة والتليفزيون وثريا نجم وكيل وزارة الإعلام واللواء عصام نجم مساعد وزير الداخلية للأموال العامة واللواء عبد الفتاح نجم رئيس إدارة البحث الجنائى بالدقهلية.

رموز إعلامية

وكذلك أيضا عطية عثمان نجم مخرج بالتليفزيون ومجيدة نجم مخرجة بالتلفزيون المصرى وسعاد نجم مخرجة بالتليفزيون المصرى وعز أنور نجم مستشار بوزارة المالية وعدلى نجم مدير عام بالتربية والتعليم والدكتور إسماعيل نجم وكيل كلية الطب بالزقازيق والاستاذ الدكتور أحمد حافظ نجم وكيل كلية الحقوق، جامعة الزقازيق.

ومنهم عميد طيار محمود نجم واللواء فيصل نجم رئيس الإدارة المركزية لأمن التليفزيون وعميد فوزى نجم بالقوات المسلحة واللواء سمير نجم بالقوات المسلحة واللواء محمد نجم بالقوات المسلحة واللواء صلاح نجم مدير كلية القادة والأركان.

وكذلك الحاج عطية نجم رجل اعمال والشاعر أحمد فؤاد نجم وعلى نجم محافظ البنك المركزى سابقا وحسن عطية نجم مدير عام بالجامعة واللواء عبد الفتاح نجم كان يشغل منصب مدير أمن الدقهلية ومدير أمن مطروح ومدير أمن بورسعيد ونجم محمد نجم مستشار بمحكمة النقض وتميز بالحكم فى القضايا السياسية فكان يعطى كل ذى حق حقه.

تم نسخ الرابط