تونا الجبل في المنيا.. سراديب ومدينة للموتى حكمتها الأساطير (صور)

في سراديب تونا الجبل، بمركز ملوي، محافظة المنيا، توجد جدران محفورة بالنقوش الهيروغليفية، وتوابيت مزخرفة، ومومياوات تحكي قصصاً من زمن بعيد، في أعماق صحراء مصر الغربية، حيث تختفي الشمس خلف كثبان الرمال تكمن مدينة أشباح تحكي أسرار الحضارات القديمة.
اكتشف علماء الآثار كنوزًا دفنت منذ الآف السنين، تكشف لنا عن عالم مجهول من العادات والتقاليد المصرية القديمة، هذا الاكتشاف الذي وضعها علي خريطة المواقع الآثرية العالمية لتحكي لنا قصصاً أسطورية.

سراديب تونا الجبل
بدأت قصة اكتشاف سراديب تونا الجبل في عام 1937، عندما عثر الدكتور سامي جبره على شبكة معقدة من الممرات تحت الأرض تضم 4 شوارع متفرع منها مئات الحارات الجانبية بطول 3 كيلو متر تقريبًا، وعلي مساحة 50 فداناً حسب ما ورد بتقارير هيئة الأثار، والتي تبين أنها كانت مقابر لدفن الطيور.

قسمت السراديب لـ4 وترقيمها بحروف أجنبية كالتالي: «A-B-C-O» كلاً منهم علي حد، فالأول A لم يتم العثور فيه علي مومياوات رغم أنه الاعمق وسط الثلاث الآخرين، أما الثاني Bخصص له باباً منفصلاً نتيجة وجود المئات من مومياوات لطيور الأيبس المقدس وبه منحنيات مخيفة لتشبه بيت الأشباح.

بينما السرداب C هو السرداب الذي تم السماح فيه لأستقبال الزوار، لأنه يحتوي علي مئات المومياوات لطيور الأيبس المحنطة داخل توابيت مكونة من الخشب و الحجر الجيري و الفخار، محفوظة في جوف جدران منحوتة بجوانب السرداب، بجانب قاعة الآله « جحوتي» ومومياء القرد المحنطة ومحفوظة داخل جدار من الزجاج، وتمثال لقرد البابون من الحجر الجيري، كما يضم مقبرة كبير الكهنة المشرف علي أعمال حفر السراديب عنخ حور وتعني «حورس الحي» في نهايته.
أما السرداب O كان منفصل عن الآخرين بأمر من الدكتور سامي جبره لاحتوائه علي عدد من التماثيل والتمائم الذي تم نقلهم الي متحف ملوي بعد انتهاء البعثة الاثرية من العمل ومغادرتها.

مقابر مخصصة للبشر بسراديب تونا الجبل
لم تنتهِ قصة تونا الجبل عند هذا الحد، ففي عام 2017 عادت البعثات الآثرية لتكشف عن أسرار جديد مدفونة تحت رمال الصحراء، فهذه المرة عثر الباحثون على سراديب موازية للسراديب الشهيرة، ولكنها كانت تحوي مومياوات بشرية بدلاً من الحيوانات المقدسة، بجانب التوابيت الحجرية والتمام الملونة، مما يشير إلي إيمانهم بالحياة الآخرة وتبوح عن علاقاتهم الاجتماعية وعائلتهم، هذا الاكتشاف يفتح آفاقًا جديدة للبحث، ويذكرنا بأن أسرار الماضي لا تزال تنتظر من يكشفها.

كنزا أثرياً لا يقدر بثمن بسراديب تونا الجبل
تعتبر سراديب تونا الجبل كنزا أثرياً لا يقدر بثمن، حيث تكشف لنا عن أسرار الحضارة المصرية القديمة في كيفية تحنيط الموتى من الطيور والبشر وطريقة الدفن في هذه الحقبة الزمنية من التاريخ الفرعوني، ومع استمرار أعمال التنقيب والبحث، من المتوقع أن تكشف هذه السراديب عن المزيد من الاكتشافات المذهلة التي ستعيد كتابة تاريخ مصر القديمة، خاصة داخل الممرات التي لم يتم العمل فيها حتي الأن من قبل البعثات الأثرية.

الجدير بالذكر، أن منطقة تونا الجبل جوهرة مصرية مخفية، تكشف عن كنوز أثرية لا مثيل لها، ففي هذا الموقع الساحر، تتجول بين الساقية الرومانية التي لا تزال تدور ببطء، ومعبد «بيتوزيرس» الذي يحكي قصصًا عن الحياة اليومية في العصر اليوناني الروماني، ومقبرة «إيزادورا» التي تشهد على قصة حب خالدة، ولوحات «أخناتون» ونفرتيتي التي تنقلنا إلى عاصمة مصر في عصر آمون.






