مكان سياحي على الطراز الأوروبي.. ملتقى الزوار في بورسعيد (صور)
في محافظة بورسعيد، مدينة السلام وفي أشهر وأقدم ميادينها، ميدان الشهداء، رمز النضال والمقاومة الشعبية ، حيث يوجد النصب التذكاري للجندي المجهول ، والذي شيد ليكون رمزاً لكفاح شعب بورسعيد ضد العدوان الثلاثي ، والذي تم جلائه في عام 1956م ، ليكون عيدا قوميا للمحافظة ، توجد "ساحة الحمام" .
ولم تكن "ساحة حمام " ميدان الشهداء ، منذ نشأة الميدان بل هي حديثة العهد بحديقته ، والتي اشتهرت بالمسلة ، التي تتوسطها ، وتم تطويرها ضمن مبادرة " حدائق بلا أسوار ، ورغم تاريخها ، وكونها إحدى الحدائق التراثية ، الا انها لم تتأثر عراقتها بالساحة الحديثة .
موقع ساحة حمام
تقع "ساحة حمام" ميدان الشهداء بحي الشرق اقدم وأرقى أحياء محافظة بورسعيد ، توجد أمام ديوان عام المحافظة ، بشارع ٢٣ يوليو ، أحد الشوارع الرئيسية الهامة ، ويحيط بها عدد من أهم المؤسسات الحكومية ، والمدارس ، وخلفها محكمة بورسعيد الابتدائية.
نشأة ميدان الشهداء
تم تخصيص "ساحة الحمام" بحديقة ميدان الشهداء ، عقب عام 2020 م، في عهد اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد السابق ، وذلك بعد توافد المئات من طيور الحمام بمختلف الألوان والأشكال والأنواع إلى مكان الساحة ، واهتمام الأهالي به ، بإطعامه ، واللعب معه وتصويره لاسيما وقت الفجر والعصر .
واول من اهتم بالحمام بحديقة ميدان الشهداء كان الراحل إبراهيم الجباس – أحد أهالي حي العرب فبعد انتهاؤه من صلاة فجر كل يوم بالمسجد العباسي، القريب جدا من الحديقة ، يحرص على إلقاء الطعام للحمام ويقوم بتجميعه، وزادت الأعداد بميدان الشهداء، وباتت ظاهرة الحمام تجمع المئات بل الآلاف شهرياً من أهالي بورسعيد وزوارها من المحافظات الأخرى.
ومن حينها قرر اللواء عادل الغضبان – محافظ بورسعيد السابق، أن يتم تخصيص طعام وأمن للحمام يومياً للحفاظ عليه من بطش بعض الشباب، وليكون مكان سياحي .
ويأتي الزوار إلى ساحة الحمام من كل المحافظات وأصبح المكان مزاراً سياحياً، و كان الحمام موجوداً منذ سنوات، و يتم إلقاء الأكل للحمام بعد الفجر مباشرةً، وخلال ذلك التوقيت تتجمع كميات كبيرة من الحمام داخل الميدان ويحرص بعض الأهالي علي التواجد، و يطير الحمام بعد وجبته الصباحية ويتجمع علي فترات متفرقة من اليوم حتي يصل إلى ذروة عدده في الرابعة عصراً ويتم رمي له الوجبة الثانية .
وتبدأ رحلة الحمام المسائية من الخامسة والنصف حيث يغادر من الميدان إلى المساكن الخشبية القديمة في أحياء الشرق والعرب لتعود مرة أخري في الصباح الباكر .
مشرف الساحة
وبلقائنا مع محمد يوسف - مشرف ميدان الشهداء والقائم على رعاية الحمام ، قال إنه يعمل في هذا العمل من 9 سنوات منذ عام 2016م ، وكانت طيور الحمام توجد في حديقة المسلة ولكن بأعداد قليلة ، ولكن منذ عام 2020 م ، كثرت أعداده ، بعد أن قام الراحل ابراهيم الجباس أحد رواد الحديقة ، حيث كان يقوم بإحضار الطعام معه لجلب المزيد من الطيور الى الحديقة ومع تطبيق الحظر الصحي أثناء انتشار جائحة كورونا وعدم توافد الكثير من رواد الحديقة اتخذت الطيور من الميدان وساحته موطنا لها .
وأضاف مشرف ساحة الحمام ، أن الطيور تتواجد يوميا في الحديقة بكثرة من بعد الفجر ، وتستمر حتى الغروب ، وتتخذ من الأسطح القريبة من الميدان مبيتا آمنا لها.
وعن زوار الحديقة وتعاملهم مع طيور ساحة الشهداء ، أوضح "عم محمد يوسف" أنه يشعر بسعادتهم البالغة ، خاصة وهم يلقون الطعام لهم ، ويلتقط الحبوب من أيديهم بكل الحب ، فطيور الحمام لا تستقر الا في المكان الآمن ، محبة للسلام .
وعن تعامله مع طيور الحمام أكد أنه يقوم على رعايتهم وهم يعرفونه من صوت صفارته ، ويتجمعون حوله منذ تواجده في الصباح الباكر ، وان هناك اهتمام كبير من محافظ بورسعيد والمسئولين بالساحة ، لاسيما وأنها أصبحت قبلة للسياح وزوار المحافظة من مختلف البلدان.
رأي رواد الساحة
قالت إحدى زائرات ساحة الحمام بميدان الشهداء ببورسعيد، أنها تحرص علي التنزه بشكل شبه يومي هي وابنتها واحفادها في الصباح والمساء ، في الحديقة والتمتع بمشهد طيور الحمام وهي تحلق في كل مكان ، وتلعب مع الاطفال بحب وسلام .
وأشارت إلى أنها بورسعيدية ، وتشعر بروعة محافظة بورسعيد منذ صغرها ، ولكنها تؤكد على تغير المحافظة في الفترة الأخيرة وزيادة جمالها ، وجذبها للسياحة ، موضحة أن لها صديقات تعشقن بورسعيد ، ودائماً تزورنها ، صيفا وشتاءا، رغم أنهم من محافظات ساحلية كالاسكندرية وغيرها .
وعن "ساحة الحمام " ترى أن شعور هذه الطيور بالأمان هو ما يجعلها تستقر بهذه الاعداد في هذا المكان بالتحديد ، مؤكدة شعور احفادها بالسعادة حين إلقاء الطعام للحمام ، وشعورها هي الأكثر منهم بالفرحة والسرور.
أنشطة تجارية
ولم تقتصر ساحة الحمام على تواجد الأهالي وزوار المحافظة فقط بل أصبحت ترتبط بها عدد من الأنشطة التجارية ، أهمها بيع الحبوب المخصصة لإطعام الحمام ، وبلقائنا مع أحد الباعة ، قال لنا :" اسمى أحمد رشاد ، اعمل معلم ، و قررت عمل مشروع صغير اضافي لعملي لبيع أكل الحمام هنا بالحديقة بجوار الساحة ، لتنشيط السياحة ومساعدة الزوار على الاستمتاع برحلتهم.
وأضاف أن هناك أنواع عديدة من الحبوب لإطعام الحمام ، وهي الذرة الصفراء ، وذرة عويجة ، وذرة حمراء ، وبالكيس الواحد يوجد انواع مختلفة ومضاف إليها بسلة وفول ، لنقدم أنواع متنوعة من الفيتامينات المفيدة للحمام ، بالبروتينات والنشويات في وجبة متكاملة ، ويباع الكيس الواحد ب5 جنيهات فقط .
وأكد أن طيور الحمام رزق هنا في الميدان وفتحت باب رزق للكثير من المواطنين ، فمنهم من يبيع مثلي طعام الحمام، ومنهم من يقف بالحنطور ، لعمل جولات في شوارع بورسعيد السياحية ، وايضا بائعي الحلوى ، والبالونات الملونة للاطفال، ومؤجري الاسكيت ، حيث يوجد مساحات مخصصة للعبها ، للشباب والأطفال.
