قال عنهم المؤرخون: فيهم الخيل الجياد والرجال الأمجاد.. الطحاوية "أعرق عائلات الشرقية"

تعود أصول أسرة الطحاوية من قبيلة بني سُليم بن قَيس عَيلان بن مُضَر بن معَد بن نِزار بن عدنان، إحدى أعرق عائلات مصر وأشرفها نسباً وحسباً وأحد رؤوس القبائل العربية في مصر، هاجرت إلى مصر من جزيرة العرب قبل مئات السنين، وشاركت في بناء الدولة المصرية الحديثة، فيهم الخيل الجياد والرجال الأمجاد، وأشهر من اقتنى الحصان العربي الأصيل واهتم بنسبه وعني بتربيته، وتوارث أنقى السلالات العربية الأصيلة وحافظ عليها.
إن عائلة الطحاوية أحد فروع الهنادى من قبيله بنى سليم، مع نزوح قبائل كثيره من الجزيرة إلى الشام والعراق ومصر، وتعد من القبائل القوية التي دخلت إلى مصر وفرضت وجودها.

تتمركز عائلة "الطحاوية" في محافظة الشرقية، اشتهرت بالفروسية والحفاظ علي الخيل العربي الأصيل، ولعدد من أبنائها مواقف وطنية، حيث كان يوجد بها أصغر جندي مصري، وقدمت طيار من شهداء حرب أكتوبر، وتشتهر بمزارع الخيول.
وكان معهم خيولهم الأصيلة التي جاءوا بها، وامتلكوا الأراضى الزراعية الخصبة في المنيا والمناطق الشرقية على أحد فروع النيل ومناطق البحر الأحمر، وكانوا يحبون الخيل ويحترمونها جدا كعادة العرب ولا يربطون الا الأصايل.

وكانوا يتنافسون مع أسرة محمد علي على اقتناء الأفضل من الجزيرة والشام مع الاختلاف مع أسرة محمد علي التي كانت تبحث عن الجمال والشكل بينما الطحاوى يبحث عن القوة والتحمل التي هي الميزه الاصيله للحصان العربي ثم ياتى الشكل لاحقا، حتى ان محمد على توفيق أثنى في كتابه على خيل الطحاوية.
أعرق عائلات محافظة الشرقية
وتعرف عائلة الطحاوية أنها من أعرق العائلات التي سكنت محافظة الشرقية، تاريخها يرجع إلي أكثر من قرنين من الزمان، بداية هذة الأسرة كانت في بدايات القرن الثامن عشر، أسرة الطحاوية يرجع نسبهم إلي قبيلة عربية عريقة وهي قبيلة الهنادي من ليبيا، ثم إستوطنت البحيرة وقدمت منها إلي الشرقية، ويرجع نسب العائلة إلي القبيلة الأم وهي قبيلة بني سليم المصرية العدنانية التي هاجرت إلي مصر منذ القدم.
نسبهم يعود لرسول الله صلى الله عليه وسلم
كما يقال أيضاً أنهم أخوال الرسول صلي الله عليه وسلم، وتأكيد لحديث النبي عليه السلام، أنا إبن العواتك من سليم والعواتك هم جدات النبي صلي الله عليه وسلم، ويذكر أنه كان لقبيلة بني سليم ألف فارس في فتح مكة مع رسول الله.
كما شاركت العائلة في بناء الدولة المصرية الحديثة، فيهم الخيل الجياد، وأشهر من أقتنى الخيل العربي الأصيل وأهتم بنسبه وتربيته وتحافظ علي السلالات العربية الأصيلة، حيث توجد مزارع للخيل العربي عند الكثير من الطحاوية أمثال "يحي الطحاوي" بجزيرة عليوة، و"عبد اللطيف فرجاني الطحاوي"، و"عماد سعد الطحاوي" بجزيرة سعود.
ويعتبر سعد بك راغب الطحاوي المتوفي في 21 من مارس عام 1941 من رجال وشيوخ الطحاوية لما تحلي به من شجاعة وإقدام، وقلدة "السلطان حسين" بوسام النيل المعتبر من الطبقة الخامسة عام 1916م، وعقب هذا قد سميت منشأة راغب بإسمه وهى إحدى قرى مركز الحسينية في محافظة الشرقية وقد منح السلطان حسين كامل وسام النيل المعتبر من الطبقة الخامسة عام 1916 للشيخ سعد راغب حيث أشتهر بانه يتحلي بالصدق والإنصاف وذيع صيته في مديرية الشرقية إلى أن توفي رحمة الله عليه عام 1941م.
سر لقب عائلة "الطحاوي"
وسبب تسمية العائلة بإسم الطحاوي أو الطحاوية، هو أن جدهم الكبير ويدعي" الشافعي"، جاء إلي الحسينية مع شقيقه " بركات" وكان للشافعي "خمسة أبناء" ، فكانوا مع أبناء عمومتهم أبناء بركات الشافعي، بداية العائلة في منطقة الحسينية بمحافظة الشرقية، وكان "الطحاوي بن الشافعي" أكبرهم سنا وأوفرهم حظا من التعليم والثقافة فقد تلقي تعليمه خارج مصر وكان يجيد أكثر من لغة، وكان فارسا، ولكنه أغتيل في سن مبكر نتيجة العصبية والقبلية فأجمع أخوته وأولاد عمومته علي إطلاق إسمه علي جميع أبنائهم إسم "الطحاوي" تكريما له وعرفانا بفضله ومن هناء جاءت تسمية أسرة الطحاوية.

أعيان الطحاوية تنتشر في ربوع محافظة الشرقية
كما تتواجد عائلة الطحاوية في معظم مراكز محافظة الشرقية والجزء الأكبر منها يتواجد في مراكز الحسينية وأبوحماد وبلبيس وأبوكبير، وفي مراكز كفر صقر وديرب نجم، وللعائلة تواجد بالإسماعيلية وباقي المحافظات بأعداد متفرقة ولأسرة الطحاوية أماكن أقامتهم الخاصة بهم فقد سميت عدة قري وعزب ونجوع بأسماء المشايخ منها منشاة بشارة الطحاوي وجزيرة سعود الطحاوي ورسلان الطحاوي وجزيرة عليوة الطحاوي والسعدي الطحاوي ومنشاة راغب الطحاوي، ونجع عبد السلام الطحاوي وأبوشوشة وخداش الطحاوي ونجع حنضل الطحاوي ونجع صميدة الطحاوي ونجع مجلي الطحاوي ونجع عسر الطحاوي ونجع عبد المجيد الطحاوي بمركز أبوحماد وعزبة الرواجحية والطحاوية بمركز بلبيس، ونجع غانم بركات وخليل بركات وخليل بركات وبشير بركات بمركز أبوكبير.
فرسان الطحاوية في طليعة المحاربين في حروب محمد على باشا
كما سطرت العائلة دور وطني مُشرّف بدأ منذ نشأتها فكانت تتماشي مع الأحداث الوطنية للبلاد، كان فرسان أسرة الطحاوية، في طليعة المحاربين في حملة "إبراهيم باشا بن محمد علي" علي الشام عام 1832 ميلادية، وكان "سليمان الطحاوي" قائدا لسلاح فرسان العربان في هذة الحملة، وفي الحملة علي بلاد الحجاز، وبعد الإنتهاء من الحملة حيث كان لهم دور هام في عصر محمد علي، وتم منحهم نظير خدماتهم إقطاعات ضخمة جعلتهم من كبار ملاك الأراضي بالشرقية، وتم تكليف الشيخ "علي بركات الطحاوي" بإدارة شئون بلاد الحجاز بعدة العودة من الحملة، وفي فتوحات السودان بقيادة "إسماعيل باشا بن محمد علي" شارك الكثير من فرسان الطحاوية في فتوحات السودان، حتي منابع النيل وكان لهم البلاء الحسنة.
أصغر جندي عربي حارب في فلسطين كان "طحاوي"
وأضاف أن التاريخ، يذكر أن أصغر جندي عربي كان من الطحاوية ففي عام 1960 سمع التلميذ "وجيه علي بشير بركات الطحاوي" بأحداث فلسطين وصمم علي الذهاب إلي غزة للحرب إلي جانب الفلسطينين، وقطع الطريق من مسقط رأسه منشأة بشارة بالشرقية، إلي غزة علي قدميه مسافة 450 كيلو متر، وكتبت عنه الموضوعات الدراسية وكانت قصته هذة مقررة علي تلاميذ الصف الرابع الإبتدائي في السبعينات.

ومن الطحاوي أيضاً الشهيد رائد طيار "مجدي الطحاوي" في مقدمة شهداء الوطن، والذي أصيبت طائرته ثالث يوم حرب أكتوبر، وأعطيت له أوامر بالقفز من المظلة وهبط إلي مطار الصالحية وأصيب في ذراعه وتمكن من الهبوط وتلقي العلاج وطلب بالأذن بالطيران أثناء الثغرة فأذن له بعد اصراره واستشهد، وتذكر سجلات الحرب أنه كان يوجد 200 مقاتل من أبناء عائلة الطحاوية في حرب أكتوبر، وذلك موثق في سجلات التجنيد.
وكان للحطاوية تاريخ مشرف في الجلسات العرفية وحل الكثير من قضايا الدم والقتل، ويوجد قضاة مشهورين في مجال القضاة العرفي، وأبناء العائلة كان لهم دور كبير في حل المشكلات والنزاعات العرفية، كما تبرع عدد أبناء العائلة لإنشاء عدد من المدارس بقرى الحسينية.

رموز عائلة الطحاوي لي مجلس الشعب
وسطرت العائلة دور سياسي عريق، فكان لهم دورهم الطبيعي في الحياة النيابية في مصر منذ القدم، بداية من الشيخ محمد بك السعدي الطحاوي مرورا بالحاج رياض مختار الطحاوي عضو مجلس الأمة، وبركات الطحاوي عضو مجلس الشوري لأربعة دورات متتالية، ثم اللواء مشهور الطحاوي عضو مجلس الشعب ثم الدكتور أحمد عبد اللطيف الطحاوي، عضو مجلس النواب الحالي.
أول مستشار للملك فاروق الأول ملك مصر من عائلة الطحاوي
كما أن عدد من أبناء الطحاوية، تقلدوا العديد من المناصب الهامة في البلاد على مر العصور، بداية من المستشار قايد محمد بك الطحاوي، وكان أول مستشار للملك فاروق الأول ملك مصر، والعائلة بها عدد من القضاة والمستشارين، هم والمستشار ضويحي الطحاوي، والمستشار عبد العاطي راجح الطحاوي، والمستشار عبد القادر راجح الطحاوي، والمستشار فيصل الطحاوي، والمستشار محمد الطحاوي، والمستشار هشام حمد الطحاوي، والمستشار هشام صباح الطحاوي.
رموز عائلة الطحاوي في الشرقية
كما أفرزت عائلة الطحاوية الكثير من الأطباء والضباط، منهم الدكتور عبد الستار الطحاوي، مدير مستشفي الحسينية المركزي، أثناء واقعة استشهاد تلاميذ مدرسة بحر البقر، والدكتور مشهور الطحاوي، نائب رئيس كلية طب الزقازيق، الدكتور حاتم الطحاوي، أستاذ التاريخ المعاصر جامعة الملك عبد العزيز، والدكتور عبد الرحمن الطحاوي بشير رئيس قسم التاريخ بكلية الأدب جامعة الزقازيق، والدكتور عبد الله حنضل الطحاوي بالقوات المسلحة، وعدد من ضباط الشرطة والجيش منهم، الصاغ "محمد علي بشير" من من الضباط الأحرار في ثورة يوليو، وبعد الثورة تقلد رئيس الشركة المصرية للبترول، ثم محافظا للغربية، واللواء عبد الخالق الطحاوي، مساعد وزير الداخلية، اللواء مشهور الطحاوي مدير إدارة مرور الشرقية، اللواء عياد الطحاوي، واللواء عبد الرازق عدلان الطحاوي، واللواء طيار هشام شندي الطحاوي، واللواء كمال الطحاوي.

كما أن للمرأة بعائلة الطحاوية، دور كبير وفعال فنجد الدكتورة أمال شكري الطحاوي، مدير هيئة التأمين الصحي، والدكتورة هدي الطحاوي بالمجلس القومي للمرأة، والأديبة ميرال الطحاوي الحائزة علي جائزة الدولة في الأدب، والحاجة راند الطحاوي زوجة اللواء مشهور الطحاوي، لها دور في العمل الخيري.
العادات والتقاليد عند عائلة الطحاوي
يحرص أفرد عائلة الطحاوية المنتشرين، في كافة مراكز المحافظة، على إحتفالية تقام منذ عشرات السنين في الأفراح، تسمي "كف العرب" تتم قبل حفل العرس بأسبوع، فتقوم أسرة العريس بدعوة الأسر الكبيرة، ويحضر الجميع قبل المغرب لتناول العشاء قبل البدء في الكف، ويتم تعليق الرايات البيضاء وطلاء المضيفة بالجير وفرشها بالرمال والسجاجيد، ويبدأ الشباب في الرقص بالخيل وتقام الأفراح.






