في ذكرى رحيله.. الشيخ محمد الليثي أسطورة التلاوة التي لا تغيب

تحل اليوم الذكرى التاسعة عشرة لوفاة الشيخ محمد الليثي، أحد أعلام دولة قراء القرآن الكريم في مصر، والذي اشتهر بلقب "ملك التلاوة"، حيث غادر عالمنا في مثل هذا اليوم 5 مارس 2006 عن عمر 57 عامًا، بعدما ترك إرثًا خالدًا من التلاوات التي لا تزال تلامس قلوب المستمعين، حيث تميز بصوته المؤثر، الذي جمع بين القوة والعذوبة، ما جعله واحدًا من أعلام التلاوة في القرن العشرين.
أهم المعلومات عن الشيخ محمد الليثي
وُلد الشيخ محمد الليثي عام 1949 في قرية النخاس التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، إذ نشأ في أسرة متدينة، حيث كان والده الشيخ محمد أبو العلا الليثي محفظ القرآن الوحيد في القرية، ولُقب بـ«الليثي» تيمناً بالإمام الليث بن سعد، وحفظ القرآن وهو الثالثة من عُمره، وأتم حفظ القرآن الكريم كاملًا في سن السادسة.

عندما أدرك والده نبوغه المبكر، دفعه إلى دراسة علوم التجويد وأحكام التلاوة على يد كبار المشايخ في الشرقية، حيث تعلّم القراءات العشر على يد الشيخ محمد العربي، بقرية بني قريش، التابعة لمركز منيا القمح، بمحافظة الشرقية.
بداية الشيخ الليثي مع التلاوة
بدأ الشيخ الليثي رحلته مع التلاوة في سن مبكرة، حيث كان يُحيي المناسبات الدينية في قريته وهو في الخامسة عشرة من عمره، وسرعان ما ذاع صيته في محافظة الشرقية، ثم انتقلت شهرته إلى القاهرة، حيث بدأ يتلقى دعوات لإحياء حفلات التلاوة في المساجد الكبرى، مثل مسجد الإمام الحسين والسيدة زينب.

شكل انضمام الشيخ محمد الليثي إلى الإذاعة المصرية عام 1984 نقطة تحول بارزة في مسيرته، حيث فتح له الباب للوصول إلى جمهور أوسع داخل مصر وخارجها. وفي عام 1986، انطلق صوته عبر أثير الإذاعة، ليحيي العديد من الحفلات الدينية التي نقلت مباشرةً من كبرى مساجد مصر، مثل مسجد الإمام الحسين، والسيدة زينب، والنور بالعباسية، والإمام الشافعي، وغيرها من المساجد.
رحلات الشيخ الليثي حول العالم
لم يقتصر تأثير الشيخ الليثي على مصر فقط، بل انتشرت تلاواته في العديد من الدول العربية والإسلامية، وسافر إلى دول عديدة لإحياء الحفلات الدينية، أبرزها "المملكة العربية السعودية حيث قرأ في المسجد الحرام والمسجد النبوي، كما سافر إلى باكستان وإيران والهند حيث استُقبل بحفاوة كبيرة من محبي القرآن الكريم، كما شارك في العديد من الفعاليات الإسلامية والتلاوات القرآنية في جنوب أفريقيا وألمانيا والولايات المتحدة.
وفاة الشيخ الليثي
في عام 2000، وبعد عودته من زيارة إلى إيران، بدأ يعاني الشيخ الليثي من مشكلات صحية أثرت على صوته وأدائه. لكنه سافر لأداء مناسك العمرة ثم تلقى دعوة للقراءة في لبنان، لكنه اضطر إلى العودة سريعًا إلى مصر بسبب اشتداد المرض عليه.

وفي 5 مارس 2006 رحل الشيخ محمد الليثي عن عالمنا عن عمر ناهز 57 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا عظيمًا من التلاوات التي لا تزال تُذاع حتى اليوم.