القمة العربية الطارئة بالقاهرة
القمة العربية الطارئة بالقاهرة.. هل تنجح في رسم خارطة طريق واضحة لمستقبل غزة؟

مع دقات الثالثة عصر اليوم الثلاثاء، تتجه أنظار العالم صوب القاهرة، حيث تستضيف القمة الطارئة لجامعة الدول العربية، في لحظة مفصلية تتعلق بمصير قطاع غزة والقضية الفلسطينية، والتصدي لخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المثيرة للجدل لـ"توطين" الفلسطينيين بشكل دائم في دول عربية.
ويجلس القادة العرب أو ممثلوهم، واضعين أمامهم الملف الشائك «مصير قطاع غزة» الذي يزداد تعقيدًا مع مرور الوقت وسط ترقب لمخرجات القمة التي ومن المتوقع أن تتصدر مناقشاتها عدد من الرسائل الهامة التي تشمل التأكيد رفض التهجير القسري، وأنه لا بديل عن إعادة إعمار غزة في وجود سكانها، والسعي لحل الدولتين كونه السبيل الوحيد للاستقرار.
بينما تشمل رسائل القمة سبل استئناف المرحلة الثانية لاتفاق غزة ودعم جهود تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والتأكيد على ثوابت الموقف العربي حيال القضية الفلسطينية.
وتسعى مصر لتقديم خطة واضحة بالقمة العربية تدور حول ارتباط السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، بقدرة المجتمع الدولي على تحقيق الشرعية الدولية، والقائمة على حل الدولتين، وأهمية تعزيز الصمود الإقليمي في مواجهة الدعوات التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، علاوة على حرص القاهرة التحرك على كافة المستويات الدولية لضمان تدفق المساعدات الإنسانية.
تحضيرات مكثفة قبل القمة
وشهدت القاهرة أمس الاثنين اجتماعات مكثفة بين وزراء الخارجية العرب، حيث جرت مناقشات مطولة حول خطة إعادة الإعمار، حيث التقى وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، التقى نظيره المصري، بدر عبد العاطي، في لقاء ثنائي لوضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات.
وصول القادة العرب
مع حلول مساء الاثنين، بدأ توافد المشاركين وعلى رأسهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فيما أعلنت الكويت أن ولي العهد، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، سيترأس وفد بلاده.
ومن البحرين، جاء الملك حمد بن عيسى مترأسًا وفد بلاده، بينما حطّت طائرة رئيس العراق، عبد اللطيف جمال رشيد، في مطار القاهرة ليشارك في القمة.
وفي الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، غادر الرئيس اللبناني جوزاف عون الرياض متوجهًا إلى القاهرة، يرافقه وزير الخارجية يوسف رجي.
ووصل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، أمس الاثنين، ليكون ضمن الحاضرين في هذا الحدث البارز.
وأعلنت تونس أن رئيسها، قيس سعيّد، كلف وزير الخارجية محمد علي النفطي بترؤس الوفد التونسي، بينما كلف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وزير الخارجية أحمد عطاف بالحضور بدلًا منه.
ووصل وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، لحضور الجلسة التحضيرية، بعد تلقي رئيس الإدارة الانتقالية السورية، أحمد الشرع، دعوة رسمية من الرئيس عبد الفتاح السيسي.
أما بالنسبة للسعودية، الإمارات، قطر، المغرب، فلا تزال وفودهم غير مؤكدة حتى اللحظة، بينما يظل موقف المغرب غير محسوم، وسط تساؤلات حول إمكانية حضور الملك محمد السادس، الذي يخضع لجلسات تأهيل طبي بعد خضوعه لعملية جراحية في كتفه.
وقبل انعقاد القمة دعا شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، عبر صفحته الرسمية، القادة العرب إلى التضامن واتخاذ موقف موحد لمواجهة أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، مؤكدًا أهمية تفعيل خطة إعادة إعمار غزة، ورفض الضغوط الدولية التي تحاول فرض واقع جديد على الأرض.
وفقًا للجدول الرسمي، ينطلق الاستقبال الرسمي في الثالثة عصرًا، تعقبه الجلسة الافتتاحية في الرابعة والنصف، بينما بعد الإفطار الرمضاني، ستُعقد جلسة مغلقة، يعقبها الجلسة الختامية في تمام الثامنة والنصف مساءً، حيث يُنتظر الإعلان عن البيان الختامي والقرارات المتفق عليها.