عاجل

هيئة كبار العلماء بالأزهر توضح .. مفهوم واقعية القرآن الكريم في حياة الناس

حملة فوائد رمضانية
حملة فوائد رمضانية

في إطار حملة فوائد رمضانية التي أطلقتها هيئة كبار العلماء بالأزهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال رمضان 1446هـ، تناولت الهيئة واقعية القرآن الكريم، مشيرةً إلى أن القرآن هو منهج اجتماعي ودستور أخلاقي لا ينفصل عن حياة الناس.

واقعية القرآن الكريم منهج للحياة

أوضحت هيئة كبار العلماء بالأزه، أن القرآن الكريم هو واقع حياتي يتناول جميع جوانب الحياة اليومية، ويقدم حلولًا عملية تتناسب مع حاجات الإنسان ومتطلباته. وقد استشهدت الهيئة بما قاله الإمام البقاعي في تفسيره حول رخصة الفطر للمريض والمسافر، إذ قال نصا 

«ولما كان للمريض حاجة للدواء والغذاء بحسب تداعي جسمه رُفع عنه، فكان فطر المريض رخصة لموضع تداويه واغتذائه، وكذلك السفر؛ لما يحتاج إليه المسافر من اغتذاء؛ لوفور نهضته في عمله في سفره، وأن وقت اغتذائه بحسب البقاع لا بحسب الاختيار؛ إذ السفر قطعة من العذاب، فلا يجتمع على العبد كلفتان فيتضاعف عليه المشقة دينًا ودنيا».

[نظم الدرر 3/48،47]

تسهيل الشريعة ورفع الحرج

أكدت هيئة كبار العلماء أن أحكام الشريعة الإسلامية تقوم على التيسير ورفع الحرج، حيث جاءت رخصة الإفطار في رمضان لمن يعاني من المرض أو السفر كنوع من التخفيف والرحمة بالناس ، موضحة أن القرآن الكريم يراعي الظروف المختلفة للأفراد ويمنحهم تسهيلات تتناسب مع حالاتهم الصحية والاجتماعية.

وأشارت الهيئة إلى أن السفر، كما ورد في الحديث الشريف، هو قطعة من العذاب؛ ولذلك خففت الشريعة الإسلامية عن المسافر بإباحة الفطر، حتى لا يجتمع على المسلم مشقة الصيام ومشقة السفر معًا.

القرآن منهج شامل للحياة

أوضحت هيئة كبار العلماء بالأزهر أن واقعية القرآن الكريم تتجلى في كونه منهجًا متكاملًا يشمل جميع جوانب الحياة، ويقدم حلولًا عملية تتناسب مع تطورات العصر وظروف الناس. 

وأكدت الهيئة أن أحكام القرآن الكريم ليست مجرد نظريات، بل هي تشريعات عملية تعالج قضايا الإنسان اليومية، وتقدم رخصًا للمحتاجين مثل المريض والمسافر، مما يؤكد رحمة الإسلام وواقعيته في التعامل مع الواقع المعيشي.

دعوة للتدبر والعمل بالقرآن

دعت هيئة كبار العلماء المسلمين إلى تدبر القرآن الكريم والعمل بأحكامه، مشيرة إلى أن الشريعة الإسلامية قائمة على الرحمة والتيسير، مؤكدة أن رمضان هو فرصة عظيمة للتأمل في معاني القرآن وتطبيق أحكامه في جميع جوانب الحياة.

وشددت الهيئة على أن القرآن الكريم يقدم منهجًا واقعيًا يمكن تطبيقه في الحياة اليومية، مما يجعله دستورًا أخلاقيًا ومنهجًا متكاملًا ينظم علاقة الإنسان بربه وبالناس من حوله.

واختتمت هيئة كبار العلماء بالأزهر رسالتها بالدعاء أن يوفق الله المسلمين لفهم القرآن الكريم والعمل به، ويجعلهم من الذين قال فيهم الله تعالى: ﴿يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ﴾.

تم نسخ الرابط