عاجل

لماذا حصل الطلاب المتفوقين علي 50‎%‎؟.. مفاجاة صادمة حول الثانوية العامة 2025

الثانوية العامة
الثانوية العامة

حالة من الجدل اثيرت علي مواقع التواصل الاجتماعي عقب حصول العديد من الطلاب المتفوقين علي مجاميع قليلة .

خبير تربوي يفسر أسباب تراجع مجاميع طلاب متفوقين: ضغوط نفسية وثقة زائدة و”تفوق زائف”

في ظل حالة الصدمة التي أصابت آلاف الأسر المصرية بعد إعلان نتائج الثانوية العامة، برز تساؤل محوري: لماذا حصل طلاب معروف عنهم التفوق طوال سنوات دراستهم على مجاميع منخفضة بشكل غير متوقع؟ البعض أرجع الأمر إلى خلل في التصحيح أو صعوبة الامتحانات، لكن خبراء التربية يرون أن الأسباب أعمق من ذلك.

الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، قال في تصريحات صحفية إن “هذه الظاهرة لها تفسيرات متعددة، تتعلق بالجوانب النفسية والسلوكية والتحصيلية، ولا يمكن اختزالها في سبب واحد”.

وأوضح شوقي أن القلق المفرط أثناء الامتحانات من أبرز الأسباب، حيث يصيب بعض الطلاب المتفوقين بدرجة تؤثر سلبًا على تركيزهم وقدرتهم على التفكير وحل الأسئلة. كما أن الضغوط النفسية الناتجة عن التوقعات المرتفعة من الأسرة والمجتمع تمثل عبئًا إضافيًا على الطالب، وقد تؤدي إلى نتائج عكسية.

وأشار الخبير التربوي إلى أن بعض مظاهر التفوق قد تكون غير حقيقية، وإنما ناتجة عن مبالغات من بعض معلمي الدروس الخصوصية الذين يوهمون أولياء الأمور بتفوق أبنائهم، لضمان استمرار الطالب في الدرس.

ومن بين الأسباب الأخرى، تحدث شوقي عن الثقة الزائدة بالنفس، قائلًا: “بعض الطلاب يعتمدون على سمعتهم السابقة ولا يستعدون بالشكل الكافي، مما يؤدي إلى تراجع أدائهم في الامتحان”. كما أن الاعتماد الكامل على مذكرات ومراجعات المعلمين الخصوصيين دون الرجوع إلى الكتب المدرسية أو التدريبات الرسمية قد يُسبب فجوة معرفية، خاصة إذا لم تكن تلك المصادر كافية أو دقيقة.

ولم يغفل شوقي الجانب الإنساني، حيث أشار إلى أن تعرض بعض الطلاب لظروف قهرية مثل المرض أو الأزمات الشخصية أثناء فترة الامتحانات قد يضعف قدرتهم على التركيز. كما أن المشكلات داخل اللجان، مثل الغش أو عدم الانضباط، تؤثر سلبًا على بيئة الامتحان وتزيد من توتر بعض الطلاب.

واختتم شوقي تصريحاته مؤكدًا أن “تراجع نتيجة بعض الطلاب المتفوقين لا يعني بالضرورة نهاية طريقهم الدراسي”، مشددًا على أهمية الدعم النفسي من الأسرة، وإعادة بناء الثقة والاعتماد على التحصيل الحقيقي وليس المظاهر الشكلية للتفوق.

 

ظاهرة تراجع مجاميع “المتفوقين”.. خبير تربوي يوضح الأسباب الحقيقية

.

من جانبه، قال الدكتور عاصم حجازي، الخبير التربوي، إن “الخلط بين الذكاء والتفوق الأكاديمي” هو أحد الأسباب التي تؤدي إلى سوء فهم طبيعة الأداء الدراسي. وأوضح: “المتفوق أكاديمياً، الذي يحصل على درجات مرتفعة، لابد وأن يكون ذكياً، لكن الذكي قد لا يكون متفوقاً، لأن التفوق لا يعتمد على الذكاء وحده”.

وأضاف حجازي أن التفوق الدراسي يحتاج إلى عوامل متعددة تتكامل معاً، منها: وجود بيئة أسرية صحية، وحالة نفسية مستقرة، ودعم مستمر من الأسرة والمحيط، بالإضافة إلى سمات شخصية مثل المثابرة، وتحمل الضغوط، والطموح، وبذل الجهد. كما أن المهارات التنظيمية مثل التخطيط الجيد، وتنظيم الوقت، واستخدام استراتيجيات مذاكرة فعالة، تلعب دوراً حاسماً في تحقيق التفوق.

وأشار الخبير التربوي إلى أن الطالب قد يكون متفوقاً لسنوات طويلة، ثم يفشل في إحدى المراحل الدراسية بسبب تغيّر في حالته النفسية، أو نتيجة مشكلات أسرية، أو انخفاض الدافعية والطموح، أو حتى فقدان الثقة بالنفس، وهي أمور شائعة في فترة المراهقة والضغط المصاحب لمرحلة الثانوية العامة.

وحذر حجازي من تفشي ظاهرة “التفوق الزائف”، موضحاً أن بعض الطلاب يظهرون متفوقين بسبب الغش، أو بسبب مبالغات من معلمي الدروس الخصوصية الذين يتعمدون مدح الطالب بشكل مبالغ فيه، من أجل طمأنة ولي الأمر وضمان استمرارية الطالب في مجموعته.

وختم الدكتور عاصم حجازي تصريحه بالتأكيد على أن “التفوق الحقيقي يحتاج إلى خطة شاملة متعددة العناصر، والتنفيذ المستمر لتلك الخطة هو ما يضمن استمرار الطالب في طريق النجاح”. وأضاف: “الاعتماد على الذكاء وحده دون بيئة مساعدة وظروف نفسية مستقرة لن يصنع طالباً متفوقاً”.

تأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه شكاوى أولياء الأمور من تدني مجاميع أبنائهم بشكل غير متوقع، ما يستدعي مراجعة شاملة لطبيعة الاستعداد النفسي والأكاديمي للطلاب خلال المراحل الحاسمة من التعليم.

تم نسخ الرابط